لقاء لمنظمة الشباب التقدمي مع أبو الحسن في المتن الأعلى

المتن الأعلى- “الأنباء”

أقامت منظمة الشباب التقدمي مكتب المتن – اللقاء الحواري الأول في العام 2015 في المركز الإجتماعي في بلدة الخلوات فالوغا حاضر فيه مفوض الداخلية في الحزب التقدمي الإشتراكي هادي أبو الحسن الذي تناول عدداً من العناوين السياسية والإجتماعية والشبابية وذلك بحضور مدراء فروع وأعضاء وكالة داخلية المتن ومسؤولي منظمة الشباب التقدمي في المنطقة، وحضور حاشد من الشب.

وتحدث أبو الحسن بعد ترحيب وتعريف من أمين سر مكتب المنظمة في المتن جميل حريز، فقال: “إن إجتماعنا اليوم يأتي ضمن فعاليات ونشاطات إحياء الذكرى الـ38 لاستشهاد المعلم كمال جنبلاط هذا الرجل الإستثنائي الكبير الذي إندفع جاهداً وهو في عز  شبابه يبحث عن الحقيقة وكانت ثمرة عمله وجهده خلاصة إستقاها من مشارب فلسفية متعددة ومتنوعة ومن تجارب شعوب ومجتمعات ومن نتائج ثورات، إلى أن كانت ولادة الفكر المشبع بتلك النتائج من خلال تأسيس الحزب التقدمي الإشتراكي مع نخبة من المثقفين ورجال الفكر”.

وتابع: “لقد كان المعلم منسجماً مع نفسه وقناعاته إلى أقصى الحدود فتخلى عن موروثه التقليدي وإعتنق الإشتراكية نهجاً، وتمرد على الواقع المتحكم بلبنان والمنطقة والعالم. إعتنق التقدمية سلوكاً في مواجهة الرجعية، وحمل مشعل النضال من أجل الإنسان وكرامة الإنسان، وحرض على تحطيم القيود ومواجهة السجان، وحمل مشعل الحرية مشعل العروبة المتنوّرة المنفتحة، مشعل فلسطين، مشعل القرار الوطني المستقل ومشعل النضال من أجل القضايا العادلة”.

منظمة1

وأضاف: “لقد أنار كمال جنبلاط الدرب في حلكة الظلام، وكان معلماً بإمتياز وعلى كافة المستويات. وكان أنقى وأرقى ما علمنا إياه هو ان السياسة مسلك شريف لأن لها علاقة بقيادة الرجال. وأن السياسة ملحها الأخلاق. وبهذا المعنى نفخر بإنتمائنا إلى مدرسة كمال جنبلاط، ونسلك دربه، ونحفظ مجده، ونحمل مشعله ونرفع رايته بقيادة وليد جنبلاط حامل الأمانة وحامي المسيرة وقائدها. من هنا وفي هذه المناسبة نوجه تحية وفاء الى رجل العطاء ونجدد الوفاء له، والولاء لفكره والانتماء لحزبه بكل قناعة ٍوبكل ارادةٍ وعزمٍ، ونمضي بثبات مستندين على هذا التراث الغني ومستنيرين من وضوح فكره وغنى تجربته”.

ولفت أبو الحسن للمعاناة التي “تحملها كمال جنبلاط من أجل إحداث التغيير الديموقراطي في سبيل تحقيق شعاره “مواطن حر وشعب سعيد”، ومن أجل القرار الوطني اللبناني المستقل، ومن أجل فلسطين”. وقال: “لقد إصطدم بالحائط السميك عندما مُنِعَ من تحقيق حلمه بالتغيير، ومن  تنفيذ برنامجه الإصلاحي الذي كان يشكل الحل المتقدم  لمعظم المشاكل التي كانت تواجه وطننا لبنان. فتقاطع المصالح وخبث السياسات الإقليمية والدولية لم تتحمل كمال جنبلاط  الأمر الذي جعله في حال إنكشاف لم تثنه ابداً عن إصراره فمضى مقتنعاً بنهجه إلى أن أصابته طلقات الغدر وهوى شهيداً في سبيل مبادئه وقناعاته”.

