ايران في الخط الأمامي على ثلاث جبهات

رفيق خوري (الانوار)

طهران في سباق مع الوقت، وإن بدت كأنها تملك كل الوقت في الكون لتحقيق أهدافها. وأبسط ما أمامها هو مجموعة حواجز تتصور أن الساعة دقت لقطعها مهما يكن الثمن. فليس مجرد تنويع في التاكتيك أن تجمع في لعب أوراقها بين المستور غير المباشر والمكشوف المباشر. ولا مجرد مفاخرة خارج الحسابات الاستراتيجية أن تسلط الأضواء على الدور المباشر في ادارة معارك في سوريا والعراق للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري بما يجعل منه أسطورة.

 ذلك أن ايران تتحرك في وقت واحد على ثلاث جبهات: جبهة التفاوض على الملف النووي، حيث الوقت ضاغط عليها وعلى مجموعة ٥١ وخصوصاً على أميركا للتوصل الى اتفاق تتنوع الرهانات عليه ويقود الى خلط أوراق وتحالفات جديدة. جبهة الحرب في سوريا والعراق، حيث التحديات أكبر من مواجهة داعش واعطاء الأولوية لمحاربة الارهاب التكفيري. وجبهة تركيب النظام الاقليمي والأدوار والنفوذ فيه. والجبهات الثلاث مترابطة ومتكاملة بالطبع، وأي تطور غير محسوب في أي منها ينعكس على الجبهتين الباقيتين. فلا أحد يستطيع أن يلعب وحده من دون حساب للاعبين الآخرين. ولا شيء يوحي أن اللعبة مفتوحة من دون ضوابط.

والواقع ان طهران تصرّفت منذ البدء على أساس ان حرب سوريا التي تقترب من بداية عامها الخامس هي حرب على المشروع الاقليمي لايران الذي عنوانه محور الممانعة والمقاومة. وهي لم تتأخر في دعم النظام لأن سقوطه يكسر جسر المشروع الايراني الى المتوسط، ولا كان في حساباتها، وهي تدعم بتفاهم ضمني مع أميركا حكومة نوري المالكي التي مارست تهميش السنّة وصنعت أزمة مع الأكراد، وتشرف على مشاركة حزب الله ولواء أبو الفضل العباس في حرب سوريا الى جانب النظام، ان عاملاً خطيراً سيظهر على الساحة: تنظيم يقوده أبو بكر البغدادي ويدير عملياته ضباط سابقون في جيش صدام حسين الذي حلّته أميركا، يسيطر على أجزاء من العراق وسوريا ويعلن قيام دولة الخلافة ومبايعة الخليفة ابراهيم.

ولم يعد أمام ايران سوى المشاركة المباشرة في القتال مع المشاركة بالواسطة. فهي في الخط الأمامي للهجوم على الجبهة الجنوبية في سوريا وجبهة تكريت في العراق. وهي تعزز القبضة على أوراقها في العراق وسوريا ولبنان واليمن عشيّة الاتفاق المحتمل على الملف النووي ثم على النظام الاقليمي، وطبعاً في حال تعثّرت المفاوضات وبقيت العقوبات المفروضة، وتسارعت المحاولات لترتيب تحالف عربي – اقليمي للمواجهة أو للتوازن مع طهران.

وأميركا تلعب وتدير اللعبة بين الطرفين.

اقرأ أيضاً بقلم رفيق خوري (الانوار)

أي مبارزة بالصواريخ بين أميركا وروسيا؟

الصعب والمستحيل في أزمة مفتوحة

سوتشي عكس جنيف أم الطريق اليه؟

لا مشروع بل ممانعة للمشروع الاقليمي الايراني

فرصة المخرج الفرنسي وتحديات المدخل اللبناني

تباين في توظيف المعركة ضد داعش

أي ادارة ومعيار لتنظيم الخلاف؟

سوريا أرض اللقاء بين الكبار المختلفين

ماذا بعد الاقتراب من المدار الروسي؟

أبعد من خلاف المتفقين على عودة النازحين

ليس بالقانون وحده يحيا التمثيل الصحيح

عناصر القوة والضعف في محاربة داعش

العودة الى جنيف من طريق استانا

محاربة الارهاب الداعشي ومواجهة الفقه الداعشي

قمة البحر الميت: تحدّي إحياء العروبة

منبر لتوجيه رسائل لا مركز للقرار

موسكو حامية النظام وراعية المنشقين عنه

أبعد من القانون وانتخابات خائف ومخيف

مسؤوليات ما بعد نجاح الزيارة الرئاسية

أي ابتعاد للبنان عن الصراعات الخارجية؟