انطلاقة أكاديمية المهرجانات في بيروت والشرق الأوسط

نورا جنبلاط وداركو برليك في ورشة البحث عن إطار شبابي آخر 

بتعاون مشترك بين «مهرجانات بيت الدين» برئاسة السيدة نورا جنبلاط وأكاديمية المهرجانات برئاسة داركو برليك أعلن أمس في مؤتمر صحافي عقد في قصر سرسق عن انطلاقة الأكاديمية المهرجانية بحثاً عن الانتاجات الشبابية في فنون الموسيقى والرقص والغناء والأفلام والتصوير وعن عروض فنية آتية في إطار اقتراحات واجتراحات حضور تخرج الشباب اللبناني وفي المنطقة من ركوده العام.

مؤتمر صحافي حاشد جداً بالفعاليات المهرجانية والفنية والإعلامية عكس أهمية المهرجانات الدولية التي صارت جزءاً من النسيج اللبناني الحديث ودور هذه المهرجانات في حمل رسالة لبنان الثقافية وأثرها في العلاقات الدولية وازدهارها بين ضفتي المتوسط.

حضر المؤتمر الصحافي إلى جنبلاط وداركو برليك رئيس أكاديمية المهرجانات وزير الثقافة ريمون عريجي ووزير السياحة ميشال فرعون وحشد كبير من الفعاليات المهرجانية اللبنانية والأوروبية.

الموضوع الذي تصدر برنامج المؤتمر هو الإعلان عن الورشة الشبابية المهرجانية في الأكاديمية التي تساهم في تفعيل النشاطات الثقافية والفنية واستعادة بيروت لدورها حاضنة أولى لهذه الأكاديمية في المنطقة. وما يبرر هذا الموقع الحضور القوي لمهرجانات لبنان والأحداث الفنية واختيار لبنان ليحمل إشارة إلى دورها في أهمية تفاعل الشباب مع أدوات التعبير الإبداعية لمصلحة الأدوات الآتية أكثر وأكثر من الورش الجديدة.

ومن المنتظر بروز مواهب وبرمجة انتاجات تتطور صعوداً إلى فنون أكثر تداولاً في التعامل الإبداعي من خلال الورش والأدوات والتفاعلات الجديدة.

ومرة أخرى تتكامل جهود المهرجانات وجهود نورا جنبلاط والتي كان متوقعاً أن تتقاطع مع هذا الحدث والإعلان عنه في العام 2013 والتأجيل حصل بفعل الظروف الداخلية غير المستقرة. وجاء هذا الإعلان اليوم إشارة إلى إرادة تصميم وتحد للارتباط بدورة مهرجانية سياحية برعاية أوروبية تحديداً بتجاوز الدورات العادية للمهرجانات وتحت إشراف أكاديمي وأساتذة في الفنون كافة وفي ظاهرة تواصل ثقافي مهم في المدينة بيروت وفي انتاجات مفتوحة كنص تعبيري وآخر على المدن الأخرى والمهم تجاوب الشباب والجمهور مع هذه المجريات الجديدة ومواعيد لاحقة تتكامل مع الخطوط العريضة لشباب وشابات وطاقات تفتش عن نفسها وعن مدينتها وعن العالم من خلال الآخر أيضاً.

C19-N13

لكن ما هي أكاديمية المهرجانات:

إنّ أكاديميّة المهرجانات The Festival Academy مبادرةً قامت بها جمعيّة المهرجانات الأوروبيّة وهي تُقدِّم للشباب وصانعي المهرجانات الديناميكيين والشغوفين من حول العالم برامج تدريب فريدةٍ من نوعها ومكثفة وصارمة حول إدارة المهرجانات. انبثقت أكاديميّة المهرجانات عن نجاح ورشة عمل مدراء المهرجانات الشباب التي تطوّرت من خلال سبع نسخ استثنائيّة منذ العام 2006.

تستهدف الأكاديميّة صانعي المهرجانات الناشئين وهي تهتدي بالشعار التالي «يتمثل دور المهرجان الحقيقي بمساعدة الفنانين على أن يتحلّوا بالجرأة وعلى أن يبدأوا مشاريع جديدة» وهي عبارة مقتبسة عن برنار فيفر دارسيي Bernard Faivre dArcier (المدير السابق لمهرجان أفينيون).

تسمح أكاديميّة المهرجان لمدراء المهرجانات الشباب بإعداد مشاريع جديدة والبناء على شبكة متينة ولقاء مجموعة استثنائيّة من المدراء الرائدين في قيادة مهرجانات دوليّة يُشاركونهم خبراتهم في محاضرات وعروض ومجموعات ومحادثات وجهاً لوجه ناهيك عن ورش عمل مكثفة.

تتمثل إحدى وظائف الأكاديميّة بإقامة فرصة تسمح للجيل الجديد من صانعي المهرجان والمبرمجين بالتشبيك والتعلّم من خبرة مدراء المهرجان الذين يتميّزون بسيرتهم. ويقول هوغو دي غريف Hugo De Greef، عضو مؤسس للأكاديميّة، «من الأهميّة بمكان إقامة هذه الروابط بين المشاركين وجهات العرض تحت مظلّة أكاديميّة المهرجانات وجمعيّة المهرجانات الأوروبيّة: فالتشبيك بذاته يُشكِّل ناحيةً مهمةً من نواحي مهرجان متميّز».

