حبس انفاس في انتظار النووي.. والرئيس بين نيسان وايار

رانية غانم - الأنباء

ينتظر ان تشهد الايام الفاصلة عن نهاية الشهر الجاري حبس انفاس داخليا وخارجيا في انتظار ما ستنتهي اليه المفاوضات الجارية في الملف النووي الايراني في مدينة لوزان السويسرية بين ايران والدول الغربية حيث تتضارب المعلومات بين توقيع اتفاق في شأن هذا الملف وبين فشل المفاوضات وعدم التوصل الى هذا الاتفاق.

ويقول مصدر نيابي متابع لمسار المفاوضات الايرانية ـ الغربية ان حبس الانفاس اللبناني مرده اعتقاد يسود الوسط السياسي مفاده ان حصول الاتفاق على الملف النووي الايراني من شأنه ان يطلق عجلة التوافق اللبناني ـ اللبناني والاقليمي ـ الدولي على انتخاب رئيس جديد للجمهورية بما ينهي الشغور في سدة رئاسة الجمهورية المستمر منذ 24 ايار الماضي، وقد دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عشرين جلسة لانتخاب هذا الرئيس حتى الآن ولكن دون جدوى.

ويضيف المصدر انه، وعلى عكس الاعتقاد السائد فإن الايرانيين لا يقاربون الاستحقاق الرئاسي اللبناني بأي شكل من الاشكال، وعندما فاتحهم في شأنه الموفد الفرنسي فرنسوا جيرو وآخرين غيره من المهتمين بهذا الملف، كان جوابهم انهم يعتبرون هذا الاستحقاق شأن داخلي لبناني لا يحق لهم التدخل فيه، وان طهران تعتبر ان حلفاءها اللبنانيون يملكون القدرة مع الآخرين على التوصل الى اتفاق على شخص الرئيس العتيد بعيداً عن اي تدخل خارجي.

 لكن بين القيادات السياسية من يؤكد ان القيادة الايرانية ليست في وارد البحث في الازمة اللبنانية ولا في اي ازمة اقليمية اخرى سواء كانت متورطة فيها ام مهتمة بها، إلا بعد حصول اتفاق بينها وبين الدول الغربية يقفل ملفها النووي، فهذا الملف هو اولوية الاولويات لديها ولا يمكنها تأجيله او التراجع عنه حتى ولو دام التفاوض فيه عشرات السنين.

ويقول المصدر انه مثلما استعدت ايران على كل المستويات لمواجهة احتمالي حصول الاتفاق النووي او عدم حصوله، فإن الدول الغربية ومعها دول الخليج القلقة من امتلاك ايران للتكنولوجيا النووية، قد استعدت لهذين الاحتمالين، وفي هذا السياق يجري بعض دول الخليج مفاوضات مع عدد من الدول النووية من اجل بناء مفاعلات نووية على اراضيها للأغراض السلمية فيما هي تضمر لأن تكون هذه المفاعلات مثابة عامل ردع لـ”الخطر” الايراني الذي تعتقد انه يتهددها. وقد سجلت في الاونة الأخيرة زيارات ومحادثات متبادلة بين المملكة العربية السعودية وكوريا قيل انها تناولت امكان الاستفادة من الخبرة الكورية لبناء بعض المفاعلات الذرية في المملكة للأغراض السلمية المختلفة من طب وكهرباء وسواهما.

لكن المصدر واستنادا الى معلومات وردت الى بعض المراجع يؤكد ان الاتفاق بين ايران والدول الغربية سيحصل خلال الايام المقبلة وان القيادة السعودية قد احيطت بمعطيات تصب في هذا الاتجاه، واذا لم يحصل الاتفاق سيحصل نصف اتفاق يمهد لانجاز النصف الآخر في حزيران بحيث تكون الفترة الفاصلة عن ذلك الموعد بمثابة فترة اختبار الجدية والنيات في شأن تنفذ كل بنود الاتفاق. وفي خلال هذه الفترة يمكن ان يحصل انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية في خلال الشهرين المقبلين، اي نيسان وايار، علما ان احتمال حصول هذا الانتخاب ايار قد يكون الاكثر رجحاناً ومنطقية.

ويستبعد المصدر وصول المفاوضات الايرانية ـ الغربية الى طريق مسدود لأن ما أنجز من اتفاقات سابقة واتاح لإيران ان تحصل من الولايات المتحدة الاميركية على خمسة مليارات من الدولارات مقسطة حتى حزيرن المقبل، يدل على ان لا صدام عسكريا او غير عسكري سيحصل بين الجانبين، فضلا عن ان التدخل العسكري الايراني العلني الى جانب الجيش العراقي وقوات “الحشد الشعبي” في مواجهة تنظيم “داعش” يدل على ان تفاهما ما قد حصل بين واشنطن وطهران ستظهر فصوله تباعاً، الامر الذي يؤكد ان المفاوضات تتجاوز النووي الى مستقبل الاوضاع في لبنان والمنطقة.