أبو فاعور في الشويفات في ذكرى 16 آذار

 الشويفات- “الأنباء”

نظمّت وكالة داخلية الشويفات –خلدة في الحزب التقدمي الإشتراكي لمناسبة الذكرى 38 لاستشهاد المعلم كمال جنبلاط لقاء سياسياً مع وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور في قاعة رابطة سيدات الشويفات بحضور النواب فؤاد السعد، هنري حلو وفادي الهبر، رئيس بلدية الشويفات ملحم السوقي، رئيس بلدية دير قوبل نزار رسامني، جمع من المشايخ ورجال الدين، وكيل داخلية الشويفات –خلده المحامي جلال الجردي، مفوض الشباب والرياضه صالح حديفة، فادي أبو فخر ممثلا الحزب القومي السوري الإجتماعي، بهيج الجردي ممثلا الحزب الشيوعي اللبناني، يوسف الحولي ممثلا حركة أمل، الحاج صادق غملوش ممثلا حزب الله، بالإضافة إلى المخاتير، حشد من الحزبيين، عشائر عرب خلده، الجمعيات والفعاليات والأهالي.

بعد النشيدين الوطني اللبناني والحزب التقدمي الإشتراكي والوقوف دقيقة صمت عن روح المعلم الشهيد كمال جنبلاط وشهداء الجيش اللبناني، وعرض فيلم وثائقي عن مراحل مسيرة المعلم الشهيد كمال جنبلاط، تحدث معرفا ناصر الحسنية، ثم ألقى كلمة وكالة الداخلية في الحزب أنور بشنق وجاء فيها: “ها هي لحظة الحقيقة تقترب، ها هي قلوب جلاديك ترتعب، ها هي أنظمة الاستبداد والظلم تنقلب، ها هي الأسوار التي إحتضنت السجن الكبير تشققت وستنهار أيا كانت التكلفة والثمن والتضحيات والدماء والشهداء، فعفوك اليوم… ما جئنا في هذا الاحتفال نتحدث عنك بقدر ما جئنا نتحدث إليك مجددين عهدنا معك. فها هي أفكارك يا معلمي تنبعث من جديد يحملها سياسيون مفكرون ووزراء لامعون حاملين رسالتك ومبادئك زرعوا الأمل في زمن فقدان الأمل، فكانوا رواد إصلاح وتغيير حققيين بعيدا عن الشعارات أمنوا للمواطن الطبابة ومنعوا موت الفقير على أبواب المستشفيات وسهروا على سلامته وغذائه على إمتداد الوطن. فاصبح حزبك حالة وطنية نادرة في زمن حياة سياسية عاث فيها الفساد فقتلت الحرية على اسرة الدكتاتورية والطائفية والمذهبية والمناطقية”.

أضاف: “نحن الحزب التقدمي الإشتراكي في الشويفات نطمئنك يا معلمي أننا على خطاك سائرون، بوليدك مقتدون، عاملون لاكمال مسيرة العيش الواحد والانفتاح ودعم الجيش والحفاظ على مؤسسات الدولة “.

ثم كلمة رفاق ومعاصري كمال جنبلاط ألقاها نبيل الجردي وجاء فيها: “ما أصعبها أن أتحدث إليكم عن كمال جنبلاط في هذا اليوم شهيدا، أن أتحدث إليكم عن معلمي وقائدي ورفيقي، عن الإنسان الكبير الذي دخلت محبته كل قلب وسمت أفكاره فوق كل فكر”.

الشويفات

أضاف: “كمال جنبلاط في دنياه حامل موازين العدل حتى لا يخطىء في بساتين الحياة لتثمر جهوده ثمار الفرح للآخرين، كمال جنبلاط المربي – المداوي –المتجدد الدائم الدائر ظهره إلى الماضي، المتفاعل مع الحاضر، المنفتح على المستقبل، المؤمن بالانسان، كمال جنبلاط الصارخ دائما بأحكام الإصلاح في لبنان قبل أن نخسره”.

