الريس: لغة الوعيد لم تعد تفعل فعلها

علق مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس على ما ورد في مقال نشرته صحيفة «الأخبار» عن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط قائلاً: «ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتعرّض فيها وليدجنبلاط لتهديدات من هذا النوع، لكن هذا التهديد لن يثنينا عن موقفنا السياسي الداعم للثورة السورية ولحق الشعب السوري في الحرية والكرامة».

أضاف الريس لـ”المستقبل” ان «تاريخ وليد جنبلاط في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتأييده المقاومة ليس بحاجة الى شهادة من أحد، لكن هذا التهديد يأتي في لحظة نجح فيها جنبلاط في تشجيع اللبنانيين على الحوار في ما بينهم مهما اختلفت آراؤهم وأفكارهم، وتوقيت هذا التهديد بالتالي ليس بريئاً»، متسائلاً عما إذا كانت الحقيقة هي تخريب هذه الأجواء الحوارية في لبنان، وإعادة مستوى التوتر المذهبي إلى حالة الاحتقان والغليان وصولاً إلى «الانفجار الذي لن ينجو أحد من براثنه».

وأكّد أن «لغة التهديد والوعيد لم تعد تفعل فعلها منذ زمن بعيد، وليس وليد جنبلاط الذي بذل أغلى الأثمان لحماية الاستقرار هو من يُهدد بسطرين في جريدة صفراء«.

واستعاد الريّس المرحلة التي سبقت اغتيال الرئيس الحريري وما جرى نقله في تلك المرحلة من تهديد مباشر عن لسان رئيس نظام الإرهاب السوري للحريري وجنبلاط بأنه «سيدمّر البلد على رأسيهما» إن سارا ضد إرادته في التمديد لرئيس نظام الوصاية آنذاك اميل لحود، ويقول «حاولوا اغتيال مروان حمادة، واغتالوا الرئيس الشهيد وباسل فليحان ولم يتراجع جنبلاط عن موقفه، فهل سيتراجع الآن لأنه تلقى تهديداً في مقال نشرته صحيفة اعتادت على نشر مقالات التحريض والتهديد؟ لا أعتقد ذلك».

وعن ارتباط المقال بجهود يبذلها جنبلاط لدفع أبناء طائفة الموحدين الدروز للانخراط في الثورة ضد نظام الأسد، قال الريّس «كان جنبلاط واضحاً في دعوته أبناء السويداء للانتفاض على الواقع المرير الذي فرضه النظام البعثي عليهم، لكنه اعترف مراراً بأن جلّ ما قام به هو دعوتهم إلى التعايش مع البحر المحيط بهم ولم يفلح، فإذا كان التهديد قد صدر بسبب رؤية النظام في سوريا لتحوّل ما في موقف أبناء السويداء، فهذا أمر يعنيه ويعني أبناء جبل العرب، وفي نهاية الأمر، الدروز عرب أقحاح ومسلمون اشتهروا بالدفاع عن الثغور، ولن يكون غريباً عليهم، لو أنهم تأخروا، في تلقّف دعوة جنبلاط».

وشدّد على أنه «في الوقت الذي تبذل فيه القيادات السياسية جهوداً في سبيل تجنيب لبنان الارتدادات النارية للأزمة السورية، وفي الوقت الذي لم يوفر فيه جنبلاط تحديداً أي جهد في سبيل الدفع إلى الحوار لتحصين الداخل، تجد أن هناك جهات متضررة من هذه الأجواء وغير قادرة على الحياة من دون الفتنة، وتلجأ إلى كل الأساليب التي تخدم إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإحياء أجواء التوتر المذهبي، فهل حشر جنبلاط لإخراجه حلّ، أم أنه طريق لفتح الأزمة على مصراعيها؟».

من جهة اخرى، أكّد الريّس أنّ التواصل مع رئيس الحكومة تمام سلام ليس بالأمر المستجد، بل يحصل منذ تكليفه تشكيل الحكومة ومنذ بدء عمل هذه الحكومة، وأنّ اللقاء على العشاء في منزل رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط لا يخرج عن هذا الإطار.

وقال في حديث لـ”IMLebanon”: مستمرّون بدعم الجهود التي يقوم بها الرئيس سلام في هذه اللحظة الحسّاسة وفي  ظل حالة الشغور الرئاسي التي نتمنّى أن تنتهي في أسرع وقت ممكن”، لافتًا الى أنّ “سلام لطالما تحلّى بكثير من الصبر والحكمة والروية، ونحن الى جانبه في كلّ مهامه”.

ورأى الريّس أنّه من المبكر إجراء تقييم موضوعي للإتفاق الغربي ـ الإيراني قبل حصوله بشكل نهائي وقبل قراءة معطياته، معتبرا  أنّ اي إتفاقات “تجنّب المنطقة المزيد من الصراعات هي خطوة إيجابية، انما مدى انعكاسها على الملف الرئاسي اللبناني قد تكون مسألة تتطلّب الكثير من الوقت، خصوصًا أنّ ساحات الإشتباك الإقليمي متعدّدة والملف الرئاسي اللبناني ليس في صدارة الأولويات، وبالتالي لا بدّ من الإنتظار بعض الشيء لرؤية كيف ستسير الأمور”.

وعن الحوارات القائمة بين الأفرقاء اللبنانيين، أكّد أنّ “أي حوار بين فريقين لبنانيين هو مسألة مهمة وتتقاطع مع مطلبنا وجهودنا الحثيثة على مدى السنوات القليلة الماضية لدفع الأطراف اللبنانية الى طاولة الحوار، لأنّ هناك حاجة لتكييف الإستقرار الداخلي في لبنان، لا سيما على ضوء الإشتعال الإقليمي والحروب المتنقلة التي تشهدها المنطقة، لذلك نحبذ حصول أي حوار بين اللبنانيين”.