عندما تكون المشكلة في اللغة!!..

د. صلاح ابو الحسن

تعود بنا الذاكرة إلى إنطلاقة إنتفاضة الشعب السوري في آذار 2011، وخطاب بشار الأسد في “مجلس الشعب”.. وتوزيعه الابتسامات على وقع هتافات بالروح والدم.. ورئيسنا إلى الأبد.. من قبل “جوقة” النواب الزجّالين.. فقط إستبدلوا الدف بـ”الدبكة”!!..

أقام بشار الأسد حفلة “الزجل” تلك، فيما دماء حمزة الخطيب وأبطال درعا لم تجفّ بعد..

لم نسمع أن رئيسا أو قائدا أو نوابا لا يتهيبون الموقف وهول المجزرة التي إقترفها رجال “مخابراتهم”.. بحق شعبهم.. (عاطف نجيب- إبن خالة بشّار – رئيس الأمن السياسي، وفيصل كلثوم محافظ درعا الذي نال “مسدس شرف البعث” لدوره في مجزرة حماة، وقامر عليه) الذي يُفترض أنهم ممثليه في بإنتخابات “حرّة” و”نزيهة” و”شفّافة”..

لماذا العودة أربع سنوات إلى الوراء؟؟..

مقابلة بشار الأسد الأخيرة مع الـ”بي.بي.سي” تعيدنا إلى الوراء وتدعونا إلى التساؤل: هل بشار الأسد إنسان متوازن وطبيعي؟؟!!.. لا نعرف..

لكن الأكيد، أنه يعيش في عالم الأوهام.. ويعيش خارج الزمان والمكان.. نحن لا نتهم ولا نتجنّى.. إنما الحوار مع محطة الإذاعة البريطانية.. هو الذي يقول ذلك..

إذا كان الأسد يتذاكى، فإن التذاكي مع محاوره يأتي في غير محله.. وإذا كان “يستهبل” محاوره.. فهذا قمة الغباء.. وإذا كان يتجاهل ما يحدث في سوريا منذ سنوات.. فهذه شهادة أنه مريض ويجب نقله إلى “مصحّ” فمرضه مزمن.. أما إذا كان يجهل فعلا ما يدور حوله.. فأمره بات ميؤوسا منه.. ولا علاج له!!…

assad

هو يتحدث بلغة المنتصر على شعبه ووطنه.. ويعتقد أن هذا الانتشاء يضمن بقاءه في الحكم.. فهو لا يرى شيئا غير طبيعي حدث أو يحدث في سوريا.. بعد نصف مليون قتيل وبعد تهجير أكثر من نصف الشعب السوري وبعد تهديم تاريخ وآثار سوريا وأمجادها.. فها هو عندما لا تسعفه الابتسامة يلجأ الى “النكتة”.. وعندئذ، تبدو الابتسامة أكثر “هضامة” من النكتة..

وهل من نكتة “أبيخ” من قوله في المقابلة: “ليس لدينا في الجيش السوري براميل.. فقط لدينا قنابل”.. فقال له المحاور: هي براميل، فردّ: “في تسميتنا قنابل.. لا تقل لي إننا نستخدم أواني المطبخ لقتل الناس”.

نعم، المشكلة كلها بالنسبة لبشار الأسد، في اللغة، والغرب للأسف غير ضليع باللغة العربية..

و”الأهضم” عندما يقول: “لا نقبل أن تنتهك السيادة السورية”.. عن أي سيادة يتحدّث، يبدو أنه نسي.. أن سوريا منتهكة بعشرات الالاف من الإرهابيين الذين استجلبهم من كل أصقاع الارض.. وينسى أنه لولا الحرس الثوري الإيراني وحزب الله.. لما كان اليوم موجودا ليحلم..

أو قوله: إن “غاز الكلور يستخدم في المطابخ السورية! أما أن النظام إستخدم الغاز السام، فليس هناك دليل على ذلك، والدليل على ذلك أن عدد الضحايا قليل”!.. نعم، الضحايا بمفهوم بشار هو عندما يبلغ العدد عشرات الآلاف..

يبدو أن الأسد يصدق “كذبته”.. أنه بقي رئيسا حتى اليوم بـ”باعه وذراعه”.. عندما يقول: “نحن لا نبقى في الحكم من خلال الأميركيين، بل من خلال شعبنا”.. إنه بحق ناكر للجميل عندما يتنكّر للاميركيين سابقا، واليوم لروسيا وإيران وحزب الله..

عليك ألا تُكابر سيّد بشار.. سوريا هي تحت وصاية إيران وحزب الله.. ورحم الله حافظ الأسد.. الذي كان يُتقن الوصاية ويرفض أن يكون موصى عليه..

ووجود بشار الأسد اليوم يعود لثلاثة أسباب:

1- الفيتو الروسي والدعم الإيراني.

2- قتال حزب الله والمليشيات الإيرانية.. في غياب أي دور لجيش النظام السوري.. منذ العام 2012.. هو “مبسوط” وقانع بأن يكون برتبة محافظ تابع لإيران..

3- تخلي الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والعرب عن مساندة الثورة السورية.

وأخيرا، يبقى أن نقول: رحم الله امرىء عرف قدر نفسه فوقف عنده!!..

اقرأ أيضاً بقلم د. صلاح ابو الحسن

“الدروز” الى أين؟؟!!

هل “هزة” حماة وحلب تُبدل قواعد اللعبة

الى رفاقنا وأهلنا وأصدقائنا في المتن الأعلى “تجربتكم مع هادي سبقت نيابته”

ترامب ومصير الإنتخابات

الناخب بين “الحاصل” و”المحصول”

قانون الإنتخاب “الإلغائي” و”شفافية” التزوير..

لا تصدّقوا وعود الإنتخابات

لا تستخفوا بالمعترضين

بعد الغوطة.. الإرهاب أرحم

ولماذا الإنتخابات؟!

انقلب باسيل على تفاهم مار مخايل.. وقضي الأمر!!

هكذا صهر يُعفي العهد من الأعداء

مصائر الديكتاتوريات متشابهة!

بين نداء الحريري ونداء “صاحب الزمان”!!

ما أحوجنا اليك

وأخيرا… “طفح الكيل”!

“كأنه حُكم على اللبنانيين أن يحكمهم دائما الجهال”..

رسالتي الى الرفيق تيمور

إنتصار “الأوهام” الكاذبة!

صنّاع الإرهاب هم صنّاع تقسيم سوريا!