ثم قال: “كمال جنبلاط أحب الشويفات بوابة الجبل وجعلها الحصن المنيح وقلعة من قلاح الحزب التقدمي الإشتراكي. كمال جنبلاط صانع الرؤساء والحكومات، كمال جنبلاط القائد العسكري الفذ وهذه حقيقه لا يعرفها إلا القلائل من رفاق كمال جنبلاط يوم قائد قوات الحزب التقدمي الإشتراكي وقوات الحركة الوطنية لرفع الحصار عن تل الزعتر واشرف بنفسه عن بناء جسر (المونتي فردي)”.

أضاف: “كمال جنبلاط المدافع الأول عن القضية الفلسطينية، ورفض كل المغريات الدولية التي عرضت عليه للتخلي عن الفلسطنيين والمتمثلة بالموفد الاميركي (دين براون) الذي قال (نحن نتعهد بتحقيق برنامج الحركة الوطنية شرط التخلي عن مساندة الفلسطنيين)”.

ثم قال: “كمال جنبلاط يقتل برصاصات عربية جبانة على طريق دير دوريت لا تسألوني من هم قتلة كمال جنبلاط الكل يعلم من قتله ولكن سوف يبقى حقدنا عليهم حتى تتحقق الغاية التي إستشهد من أجلها كمال جنبلاط “.

وختم بالقول: “وتبقى يا معلمي أسطورة النضال تروى على لسان الصغار والكبار ويكبر الزمان وتبقى في كل ضمير ووجدان ويتغير كل شيء ويتبدل وتبقى مبادئك لا تطالها يد الاشرار. ويثور الاشرار على الطرقات ويكمنون من جديد ويترقبون أن يمر الجسر الذي اغتالوه كي يغتالوه فلا يجدوه ويطول بهم الانتظار ويبعث فيرى نورا وحقيقة في الكلمات على الشفاه في الكتب والمؤلفات وفي الضمائر والنفوس والعقول”.

الشويفات13

الوزير أبو فاعور

من جهته، قال أبو فاعور: “يشرفني بداية أن أكون بينكم في الشويفات، هذه المدينة الصابرة، الصامدة، الوفية، الأبية، مدينة التنوع والعيش الواحد، مدينة العيش المشترك، الشويفات التي زفت رجل الاستقلال الأمير مجيد أرسلان، رجل إستقلال لبنان وكل اللبنانيين، الشويفات التي في التاريخ أرادت أن تكتب تاريخها بيدها، الشويفات التي ظلمت وظلمت كثيرا، الشويفات المدينة التي قطعت شريانها إذا كان العابر شرا، ثم قطعت طريق المحتل الإسرائيلي، الشويفات التي تفتح شريانها محبة وودا إذا كان العابر خيرا، الشويفات التي في تاريخ هذا الوطن الذين ينساه الكثيرون من أبناء هذا الوطن واجهت الاساطيل فما رفًّ لها جفن ولا خاف، الشويفات التي قابلت وقاتلت البوارج فما هابت وما نامت، الشويفات التي كنت في الماضي اسميها شقيقة اليم وابنة الجبل، فدارت عليها الأيام ودارت عليها الاقدار واسميها اليوم رقيبة اليم وحامية الجبل، الشويفات التي تستلقي على هذا الساحل لكنها لا تنام الا مفتوحة العين كي تحمي الجبل وتحمي وليد جنبلاط مارد الجبل، الشويفات التي اقلقها البحر فاقلقته وراقبته، راقبت موجة مده وجزره، الشويفات الشجاعة، الرجولة والشهداء، الشويفات المناضلين الشرفاء، الشويفات المعلم الشهيد كمال جنبلاط، الشويفات وليد جنبلاط، الشويفات العمائم البيضاء الراسخه رسوخ الضخر الصابره على الصبر”.

