ترقب وانتظار للمشهدين الاقليمي والدولي وضبط للتصعيد الداخلي

فيما تترقب الاوساط المحلية والدولية نتائج الانتخابات الاسرائيلية التي سيكون لها تأثير على قوة فريقي اليمين الاسرائيلي في المشهدين الداخلي والاقليمي حيث المنطقة على ابواب مرحلة جديدة، سيما وان هذه الانتخابات تتلازم والجلسات الماراتونية المكثفة للحوار الايراني – الدولي حول الملف النووي، كما تترقب الاوساط مدى جدية تصريحات وزير الخارجية الاميركية الاخيرة حول سوريا التي لاقت استغرابا من دول المنطقة لا سيما الخليجية منها واستحوذت على ردود دولية كثيرة.
وسط هذه الاجواء تتكثف الاتصالات في الداخل اللبناني، لضبط المواقف التصعيدية وردود الفعل المتبادلة عليها لا سيما تلك التي اطلقها فريقي النزاع (حزب الله وتيار المستقبل) في الايام الماضية والتي كادت ان تطيح بجهود الحوار، وما انتجه من تخفيف حدة التوتر الداخلي. ومنها اللقاء الذي جمع العماد ميشال عون برئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في دارة الاخير في كليمنصو، حيث زاره عون دون اعلان مسبق عن الزيارة، حيث أكد جنبلاط في حديث لموقع “العهد” الاخباري ان اللقاء مع العماد ميشال عون كان ودياً للغاية وتم التباحث في كافة الشؤون المحلية والاقليمية.
من جهة اخرى وفي سياق متصل كشفت مصادر متابعة للاتصالات الجارية خلف الاضواء، أن جلسات الحوار بين المستقبل وحزب الله، لن تتأثر بالمواقف التي اطلقت، والتي تناولت مواضيع خلافية ليست ضمن جدول اعمال الحوار، الذي يتابع آليات تنفيذ الخطط الامنية التي نفذت في البقاع والمتوقع ان تنطلق في الضاحية الجنوبية في المقبل من الايام.
وكشفت المصادر ان طاولة الحوار قد تتناول المواضيع الخلافية التي برزت في الايام الماضية حول التعيينات في الاجهزة الامنية والعسكرية او التمديد لها، كسلة واحدة حيث تنتهي ولاية مدير المخابرات العميد ادمون فاضل الذي تنتهي ولايته يوم الجمعة المقبل في 20 الجاري، ويليه مدير عام الامن الداخلي اللواء محمد بصبوص فيما تنتهي ولاية قائد الجيش في ايلول المقبل، هذه الازمة التي أعلن العماد عون رفضه المطلق الموافقة على التمديد للقادة الامنيين، ستزيد من تفاقم الخلافات الداخلية، وقد تدفع مجددا الى تعطيل عمل الحكومة حيث دخل المجلس النيابي دورته التشريعية العادية، وعقدت اللجان النيابية المشتركة جلستها الاولى والتي غاب عنها نواب 14 آذار بسبب تولي النائب ابراهيم كنعان رئاسة الجلسة.
وفي هذا الإطار، كشفت مصادر مطلعة على الاتصالات الحالية في هذا الخصوص أن “3 سيناريوهات يجري التباحث فيها، السيناريو الأول يقول بإقرار التمديد لقهوجي بالتزامن مع تمديد ولاية رئيس الأركان اللواء وليد سلمان ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص. أما السيناريو الثاني فيقوم على تجديد ولاية القيادات الـ3 السابق ذكرهم بالإضافة إلى 15 ملازما بينهم قائد فوج المغاوير وصهر عون، شامل روكز. ويقوم السيناريو الثالث الذي يتبناه عون على إجراء تعيينات جديدة في كل المواقع المذكورة، أملا بتعيين صهره قائدا للجيش”.
ونفت مصادر معنية بالحوار بين الطرفين ومطلعة على أجواء حزب الله أن يكون التصعيد الحاصل في المواقف سيؤثر على جلسات الحوار القائمة. فيما اكدت مصادر في تيار المستقبل انها في حالة ربط نزاع مع حزب الله “بـ3 ملفات أساسية، القتال في سوريا، سلاحه في الداخل، والمحكمة الدولية، ولم يتغير شيء في هذا الإطار”.
