أعلى سقوف التحدي وأدنى اجراءات الرد

رفيق خوري (الانوار)

بنيامين نتنياهو أصرّ على الذهاب الى النهاية في تحدّي الرئيس باراك أوباما. وهذه المرة في الكونغرس الذي وصفه ذات يوم المرشح الرئاسي المستقل بيوكانان بأنه أرض محتلة اسرائيلياً. فهو تحدّاه تكراراً منذ جاء الى البيت الأبيض، سواء في موضوع اجرائي مثل مطالبته بوقف بناء المستوطنات، أو في مسألة جوهرية تتعلق بتسوية الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي على قاعدة حلّ الدولتين. وفي كل مرة كان أوباما يتراجع أمام عناد نتنياهو.

واليوم يأتي التحدّي في موضوع استراتيجي مهمّ لأميركا وسياستها الشرق أوسطية، وموضع رهان لأوباما على انجاز يتوّج سجلّه الرئاسي: الملف النووي الايراني. فما يطلبه الرئيس الأميركي هو اتفاق جيّد يحل بالديبلوماسية مشكلة يصعب حلّها بالقوة، رافعاً شعار: لا اتفاق أفضل من اتفاق سيّئ. وما يطلبه رئيس الوزراء الاسرائيلي ويريد إقناع الكونغرس به هو رفض أي اتفاق مع طهران.

والمصلحة الاستراتيجية الأميركية واضحة في التوصل الى اتفاق يشدّد القيود على أي بعد عسكري. أما حديث نتنياهو عن خطر وجودي تشكّله ايران نووية على اسرائيل التي تملك مئتي رأس نووي، فانه محل شكوك. لا فقط بالمعنى العسكري بل أيضاً بالمعنى السياسي ضمن حسابات المصالح الاستراتيجية.

ذلك ان نتنياهو سمع في اسرائيل تحذيرات من اوساط عسكرية وأمنية وسياسية خلاصتها ان اكبر تهديد لاسرائيل هو استسهال الوصول الى صدام سياسي مع اميركا. اذ كل شيء من أميركا: السلاح والمساعدات والتكنولوجيا والمظلة المرفوعة فوق اسرائيل في مجلس الأمن. والعلاقات هي تاريخياً مع الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ولا مصلحة في جعلها علاقات مع حزب واحد. وسمع قبل ان يصل الى واشنطن تحذير مستشارة الرئيس لشؤون الامن القومي سوزان رايس من نتائج مدمرة على العلاقات الأميركية – الاسرائيلية. فضلاً عن ان اعضاء كونغرس من الحزب الديمقراطي الذي هو عادة اقرب الى اسرائيل والجالية اليهودية اعلنوا مقاطعة جلسة الخطاب.

لكن نتنياهو لم يتراجع كأنه واثق من ان اوباما لن يقدم هذه المرة على ما لم يفعله في السابق، ومن ان تعبير الادارة عن الغضب محدود وقدرتها على تحدي الكونغرس الجمهوري محدودة ايضا. اذ حتى رفض لقاء نتنياهو جاء بشكل اعتذاري: نائب الرئيس جو بايدن سافر. وزير الخارجية جون كيري احتج بالسفر الى جنيف، وأمل في ألا تتحول كلمة نتنياهو مباراة كرة قدم سياسية. والرئيس اوباما احتج بأن من التقاليد عدم الاجتماع مع زعماء في معركة انتخابية.

ونتنياهو مستعد لفعل اي شيء من اجل ان يربح الانتخابات ويبقى رئيساً للحكومة.

اقرأ أيضاً بقلم رفيق خوري (الانوار)

أي مبارزة بالصواريخ بين أميركا وروسيا؟

الصعب والمستحيل في أزمة مفتوحة

سوتشي عكس جنيف أم الطريق اليه؟

لا مشروع بل ممانعة للمشروع الاقليمي الايراني

فرصة المخرج الفرنسي وتحديات المدخل اللبناني

تباين في توظيف المعركة ضد داعش

أي ادارة ومعيار لتنظيم الخلاف؟

سوريا أرض اللقاء بين الكبار المختلفين

ماذا بعد الاقتراب من المدار الروسي؟

أبعد من خلاف المتفقين على عودة النازحين

ليس بالقانون وحده يحيا التمثيل الصحيح

عناصر القوة والضعف في محاربة داعش

العودة الى جنيف من طريق استانا

محاربة الارهاب الداعشي ومواجهة الفقه الداعشي

قمة البحر الميت: تحدّي إحياء العروبة

منبر لتوجيه رسائل لا مركز للقرار

موسكو حامية النظام وراعية المنشقين عنه

أبعد من القانون وانتخابات خائف ومخيف

مسؤوليات ما بعد نجاح الزيارة الرئاسية

أي ابتعاد للبنان عن الصراعات الخارجية؟