أضاف: “في هذا اليوم إلى أهالي الشويفات، وكل أبنائها وكل فاعلياتها، وكل عمائمها، وكل أحزابها نرفع التحية تحية المحبة والعرفان والاحترام، واسمحوا لي ليس من باب التعصب الأعمى وليس من باب العصبوية الحزبية وإنما من باب العرفان والبعد عن نكران الجميل أن أرفع التحية إلى رفاقي المناضلين في الحزب التقدمي الإشتراكي في الشويفات إلى رجال الزمن الصعب، والأيام الصعبة، يوم عزت الرجال، إلى كل الرفاق الذين وإن شابت اللحى فما شابوا في البال ولا في الذاكرة: تحية إلى الرفاق أبو الشهيد، أبو كفاح، بدري أبو علي، صلاح صعب،خالد صعب وإلى كل الرفاق الذين في زمن الخيارات الصعبة والقرارات الصعبة كانوا مكانة الشويفات، الشويفات لولاها لما فتحت طريق المقاومة إلى الجنوب، يومها حمت الشويفات بدماء أبنائها بيروت وحمت ظهر الضاحية التي كان يحميها أيضا الرئيس نبيه بري”.

الشويفات1

ثم اردف “نلتقي في حضرة كمال جنبلاط ولا أقول في ذكراه، ففي لحظة الذكرى إذعان للموت، وكمال جنبلاط في الموت أكبر وأعمق بآفاق وآفاق. نلتقي في حضرة كمال جنبلاط ولا أقول في ذكرى استشهاده، لأن في كلمة الاستشهاد همسة للموت او للغياب، وكمال جنبلاط ثبت مع هذه الناس ومع هذا الوفاء إنه أعمق من الموت بمسافات وازمان. نلتقي في حضرة كمال جنبلاط، وفي كل سنة نلتقي في هذا الامتحان، نقف لنتحدث عن كمال جنبلاط نختبر أنفسنا، نختبىء خلف عباراتنا، ولا نعرف إذا نصيب أو نخطىء. يطلب منا أن نتحدث عن كمال جنبلاط ويا لها مهمة، يطلب منا أن نستحضر كمال جنبلاط ويا لها من صعوبة، وإني كما في كل مرة إذ أعترف بعجزي واستدرك عجزي في الالمام في هذه المهمة، واعترف بقصوري عن أن أعتلي هذا المعتلى، وأن أدرك هذا السمو في الحديث عن كمال جنبلاط “.

وأضاف: “يزداد عجزي وأنا مثل الكثيرين أنتمي إلى كمال جنبلاط بالقلب قبل العاطفة، وبالميلاد قبل أو في الميلاد حتى الممات. كمال جنبلاط هو قوس قزحنا، نراه ولا ندركه، نسير إليه ولا نبلغه، نسعى إليه ولا نناله. كمال جنبلاط هو قوس قزح المعرفة، والحكمة، وقوس قزح العقل، والشجاعة، والكرامة، والعروبة، وفلسطين، والحرية، والديمقراطية، والتحرر، والعدالة، والمساواة، والقفراء، والمساكين، فكيف ندركه وكيف نبلغه؟ كان قوس القزح في الرواية الدينية، هو وعد قاطع من السماء إلى نوح بأن لا تغرق الارض بطوفان الماء مرة أخرى. وكمال جنبلاط هو قوس قزحنا هو وعد السماء لنا أن لا تغرق الأرض مرة أخرى بطوفان الجهلة والجهلاء، والظلم والظالمين، القتل والقتلة والطغاة والطغيان. كمال جنبلاط قوس قزحنا فبئس القتلة وبئس من قتلوا. يا لوهمكم، يا لوجلكم قتلتم قوس قزح. اظننتم أنكم تستيطعون أن تقتلوا قوس قزح؟ او تغتالوه؟ كمال جنبلاط باق ومستمر وللقتله نقول: يا لبؤسكم ولوهمكم وطيشكم خسىء القاتل، خسر القاتل، خسر الظالم، خسر القاتق والقتلة أيا كانوا ومهما كانوا”.