برهنت مهرجانات وشبكات ومعاهد ومؤسسات ثقافيّة وهيئات عامة من حول العالم عن اهتمامٍ شديدٍ في ورشة عمل مدراء المهرجانات الشباب في خلال السنوات المنصرمة. وعليه، تتمثل الخطوط اللاحقة في أكاديميّة المهرجانات بأن توسِّع نطاق عملها ليشمل مدناً ومشاركين ومواضيع جديدة بحيث تُمسي منصّة تدريب مستدامة للأشخاص الذين يعملون في ميادين مختلفة من إدارة المهرجانات.

وهي تتطلع في بيروت إلى توفير فرص التدريب هذه لمجموعة أكبر من الشباب وصانعي المهرجانات الشباب والديناميكيين والشغوفين من حول العالم.

تُعدّ ورشة العمل لمدراء المهرجانات الشباب برنامجاً تدريبيّاً مكثفاً يمتد على سبعة أيام وقد بادرت إليه جمعيّة المهرجانات الأوروبيّة. تستجيب ورشة العمل للحاجة إلى تدريب مستدام مدى الحياة في حقل برمجة المهرجانات وإدارتها. جرى التنظيم لسبع حلقات من البرامج حتّى الساعة: عام 2006 في غورليتز/ألمانيا، عام 2009 في فارنا بلغاريا، عام 2011 في سنغافور وفي إزمير/تركيا، عام 2012 في لوبليانا/سلوفينيا وعام 2014 في إدينبرغ/المملكة المتحدة بين 3 و10 نيسان/أبريل وفي بوزنان بولونيا بين 20 و27 تشرين الأوّل/أكتوبر. أمّا النسخ التالية فستكون هذا العام 2015 في بيروت/لبنان بين 21 و27 آذار/مارس وفي غونجو/كوريا الجنوبيّة بين 31 آب/أغسطس و6 أيلول/سبتمبر.

و«تتمحور ورشة العمل حول وضع التجارب ونقل المعرفة إلى الجيل اللاحق من صانعي المهرجانات: المعرفة بشأن الفنون، والفنانين ونسخ المهرجان مع التركيز بشكلٍ أساسي على فحوى مهرجان الفنون: أي الفنّ والفنان». وفق كاثرين ديفنترKathrin Deventer، الأمين العالم لجمعيّة المهرجانات الأوروبيّة.

بالعودة إلى وقائع المؤتمر الصحافي فقد تخللته كلمات لنورا جنبلاط معتبرة انطلاق الأكاديمية إشارة لاستعادة بيروت دورها كون الأكاديمية الأولى في لبنان والمنطقة وبتعاون مشترك مع المجموعة الأوروبية ونافذة تعاون مع كبرى الصالونات المهرجانية العالمية وهي دعوة لاكتشاف دور الشباب واقتراحات فنية منتظرة من لبنان والمنطقة وانفتاح على التجارب والأفكار الجديدة..

وزير الثقافة ريمون عريجي أعرب عن سعادته باستضافة لبنان محترفاً أكاديمياً مهرجانياً منفتحاً على الفنون بكافة مستوياتها وقطاعاتها فيما يجعل من بيروت مختبراً للطاقات الشبابية ولتجارب شبابية مبدعة معلناً عن دعم وزارة الثقافة لكافة أشكال المقاومة الثقافية مشيداً بنورا جنبلاط والمهرجانات الدولية في تجسيد مشروع للبنان الثقافي.

وزير السياحة ميشال فرعون اعتبرها لحظة لمّاعة لحظة مهرجانية تنتظرها بيروت ويرسخ دور لبنان بلد الحريات والثقافة ومواجهة الظروف الصعبة مستنداً بدور المهرجانات في تنشيط الدورة السياحية والابقاء على لبنان في اطار الدورة السياحية العالمية.

من جهتها Inge Censtermans مديرة الاكاديمية المهرجانية اعربت عن سعادتها بانطلاق الدورة الاكاديمية المنتظرة منذ العام 2013 ومن شأنها مساعدة الطاقات اللبنانية الناشئة وبرمجة انتاجات ومشاريع وتنظيرات تجريبية مشيرة الى تعددية الورشة التي تضمن اساتذة وقيمين على الفنون وخبرات نحو مئتي فعالية من كل انحاء العالم.

بدورها Ruth Mackenzine مديرة مهرجانات هولندا الفني قدمت تجربة مهرجانية رصدت اصوات ونبرات وتجارب عالمية حية ومتحدثة عن البعد الثقافي والسياحي والانساني في ارساء ثقافة السلام وتقدم نجوم فنية وتجارب عديدة عرضت لها في كلمتها.

اما رئيسة الاكاديمية داركو فأعلنت عن سعادتها بأن تكون بيروت مقراً للاكاديمية الاولى في المنطقة ومساحة للتبادل بين الخبرات والثقافات والابداعية الفنية والثقافية منوهة بدور جنبلاط ولجان المهرجانات في لبنان بما في ذلك الرؤيا الفنية والمسؤولية السياسية والاجتماعية لجهة اممية الثقافة والفنون في ارساء السلام والاستقرار في المجتمعات التعددية والتجدد والاستدامة، معتبرة ان المهرجانات ترتدي معنى مهماً بالنسبة الى الفن والفنان ولها مكانة اساسية في المجتمع وفي مجتمعات اليوم التي تخضع لأثر العولمة.

———————————————–

(*) يقظان التقي / المستقبل