وتابع في سرده لنضالات الحزب التقدمي الإشتراكي قائلاً: “ما أشبه اليوم بالأمس حيث تقاطع المصالح هو ذاته والقاتل واحد والضحية هو الشعب السوري الممنوع من الإنتصار على جلاده، لان السياسة الأميركية الخبيثة تحمي القاتل، وتقوم على معادلة ممنوع الإنتصار وممنوع الانكسار لأي فريق. وذلك من أجل إطالة أمد الصراع إلى أطول مدة زمنية ممكنة بهدف تعميق الجراح وتدمير سوريا والعراق وتكريس الانقسامات المذهبية تحضيراً لتفتيت المنطقة وتقسيمها إلى كيانات متناحرة ومن أجل تبديد الثروات العربية الهائلة في حروب عبثية لن تجني الا الفائدة لإسرائيل”.

وأضاف: “ها هي القضية الفلسطينية تتراجع وتترنح، فيما يبرز اليمين المتطرف ضارباً عرض الحائط بكل المبادئ والأسس التي إرتكزت عليها عملية السلام والمبادرة العربية من أجل السلام. وفي النهاية يبقى الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمات الكبرى وما أحوجنا اليوم إلى حل سياسي وثابت يعيد الأمن والاستقرار والوحدة لكل من  سوريا والعراق وليبيا واليمن ويحفظ وحدة هذه الدول وهويتها العربية بعيدا  عن طموحات الإمبراطوريات المتجددة التي تستفز دول المنطقة العربية لتحرجها وتخرجها عن طورها و هدوئها للدفاع عن نفسها أمام المخاطر المتعاظمة التي تتهدها والتي بدأت تمس أمنها وإستقرارها. وكل هذا يأتي في ظل المفاوضات الأميركية الإيرانية الجارية، والتي يدفع الشعب السوري البطل أثمانها بالدم واللحم الحي”.

منظمة2

وأكد أبو الحسن على أنه “أمام هذا المشهد المؤلم والواقع المرير لا يسعنا إلا أن نجدد إنحيازنا المطلق إلى جانب الشعب السوري التوّاق إلى الحرية والانعتاق”. واستدرك شارحاً: “إن موقفنا هذا هو موقف أخلاقي ومبدئي ينسجم مع تاريخنا وتراثنا وهو ضمن حدود الموقف السياسي الذي نتمايز به بعمق عن شركاء لنا في وطننا دون أن يتعارض مع  نقاط الالتقاء الأخرى، والمتعددة داخلياً والتي نجتمع عليها مؤكدين بالوقت ذاته رفضنا المطلق للتدخل العسكري الميداني لأي فريق لبناني في ساحات الجوار كي لا نستدرج النار الى الدار اللبناني”.

وشدد بقوله “نحن معنيين بالاستفادة مما يسمى المظلة الدولية التي تحمي لبنان حتى الساعة. فلنحصن أمننا ووحدتنا وإستقرار بلدنا وإستمرار مؤسساتنا من خلال العودة الى وطننا وإسقاط الرهانات على الخارج، وإنتاج قرارنا وخيارنا الوطني. لا يجوز أن ننتظر القدر المفروض علينا. فنحن معنيون أيضاً  بتأمين مصالح الناس الإقتصادية والإجتماعية والإنمائية والصحية والتربوية، وبتوفير فرص العمل للشباب من خلال الإستقرار وتعزيز الثقة بالبلد. وهذا بتطلب إرادة ووعي وحرص. هذه هي هواجسنا وهذا ما يعمل عليه رئيس الحزب وليد جنبلاط، وعلينا جميعاً أن نكون إلى جانبه في هذه المهمة الشاقة”.

وخاطب الشباب قائلاً: “أنتم أيها الشباب مدعوون إلى الانخراط أكثر في الحياة السياسية والإجتماعية، وما أحوجنا اليوم إلى تلك المعادلة التي تقوم على حكمة العقال وهمة الشباب كي تستمر المسيرة بثبات وعزم وإصرار وتقدم كي نحفظ وطننا الحبيب لبنان بالعلم والعمل والالتزام والولاء الوطني الصادق. معكم اليوم نتطلع إلى العمل معاً من أجل مستقبل مشرقٍ وواعدٍ يلبي طموحات الأجيال القادمة”.

بعدها، جرى نقاش في العناوين السياسية المطروحة وتم التأكيد على إستمرار هذه اللقاءات الحوارية بشكل دوري.