الشويفات12

وقال: “في حضرته نستعيده، نستعيد بعضا من ألقه من فكره ومن نوره. في السادس من كانون نحي ذكراه، فنحي ذكر الفكرة، وفي 16 آذار نحيى ذكراه، فنحتفل بالفكرة. كان كمال جنبلاط يتحدث عن الأمم الغافلة، وعن غفلة الحياة، وعن الغافلين في هذه الحياة، ونتمنى أن لا نكون من الغافلين في زمن غافل، ولكن للأسف نحن في زمن غفلة، وأبدأ بالغفلة من فلسطين حيث في العام 2014 زادت موازنة الاستيطان في الضفة الغربية، وأصبح 600% من العرب يأكلون بعضهم البعض وإسرائيل تأكل فلسطين وارضها. يا لها من غفلة ما بعدها غفلة. في غفلة فلسطين ربما تكون بارقة الأمل الوحيدة هو التصويت الذي حصل مؤخرا، صحيح أن داعية السلام نتنياهو فاز بالانتخابات، لكن الصحيح أيضا أن القائمة العربية الموحدة المشتركة أصبحت القوة الثالثة في الكنيست الإسرائيلي، وهذا مكسب كبير علينا أن نعرف كيف نحافظ عليه، وكيف نستفيد منه، وكيف لا نودي به، ولكن في نفس الوقت ومن موقعنا في الحزب التقدمي الإشتراكي الذي كان وليد جنبلاط هو السباق إلى الدعوة للاستفادة من القوة الكامنة لدى الشعب الفلسطيني الموجود في فلسطين المحتلة، داخل ما يسمى بالخط الاخضر في فلسطين التاريخية كان وليد جنبلاط السباق إلى الدعوة الى الاستفادة من هذه القوة الكامنة.”

أضاف: “اليوم عرب 1948 في فلسطين المحتلة هم حوالي 20 % من القوة الناخبة الإسرائيلية، وبالتالي هذه القوة إذا ما وجدت، إذا ما تفاهمت، إذا ما إتفقت، فهي قادرة على تغيير موازين القوى. هي بمثابة حصان طروادة داخل جسد الإحتلال الإسرائيلي، وهذه الحقيقة التي لم يدركها العرب أدركها كمال جنبلاط تاريخيا، وأدركها ياسر عرفات تاريخيا، وأدركها وليد جنبلاط عندما أطلق النداء تجاه الدروز العرب المسلمين في فلسطين لرفض الخدمة في الجيش الإسرائيلي، وتثبيت الهوية العربية الإسلامية، والعودة إلى الموقع الفلسطيني الوطني العروبي الصحيح إلى جانب باقي أبناء شعبه”.

وأردف أبو فاعور قائلاً: “المفارقة أنه رغم هذا الإنتصار، فما يعنينا هو أن التصويت العرب الدروز في فلسطين المحتلة كان متدنيا، والصوت الوطني في أوساط الموحدين العرب الدروز في فلسطين كان أيضا منخفضا. هذا واجبنا أن نسال، ولكن هذا واجب القوى الفلسطينية أن تسأل، لماذا انخفضت نسبة التصويت وبشكل اكبر في الصوت الوطني؟ ببساطة، لأن هناك خطأ في استمالة العرب الدروز إلى جانب القضية الفلسطينية، وببساطه لأنه تم إستفراد المناضل الوطني العربي سعيد نفاع عندما استفردت به محكمة الإحتلال الصهيوني ثلاث مرات، ومنعته من السفر ومن الترشح، وصادرت جواز سفره، واتهمته بالاتصال بمنظات معادية، ولم نسمع موقفا إلى جانب سعيد نفاع. لماذا؟ هل لان سعيد نفاع يناضل في وسط هذه المجموعة العربية لاجل عودتها الى هويتها واصالتها؟ هل أيضا ونحن في جوف الحوث حوث المؤسسة الصهيونية علينا احيانا أن نتصرف بمنطق طائفي ومذهبي وفئوي مع المناضلين الشرفاء، من أمثال سعيد نفاع؟ لذلك رغم ما حصل فنحن وبإسم وليد جنبلاط نكرر النداء والدعوة لكل عرب الداخل، والى المسلمين الموحدين العرب الدروز منهم بقيادة الشخصيات الوطنية، وفي مقدمتها سعيد نفاع مجددا لغض النظر، وإلى إعلاء الجهد لاجل تمتين وحدة الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني المحتل، لاننا اذا ما كنا نفشل في دنيا العرب في المواجهة المفتوجة مع الاحتلال الاسرائيلي، بالتاكيد ان التحدي القادم بعد سنوات هو تحد مواجهة العدو الاسرائيلي في عقر فلسطين في ارضها من السكان الاصليين من أبناء فلسطين”.

