عاصفة المنطقة أمام إحتمالي الإنفجار أو التسويات… وإنتخاب الرئيس يزداد صعوبة

رانية غانم- الأنباء

يعتقد مصدر نيابي مطلع على ما يدور في الكواليس حول مصير الاستحقاق الرئاسي أن عملية “عاصفة الحزم” التي تنفذها المملكة العربية السعودية وحلفاءها في اليمن ضد قوات الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، معطوفة على التطورات التي تشهدها الساحتان السورية والعراقية، ستؤخر إنجاز هذا الاستحقاق أكثر فأكثر إلى أجل غير معلوم.

ويقول هذا المصدر أن اللعبة باتت مكشوفة على مستوى المنطقة، إذ لم يعد سرا التدخل الإيراني في الساحات اللبنانية والسورية والعراقية واليمنية وغيرها، مقابل دور في مواجهته للمملكة العربية السعودية وعدد من الدول الأخرى، ليتضح علناً أن الحرب الدائرة هي بين إيران وحلفائها وبين السعودية وحلفائها، وعلى نتائج هذه الحرب سيتضح مصير المنطقة برمتها أنظمة وشعوباً.

ويضيف أن “عاصفة الحزم” في اليمن سيتقرر في ضوئها مصير اليمن، ومستقبل العلاقة بين السعودية وإيران، بحيث أن هذه الحرب إما تأتي بهذين البلدين إلى طاولة المفاوضات ليتوصلا إلى إتفاق ينعكس برداً وسلاماً على مستقبل اليمن وبقية الأزمات التي تعيشها المنطقة ويكون من “بركات” الإتفاق المتوقع بين الدول الغربية وإيران حول الملف النووي الإيراني. وإما تزيد من تفاقم الأزمات الإقليمية في حال لم تحقق الحرب الأهداف المرجوة منها، ولم يحصل الإتفاق الغربي ـ الإيراني قريباً.

ويقول المصدر أن الأيام المقبلة ستكشف مدى “عاصفة الحزم” فإذا طالت ولم يحقق التحالف الذي يشنها أهدافه المعلنة وهي “دعم” شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وتقويض القوى المعارضة له، فإنها ستحدث مضاعفات كثيرة على مستوى المنطقة كلها، يمكن أن تتكشف معها حقيقة النوايا الأميركية الفعلية إزاء الدول المنخرطة في الحرب، فواشنطن أيدت “عاصفة الحزم” لفظياً ولم تشارك فيها عملياً وحذت دول غربية أُخرى حذوها، لتظهر واشنطن في هذه الحال أنها للمرة الأولى منذ حروب الخليج المتعددة التي شنتها، لا تشارك في هذه الحرب.

ومن المضاعفات المحتملة أو المتوقعة لـ”عاصفة الحزم” تصاعد الأزمة في البحرين التي تدخلت فيها السعودية منذ بدايتها بنشر قوات من “درع الجزيرة” دعما العرش الملكي فيها، في مواجهة المعارضة البحرينية التي ما تزال تتحرك في مواجهة السلطة حتى الآن، فضلا عن إحتمال تجدد الاضطرابات في المنطقة الشرقية السعودية، وكذلك تصاعد المواجهات والمعارك في سوريا والعراق وإحتمال إنحسار غارات التحالف الدولي الجوية على “داعش” في هذين البلدين ما يتيح للأخيرة فرصة تصعيد معاركها ضد النظامين العراقي والسوري اللذين تدعمهما إيران بقوة وتشاركهما القتال في الميادين بواسطة قوات من الحرس الثوري الايراني.

مع العلم أن هذا التحالف الذي تشارك فيه غالبية الدول المشاركة حاليا في التحالف العربي ـ الإقليمي الذي يشن عملية “عاصفة الحزم” في اليمن، قد يكون عرضة للتفكك في الأيام والاسابيع المقبلة لأن التحالف ضد الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح، لا يمكن أن يقاتل إيران وحلفائها في اليمن وفي الوقت نفسه يدعمها وحلفائها ويقاتل معهم عبر القصف الجوي في حربهم على “داعش” في العراق وسوريا.

كما من المضاعفات المحتملة لـ”عاصفة الحزم” في حال لم تنجح في تحقيق أهدافها، أن يتعرض مجلس التعاون الخليجي للتفكك، فسلطنة عُمان التي لعبت دائماً دور الوسيط بين السعودية وإيران وبين إيران والدول الغربية، لم تشارك في التحالف ضد الحوثيين في اليمن الواقع على حدودها الغربية، فيما الكويت القلقة والواقعة على الحدود مع العراق وعلى مرمى حجر من شواطئ إيران شاركت في التحالف شكلا وعلى مضض فيما تعتبر أن جنوب العراق مداها الحيوي وليس منطقة الأنبار، والجميع يتذكر زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح لطهران قبل أكثر من سنة حيث وصف خلالها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الايرانية السيد علي خامنئي الذي التقاه يومها بأنه “مرشد المنطقة”.

وفي ضوء ذلك يرى المصدر نفسه أن “عاصفة الحزم” التي هبت على اليمن ربما تكون أدخلت المنطقة في مرحلة ستختلط فيها أوراق كثيرة ما سينعكس تصعيدا في أزمات وتجميدا في أخرى، ومنها الأزمة اللبنانية التي يبدو أن وجودها على لائحة إنتظار التوافقات الإقليمية والدولية سيطول، اللهم إلا في حال أدت عاصفة اليمن إلى حل توافقي قريب للأزمة اليمنية تفرضه التطورات العسكرية على القوى المتحاربة والدول الداعمة لها وعلى رأسها السعودية وإيران.