فلسطين والقمة العربية الأخيرة

على الرغم من الحدث اليمني المسيطر على أعمال القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ ، احتلت القضية الفلسطينية مكانتها الدائمة في صدارة الملفات العربية .
و قدم الوفد الفلسطيني برئاسة محمود عباس رئيس دولة فلسطين مطالعة أكد فيها على استمرار المواجهة مع سياسة الاحتلال وعرض بتفصيل اجراءات حكومة نتنياهو لتهويد مدينة القدس والاستمرار في بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وكان لافتاً الموقف الفلسطيني الرسمي من تشكيل المحور العربي الجديد بقيادة المملكة العربية السعودية حيث أعرب الرئيس الفلسطيني عن تأييده ودعمه وانحيازه الكامل إلى محور الاعتدال العربي بقيادة المملكة العربية السعودية .
وكان الناطق الرسمي للرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قد صرّح بهذا الصدد
(إن التطورات الأخيرة في المنطقة والتحديات التي تواجه فلسطين والأمة العربية أدخلت الشرق الأوسط بأسره في مرحلة جديدة، ومفرق طرق.وأضاف أبو ردينة في تصريح لوكالة ‘وفا’ عشية القمة العربية، إنه لا شك أنها مرحلة حاسمة جديدة، حيث إنه لا يمكن للأوضاع الحالية التي تتلاعب بها القوى الإقليمية والدولية أن تستمر بهذا الشكل، مؤكدا أن الوضع الحالي يمثل مرحلة جديدة لاصطفاف عربي قومي يعيد الحياة إلى شعوب المنطقة).
بينما أكدت حركةحماس دعمها لوحدة اليمن وأمنه والحوار بين أبنائه في تصريح رسمي صدر يوم السبت 28/3/2015 جاء فيه (أنها مع أمن واستقرار المنطقة العربية دولاً وشعوباً، وترفض كل ما يمس أمنها واستقرارها.
وتقود السعودية تحالفا عربيا؛ يعمل على قصف مواقع عسكرية تابعة لأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وللحوثيين في اليمن، ضمن عملية أسمتها “عاصفة الحزم”، استجابة لدعوة الرئيس اليمني “عبد ربه منصور هادي”، بالتدخل عسكرياً لـ”حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية).
وفي رام الله طالب رئيس كتلة فتح النيابية عزام الأحمد بدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة التطرف والعنصرية الإسرائيلية. جاء ذلك خلال مشاركة الأحمد ووفد من المجلس الوطني برئاسة نائب رئيس المجلس الوطني، تيسير قبعة، في اجتماعات الاتحاد في العاصمة الفيتنامية هانوي.
واستعرض الأحمد أمام لجنة قضايا الشرق الأوسط، التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية، خاصة جمود عملية السلام نتيجة ممارسات ومواقف الحكومة الإسرائيلية، وآثار العدوان الإسرائيلي الأخير على شعبنا، والتهديد الدائم للاماكن المقدسة، مؤكداً ضرورة إزالة العقبات أمام عملية إعادة إعمار القطاع ووضع حد لمعاناة أبناء شعبنا هناك.
ولدى وصول الرئيس محمود عباس إلى شرم الشيخ تحدث للصحافيين : (ننتظر دائما وأبدا، وهذا ما يحصل، ان يكون أشقاؤنا العرب معنا). وأشار إلى أن التطورات في اليمن وفلسطين ستكون من أبرز القضايا على جدول أعمال القمة التي ستنطلق اليوم السبت.
وأكد الرئيس عباس أن جمهورية مصر العربية في أحسن أحوالها وهي قادرة أن تقود العرب إلى مستوى أفضل. وقال الرئيس في تصريح خاص لوكالة “وفا” : “إن مصر الآن في أحسن حالاتها وحصل تقدم مهم في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خاصة بعد النجاح الذي تحقق في المؤتمر الاقتصادي ثم في مؤتمر النهضة في اثيوبيا”. وأضاف أن هذه “الإنجازات تجعل مصر تسترد عافيتها التي فقدتها فترة من الزمن وهي قادرة على ان تقود العرب الى مستوى أفضل”.
وفي سياق متصل قال الرئيس عباس : إن القدس تعيش ربع الساعة الأخير قبل أن يكتمل مخطط تهويدها، داعيا إلى تكثيف الجهود والعمل من أجل حماية القدس وتعزيز صمود أهلها. ورحب الرئيس في كلمته أمام القمة العربية الـ26 المنعقدة في شرم الشيخ، بقرار وزراء الخارجية العرب، اعتماد اقتراح دولة فلسطين، بأن تتاح الفرصة لقائد عربي بإلقاء خطاب باسمنا جميعا أمام الكونغرس الأميركي، بمجلسيه، يشرح فيه مبادرة السلام العربية ورؤية العرب لحل الصراع العربي- الإسرائيلي. وقال إنه يمكن أن يكرر هذا الأمر، أمام الاتحاد الأوروبي وغيره من المؤسسات الدولية.
وحذر الرئيس عباس من مخطط إسرائيلي خطير، يهدف إلى إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة، وحكم ذاتي في الضفة الغربية، واستثناء مدينة القدس، وإيجاد هدنة لمدة (15 عاما).
واقترح الرئيس على مجلس الجامعة العربية، بأن تقوم لجنة “ترويكا” العربية (الرئيس السابق والحالي واللاحق ومن يرغب بالانضمام إليها من القادة)، بوضع رؤية عربية تهدف إلى معالجة الحروب والأزمات والفتن والانقسامات القائمة أو المحتملة في عدد من الدول العربية، وتحصين بلادنا من الإرهاب والأخطار الوجودية التي تهدد حاضر ومستقبل أمتنا.
وشكك الرئيس عباس في عزم اسرائيل على الافراج عن اموال الضرائب الفلسطينية، وقال “اعلنوا انهم سيفرجون عنها لكنهم لم يفعلوا بعد”، مضيفا “قد يضعون الف شرط وشرط حتى يفرجوا عنها وضمان عدم حجزها مرة اخرى”. معربا عن أمله بتفعيل شبكة الأمان العربية، وشكر كل الدول التي قامت بتسديد التزاماتها المالية في هذه الشبكة.
وتطرق الرئيس الى ما أفرزته الانتخابات الاسرائيلية، وقال” إن الدلائل تشير على ضوء نتائج الانتخابات التي جرت في إسرائيل قبل أيام قليلة إلى عدم وجود شريك إسرائيلي نصل معه إلى تسوية للصراع عبر المفاوضات التي يريدها غطاء لمواصلة سياسة فرض الأمر الواقع..”.
وأضاف أن العلاقات مع اسرائيل لا يمكن أن تستمر على ما كانت عليه في السنوات السابقة، وهذا ما أدى بنا إلى تدويل القضية الفلسطينية عبر مجلس الأمن الدولي، والالتحاق بالعديد من المنظمات الدولية، بعد أن فشلنا في الحصول على حقوقنا، وسنحتفل في الأول من الشهر المقبل بعضويتنا في محكمة الجنايات الدولية.