وتابع: “من غفلة فلسطين انتقل الى غفلة لبنان (الرئاسة): اما آن لهذا التيه الرئاسي أن ينتهي، ولهذه الدوامة في أزمة الرئاسة أن تحط أوزارها، ونحن إذ نقول هذا الكلام، عبرنا في السابق ونعبر اليوم عن خشية اضافية، نحن بصراحة نخشى أن يكون هذا التيه الرئاسي مقدمة لتيه دستوري، ونخشى ان لا تحل أزمة الرئاسة الا وقد خرجنا من نفق السياسة، ودخلنا في نفق الدستور” والدخول في نفق الدستور لن يكون اولا إلا على حساب اتفاق الطائف الذي تنمسك به اليوم اكثر من اي وقت مضى، والدخول في نفق الدستور لن يكون إلا على حساب وبصراحة على مكانة المسيحيين في هذا الوطن، هذا البلد التنوع والعيش المشترك الواحد. لن يكون اي دخول في تغيير الدستور إلا على حساب مكانة المسيحيين ،وهذا ما نرفضه وهذا ما لا نقبله، وهذا ما نحذر منه، وهذا ما ندعو الى الخروج من هذا المأزق بأسرع وقت ممكن. وعبثا ينتظر المنظرون وعبثا يتوقع المتوقعون، مرة ننظر الى النووي الايراني واخرى الى الازمة في اليمن وفي ليبيا . لنفترض اننا سننتظر النووي الايراني لدينا ثلاث احتمالات: اولا ان يتم الاتفاق، وان يتم تمديد الحوار، وان يتم الاختلاف، والارجح ان يتم الاتفاق او التاجيل. فاذا حصل الاتفاق ما معنى ذلك ؟ معناه ان تاتي رياح التسوية الى لبنان، ماذا يعني ذلك؟ الوصول الى مرشح توافقي بين اللبنانيين. لماذا اضاعة الوقت، والجهد والفرص ؟ لماذا البقاء في هذه الدوامة من المطالب والمطالب المستحيلة؟ اذا حصل التمديد ماذا يعني ذلك؟ الخيار الثاني يعني تمديد الازمة ،وهذا يعني استمرار المراوحة ولكن ما الحل ؟ الحل الوفاق الداخلي، والتفاهم الداخلي بين اللبنانيين.

اضاف: اما اذا حصل الخيار الثالث، اي الخلاف، ماذا يحصل؟ ألم يقتنع حتى اللحظة كل الافرقاء في لبنان بانه ليس بمقدور اي فريق ان يفرض خياره على الآخر؟ الم نقتنع ان هذا الانقسام الذي يعتمد في جسد وروح الوطن منذ العام 2005 وحتى اليوم قد استنفد انخراطه؟ وان الساحات ساحة 14 و 8 آذار قد استنفدت غرضها وادت مهامها؟ ألم نقتنع انه لم يعد بامكان اي من الفرقاء ان يفرضوا الخيار الذي يريد على مستوى الوطني؟ فكيف بالرئاسة؟ اذا ما هو الحل؟ الحل التفاهم، والوفاق، والتفاهم على مرشح وفاقي لان استمرار النزف في رئاسة الجمهورية، هو استمرار للنزف في وحدة الوطن.

