موريتانيا وقضية صحراء من الحرب الى الحياد

شهدت قضية الصحراء منذ الانسحاب الاسباني منها بعد توقيع اتفاقية مدريد الثلاثية في 14 تشرين الثاني 1975 الكثير من المشاكل والتمايز بين الدول المغاربية التي كان من المؤمل ان تكون نواة لوحدة مغاربية عربية واسلامية، لكن التنافس في تدبير ملف او قضية الصحراء خلق هوة سحيقة بين الاقطار المغاربية، بلغت حد القطيعة وغلق الحدود والحرب الطاحنة بشكل مباشر وغير مباشر وبالوكالة، وفي خضم هذا المناخ الملبد بغيوم عدم التفاهم بين المغرب من جهة، والجزائر وجبهة البوليساريو من جهة ثانية، فإن القضية بعد وقف اطلاق النار بين الجبهة وموريتانيا في آب 1979، وبين جبهة البوليساريو واللملكة المغربية 1988 ترواح مكانها. ولم تأل منظمة الوحدة الافريقية جهداً من اجل إيجاد حل لهذه القضية لكنها فشلت ويئست من ايجاد حل يرضي اطراف القضية، بل اصبحت متهمة بالانحياز لأحد الاطراف وبالتالي فقدت مصداقيتها، فحول الملف للتدويل حيث استلمته منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن، ومنذ ذلك الوقت والمنظمة الدولية نسعى جاهدة مع اطراف النزاع لايجاد تسوية لهذا النزاع الطويل الشائك والمعقد بدءا بمخطط التسوية الذي اقترحه الامين العام للأمم المتحدة خافيير بيريز ديكويلار ورئيس دول وحكومات منظمة الوحدة الافريقية وقبلته اطراف النزاع من حيث المبدأ في 30 اب 1980 وما عرفه هذا المخطط من تعثرات وتجاذبات أدت الى استحالة خطة التسوية نظرا لتشبث كل طرف بمواقفه.

في هذا الكتاب يتابع المؤلف الداهية ولد محمد فال المختار كيفية تعاطي الموريتانيين والمغاربة مع قضية الصحراء والاصطدام بالمولود الجديد “البوليساريو” الذي احتضنته الجزائر فأصبح رقماً صعباً لأزمة الصحراء؟ وهل ستبقى هذه المشكلة صامدة في ظل ما تشهده المنطقة العربية من تغييرات؟ والسؤال الاهم من المستفيد من اطالة امد الصراع ودوام النزاع وتأزم القضايا يوما بعد آخر؟ هذا ما يناقشه المؤلف بقراءة معمقة ورصينة تبحث في الاسباب والحلول المستقبلية لقضية راهنة طال أمدها.