رؤية سياسية مشتركة للقوة العربية المشتركة؟

رفيق خوري (الانوار)

مناخ العواصف حكم على قمة شرم الشيخ بأن تكون قمة مواجهة. فعلى صورة التوقعات جاءت الوقائع. وفي الرد على تحديات الاستهانة بالأمن القومي العربي كان على القمة العادية السادسة والعشرين أن تبدو استثنائية. مصر حصلت على ما اقترحته وعملت له منذ أشهر، وهو الموافقة المبدئية على إنشاء القوة العربية المشتركة عبر نوع من تحالف الراغبين بعد نصف قرن من الفشل في التزام ميثاق الدفاع العربي المشترك. والسعودية حصلت على دعم ما بدأته، وهو عاصفة الحزم في اليمن على انقلاب الحوثيين المتحالفين مع رجل الرقص بين الأفاعي علي عبدالله صالح والمدعومين من ايران. والباقي كلام إنشائي مكرر بدعم مطالب كل بلد.

وهكذا سارع الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي لتوصيف اللحظة بأنها ميلاد جديد للجامعة العربية ولو في السبعين من عمرها. وتحدث كثيرون عن يقظة عربية أو ربيع عربي آخر من فوق هذه المرة. لكن السؤال الذي لا يزال من المبكر تقديم جواب عنه هو: هل ولد بالفعل نظام عربي جديد؟ هل دقت ساعة الدور العربي الذي كان غائباً أو مغيباً بالضعف العربي وقوة الأدوار الاقليمية؟ والى أي حد يمكن الرهان على استعادة الوعي بالعروبة الحضارية بعد محنة الاندفاع في اعطاء الطابع المذهبي للصراعات الاقليمية في أكبر لعبة جيوسياسية؟

لا أحد يجهل أن ولادة القوة العربية المشتركة في حاجة الى عمل كبير على مستوى رؤساء الأركان ومعاونيهم كما على مستوى الحكومات والقرارات المطلوبة على مستوى الملوك والرؤساء والأمراء. لكن العمل المطلوب ليس مجرد بحث في مسائل تقنية ولوجستية أمنية وعسكرية. فهو، قبل ذلك، عمل سياسي بامتياز. والشرط الطبيعي، بالمعنى الاستراتيجي، لنجاح القوة العربية المشتركة هو أن تكون هناك رؤية عربية مشتركة للأخطار، وسياسة عربية مشتركة لمواجهة هذه الأخطار.

واذا كانت الحرب على داعش والارهاب هي أمر اليوم، فإن اختصار الأخطار بالارهاب هو أقصر الطرق الى الهزيمة الذاتية أمام ثلاثة: أمراض المجتمعات، تسلط الأنظمة، وتغول القوى الاقليمية على المسرح السياسي العربي. واذا كان صراع المحاور الاقليمية هو المسيطر على كل الجهود والسياسات، فإن أخطر مقاربة للصراع هي الاصطفاف في فسطاطين مذهبيين، يقوي كل منهما الآخر ولو حاربه، ويفرض البؤس المادي والثقافي على الشعوب.

وخارج المواجهة الأمنية والعسكرية والسياسية، فإن اعلان شرم الشيخ يتضمن كل ما يحلم به المواطن. اذ يجدد القادة التعهد بالعمل على ترسيخ حقوق المواطنة وصون الحريات الأساسية والكرامة الانسانية وحقوق المرأة كأدوات فاعلة لصون منظومة الأمن القومي العربي. لكن الأحلام على الورق، والكوابيس في الواقع.

اقرأ أيضاً بقلم رفيق خوري (الانوار)

أي مبارزة بالصواريخ بين أميركا وروسيا؟

الصعب والمستحيل في أزمة مفتوحة

سوتشي عكس جنيف أم الطريق اليه؟

لا مشروع بل ممانعة للمشروع الاقليمي الايراني

فرصة المخرج الفرنسي وتحديات المدخل اللبناني

تباين في توظيف المعركة ضد داعش

أي ادارة ومعيار لتنظيم الخلاف؟

سوريا أرض اللقاء بين الكبار المختلفين

ماذا بعد الاقتراب من المدار الروسي؟

أبعد من خلاف المتفقين على عودة النازحين

ليس بالقانون وحده يحيا التمثيل الصحيح

عناصر القوة والضعف في محاربة داعش

العودة الى جنيف من طريق استانا

محاربة الارهاب الداعشي ومواجهة الفقه الداعشي

قمة البحر الميت: تحدّي إحياء العروبة

منبر لتوجيه رسائل لا مركز للقرار

موسكو حامية النظام وراعية المنشقين عنه

أبعد من القانون وانتخابات خائف ومخيف

مسؤوليات ما بعد نجاح الزيارة الرئاسية

أي ابتعاد للبنان عن الصراعات الخارجية؟