هذا النزف نخشى ان يقود الى تعقيدات اضافية لا نعرف كيفية الخروج منها، ومنذ الآن الى حين التفاهم حول الرئاسة لن يكون الا تفاهم على الرئاسة، ولن يكون مرشح الا مرشح توافقي، هكذا هو منطق الامور، وهكذا هي التوازنات اللبنانية، وهكذا هي طبيعة وتكوين النظام السياسي في لبنان. من الآن الى حين حصول التوافق ماذا نفعل؟ هل نعطل الحكومة؟ بالتاكيد نحن لا نقبل بتعطيل الحكومة، ونحن في نفس الوقت، لا نقبل بفرض اعراف دستورية جديدة، ونتكلم بصراحة بالنسبه الينا كأقلية سياسية، نحن نفرح بحق الفيتو ولا نريد افضل من ذلك، ونحن طرف من الاطراف الموجودة على الطاولة، ونحن يفرحنا ويغرينا بان نمتلك حق الفيتو على الطاولة، ولكن هذا خطا. ماذا عن مصالح المواطنين؟ ماذا عن امور الدولة  ماذا عن الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به لبنان؟ ماذا عن الكثير من القضايا الاقتصادية، والانمائية المعيشية التي ينتظر المواطن ان تبث بها الدولة والحكومة؟ لذلك نحن الى جانب صبر الرئيس تمام بيك سلام صاحب الصبر الاكبر، وايوب هذه الجمهورية، نشدد ونؤكد على عدم القبول باي شكل من اشكال تعطيل عمل مجلس الوزراء تحت اي ذريعة من الذرائع، واذا ما طرح على جدول اعمال مجلس الوزراء اي امر ميثاقي وطني فالكل يدرك انه ليس هناك من يريد ان يطوي ذراع احد، ولا يريد ان ينتقص من حضور احد، وان يستخف بحضور احد، والامر عينه ينطبق على مجلس النواب، وهل تعطل التشريع في مجلس النواب؟ هل توقفت عجلة التشريع في المؤسسة الدستورية الام ؟ بالطبع لا.

لذلك نحن اليوم نجدد الدعوة خلف الرئيس بري الى عقد جلسة وجلسات تشريعية لاقرار الكثير من القوانين ، ومن التشريعات التي ينتظرها المواطن اللبناني والتي يحتاجها ، وهذا الامر لا ينطلق من ان بيننا من يريد ان يدير ظهره للرئاسة ، ولا ينطلق من خلفية ان بيننا من يريد ان يتصرف وكان شيئا لم يكن، بان هناك شغور بالرئاسة على الاطلاق، ولكن الشغور في الرئاسة يجب ان لا يعود الى الشغور في مؤسسات اخرى بحيث ان لا يعود الى شغور،او تعطيل في المجلس النيابي او مجلس الوزراء”.

وتابع: “الجيش والمؤسسات الامنية هي المؤسسة الضامنة اليوم لسلمنا الاهلي، ولاستقرارنا الوطني، وقضايا الجيش لا تناقش، ولا تطرح في الاعلام، ان قضايا الجيش تناقش في المؤسسات، واي خيار واي قرار يعنى بالجيش، والمؤسسات العسكرية والامنية، مكانه الطبيعي ان يناقش في الغرف المغلقه بين اهل السياسة، في الغرف المغلقه في مجلس الوزراء، بين القيادات السياسية، وليس على صفحات الاعلام، وليس على الملأ. آخر ما يحتاجه لبنان ويحتاجه الجيش في هذه المرحلة، هو ان يصبح الجيش مادة للسجال السياسي، او لتقاذف الرغبات السياسية  بهذا الامر هناك مؤسسات تقرر به، وتاخذ السبيل به،وان لا يناقش من باب المسؤولية والحرص على الجيش، ولكن من باب الحرص على الوطن. نحن نقضي ايامنا صبحا ومساءا نقول ادعموا الجيش، قفوا الى جانب الجيش، وكيف ندعمه ونقف الى جانبه اذا كنا بقصد او دون قصد مادة للسجال السياسي، وللخلاف السياسي في وسائل الاعلام؟ فليكن لدى كل سياسي منا، وكل وزير وكل نائب، وكل مسؤول، شجاعة جندي واحد في الجيش اللبناني في جرود عرسال، او يرابض في الجنوب، او في اي منطفه لاجل السلم الاهلي بين اللبنانيين لذلك علينا ان ننتزه ونتجرد”.

