بشير هلال قبلة اليسار على خد الوطن

منير بركات

عندما نحاول اختيار المفردات، للتعبير عن جرح ينزف في قلب الوطن والأمة،لا سيما ملحمة الشعب السوري بمواجهة نظام الطاغية والاقصاء والحقد والقمع، لا يسعنا الا ان نذكر المحامي المرحوم بشير هلال الذي اختتم حياته في ابهى حلة ليدخل معها في تاريخ مجيد من خلال تحويل مكتبه في باريس الى محطة ومرجع للمعارضة السورية المعتدلة المؤمنة في نظام ديمقراطي قائم على الحريات وتداول السلطة.

لقد توّج بشير مسيرته التي بدأ بها متاثرا بفكر الشهيد كمال جنبلاط منخرطا في المناخ اليساري ناقدا مبكرا للقيود التنظيمية في حياة الأطر الحزبية اليسارية متمردا على الكثير من المواقف السياسية المرتهنة والمسيئة للاهداف الانسانية المنشودة في الفكر الاشتراكي، وانصقلت شخصيته في خوض المعارك المطلبية الشعبية في فترة السبعينات ليصطدم بمساويئ الحرب الاهلية اللبنانية، بالرغم من تقييمه الايجابي لأهمية التصدي للمشروع الاسرائيلي وادواته والحفاظ على وحدة لبنان وعروبته.

والجدير بالذكر بان بشير هلال تموج في انتمائه السياسي داخل تنوع اليسار ليكون شعار الحريات والديمقراطية والتحرر الوطني هو الاساس الذي يحكم خياراته لذلك هو لم يتغير لا بل القوى التي انتمى اليها هي التي تغيرت لكي يرى نفسه في النهايه في المكان الذي بدأ منه والعودة الى فكر كمال جنبلاط اليساري الانساني التحرري ,وليناصر الشعب السوري الذي عانى كما الشعب اللبناني من نظام توتاليتاري مخابراتي مجرم، وتكفي مسؤوليته في اغتيال كمال جنبلاط ورفيق الحريري والعشرات من قادة الرأي ومن قادة المقاومة الوطنية اللبنانية كالشهيد جورج حاوي. الى الشهيد سمير قصير وغيرهم واللائحة تطول.

فشعر بشير هلال بان المساهمة في إسقاط النظام السوري سوف تساهم في الانعكاس الايجابي على الوضع اللبناني وعلى القضية الفلسطينية بالاضافة الى المساعدة في تصويب بوصلة اليسار العملية في التعاطي الفكري والسياسي مع الموضوع السوري واللبناني والعربي بشكل عام، انسجاما مع النهج الذي يقوده وليد جنبلاط في حماية البلد وتفويت الفرصة على النظام السوري وغيره في استخدام لبنان ساحة متفجرة متفلتة، في الوقت الذي يجاهر فيه بموقفه من النظام القاتل ودعم الشعب السوري وتحقيق حريته بعد تقديمه مئات الالاف من الشهداء.

نعم بشير هلال  قبلة يسارية على خد الوطن والامة، غادرنا مبكرا وبصماته ستبقى في ذاكرة الشعبين السوري واللبناني.

——————————————————-

(*) رئيس الحركة اليسارية اللبنانية

اقرأ أيضاً بقلم منير بركات

طلّة راقية في ذكرى مولده

لن يتمكنوا من تغيير هوية الجبل ووجهه

التحذير الفرنسي للبنان شبيه بتحذير السفير الفرنسي قبيل اجتياح 1982!؟

مفهوم الدولة وشروط تكوينها 

مكامن الخلل في تجزئة الحرية؟

أهل التوحيد والتاريخ المجيد… غادروا الماضي واصنعوا المستقبل !؟

الألفية التاريخية للموحّدين الدروز

تحفّزوا بالقامات الكبيرة يا حديثي النعمة!؟

بعيداً من التبسيط.. البلد على حافة الهاوية!؟

العقوبات غير المسبوقة تصيب مقتلاً في النظام الإيراني

الموحّدون الدروز: المخاوف من إطاحة الوطن

مبادرة “التقدمي”: خطوة متقدمة لحماية الحريات العامة

على الرئيس المنشود ممارسة القمع لكي يكون مرشح الناخب الأول!؟

تلازم الفاشية مع الطائفية ومأزق الحكم

أين المصير الواحد والبلد الواحد واللغة الواحدة من كل هذا؟

المطلوب وقفة موحدة ضد النظام!

الشعوب ضحية الأطماع الدولية والأسد فقد دوره الأقليمي

بلورة المشروع الوطني المعارض

رسالة الى رئيس الجمهورية

الاطاحة بالطائف يعيدكم الى حجمكم!؟