من جهة أخرى عادت سلسلة الرتب والرواتب الى واجهة المشهد السياسي لكن الخلافات حول السلسلة وارقامها ومواردها والتي لا تزال محل خلاف بين فريقي 8 و14 اذار، لكن ذلك لم يحل دون انعقاد جلسة اللجان النيابية المشتركة التي قاطعها نواب 14 اذار وحضر31 نائبا وشارك في الجزء الاخير منها النائب سامي الجميل.
الجلسة كما وصفها احد النواب بأنها لم تتعد اطار التنظير، انتهت كما بدأت بعدما تركز النقاش حول رئاسة الجلسة، اذ اوضح النائب جمال الجراح الذي دخل القاعة لتوضيح موقف قوى 14 اذار، ان المشكلة ليست في شخص النائب ابراهيم كنعان الذي كلفه الرئيس نبيه بري ترؤس الجلسة في ظل وجود نائب رئيس المجلس فريد مكاري خارج البلاد، لكن وما دامت الجلسة تكملة لاخرى رأسها مكاري فيجب ان تستكمل في الشكل نفسه، ثم عقد مؤتمرا صحافيا اكد فيه موقف كتلته المؤيد لدمج موضوعي الموازنة بالسلسلة ما دام مشروع الموازنة تضمن الايرادات التي ستدخل السلسلة. واذ لم يحدد الرئيس بري موعدا لجلسة جديدة للجان، توزعت هيئة التنسيق النقابية بين الداخل والخارج، فاجتمعت مجموعة منها مع النائب كنعان في المجلس، في وقت كانت مجموعة اخرى تجتمع بوزير التربية الياس بو صعب في احد المقاهي القريبة من المجلس.
وفي السياق عينه أعلن وزير المال علي حسن خليل أن وزارة الامالية جاهزة تقنيا لاقرار السلسة وقال:”اننا كوزارة مال، جاهزون تقنيا منذ اشهر لاقرار مشروعي السلسلة كما تم الاتفاق عليهما”، لافتا الى ان “اضافة النقاش حول الموازنة اليوم هو امر صحي ويمكننا السير في الموضوعين معا”.
وقال:”بمعزل الا نخلق هذا الموضوع كاشكالية المشروع الذي كان يناقش في الهيئة العامة يتضمن واردات والتكلفة، نستطيع ان نقره ونضعه في الموازنة ونستطيع اقراره بشكل مستقل، فلا يجب ان نطرح الموضوعين من جانب إشكالي”.
وبعيدا عن أجواء الداخل المتكئ على أريكة المفاوضات النووية الايرانية الدولية، أعلن رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي ان بلاده والولايات المتحدة اتفقتا على 90% من المسائل التقنية في المفاوضات الثنائية بخصوص برنامج طهران النووي.
وصرح صالحي “اتفقنا على 90% من المسائل التقنية” في المفاوضات مع وزير الطاقة الاميركي ارنست مونيز.
واضاف صالحي في تصريحات نقلها موقع التلفزيون الرسمي الايراني “لقد توصلنا الى اتفاقات متبادلة بخصوص معظم القضايا. والخلافات الوحيدة الان هي حول قضية رئيسية واحدة، وسنحاول حلها في اجتماع هذا المساء” بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ونظيره الاميركي جون كيري.
وبدا صالحي اكثر تفاؤلا من مسؤول اميركي بارز في المحادثات الجارية في مدينة لوزان السويسرية الذي تحدث قبله عن وجود خلافات رئيسية قبل المهلة النهائية في 31 اذار للاتفاق على اطار لاتفاق نووي شامل.
وكان التقى ظريف وكيري لنحو خمس ساعات الاثنين قبل ان يتوجه ظريف الى بروكسل للقاء وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ويعود الى لوزان في نفس اليوم.
وبدأ مسؤولون من الدول الخمس الكبرى الاخرى غير الولايات المتحدة — روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، والمانيا– بالوصول الى لوزان ومن المقرر ان يلتقوا الاربعاء، بحسب الاتحاد الاوروبي، في جلسة قد تكون الاخيرة قبل اعلان إطار الحل الشامل.
فوزي ابوذياب