وختم: “الامر الاخير الاتهامات التي طاولتنا، وطاولت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي: مرة صفقه مع النصرة، ومرة صفقه مع داعش، ولا يزال هناك الا بوكو حرام ما وصلنا اليه بعد. عقول مريضه سقيمه، عقول تربث في الامكنه التي يربث بها الجهل والبؤس، ليس خافيا ان وليد جنبلاط يقوم بجهد كبير لاجل حماية العرب المسلمين الدروز في سوريا، وليس خافيا انه يقوم باتصالات مع مراكز قرار اقليمي ودول اقليمية مؤثرة لاجل حماية العلاقة بين دروز سوريا وبين باقي مكونات شعبها، طبعا البعض لا يغيظه هذا الامر، بل يغيظه ان وليد جنبلاط يسحب فتيل الفتنه كما سحب فتيل الفتنه بين ابناء فلسطين العرب الدروز وبين باقي ابناء شعبهم بجهد المكرر منذ العام 2000 لاجل اصلاح ذات البين بين ابناء الصف الفلسطيني الواحد ومنع الفتنه، ومنع العدو الاسرائيلي من وضع دروز فلسطين في مواجهة باقي شعبهم.

وليد جنبلاط يسحب فتيل الفتنه، ولا يقبل بان يوضع الدروز في سوريا في مواجهة مع ابناء شعبه، ولا يدفع الدروز الى اي خيار، فقط يريد سحب فتيل الفتنه لانهم ببساطه يريدون الفتنه ان تحصل في سوريا، ويريدون ان تنتقل الى لبنان. هذا هو المشروع وهذا هو المخطط، ووليد جنبلاط رغم كل ما قيل، وقال: ان وليد جنبلاط هوالحلقه الاضعف في السلسلة، هو واسطة العقد بين اللبنانيين، وواسطة العقد في هذا النصاب الوطني، وليد جنبلاط هو صوت العقل بين اللبنانيين، وهو ليس الحلقه الاضعف، وليد جنبلاط الحلقه الاقوى، فهو قوي بموقعه، بموقفه بشعبه، بجمهوره، قوي بمبادئ الناس الذي تلتف حوله. وليد جنبلاط لا يريد حماية من احد ،و ما بال هذه الزغاريد بمجرد انه صرح كيري وزير الخارجية الاميركي، طبعا الاشطراد ان الشيطانية التي تركب دائما. بمجرد ان قال جون كيري ان الاسد شريك، ويجب ان نتكلم معه ،ونتفاوض معه انطلفت الزغاريد، ولم يبق الا ان يضيفوا الحلويات على الطرقات، ولم يبق الا ان نرفع صور جون كيري بالشوارع، ووليد جنبلاط نتهمه انه مراهن على الخارج.

وليد جنبلاط منذ بدء انطلاقة الخلاف اللبناني، اول شخص من رفض القرار 1559، وليد جنبلاط عندما جاءت المطالبات الدولية بالانسحاب السوري من لبنان ايام الهيمنه السورية وفق القرار 1559، رفض هذا الامر وقال انا اريد اعادة انتشار وفقا لاتفاق الطائف. وليد جنبلاط عندما بدأت تتكون المعارضه الوطنية في لبنان اول من قال: اول وآخر عناصر قوة المعارضة في لبنان هي نزاهة هذه المعارضة، عن اي رهان او اي حساب او اي استناد خارجي، تعيبون على وليد جنبلاط ما تدعون انه رهان على الغرب، وبمجرد انه صرح وزير خارجية اميركا تصريح صغير تم نفيه لاحقا، انطلقت الزغاريد والظفر والشعور بالانتصار اليس هذه الامبريالية التي تريدون ان تقاتلوها؟ ما بالكم تفرحون لها اليوم وتتهمون الآخرين بها، هذه باتت مزحة سمجه.

وليد جنبلاط لا يحتاج شهادات من احد فعو في العروبة هو من يعطي الشهادات، وفي قضية فلسطين هو من يوزع الشهادات، وفي قضايا العروبة وفلسطين هو المعيار، وهو الميزان، هذا ما يعرفه الشرفاء في هذا الوطن، وهذا ما يعرفه الشرفاء على امتداد الوطن العربي، هكذا كان كمال جنبلاط وهكذا هو وليد جنبلاط اليوم .