تفاصيل وأحداث مجهولة عن الشيخ صالح العلي والثورة السورية 1918

 

13

حفيد الشيخ صالح العلي المحامي عيسى ابراهيم، يتحدث عن تفاصيل وأحداث مجهولة في تاريخ جده والثورة السورية الأولى 1918 ضد الفرنسيين. بداية من مؤتمر الشيخ بدر والحرب على الثورة، ومحاولات فرنسا شق الصف الوطني ودعم انصارها الانفصاليين في الساحل. كما يتطرق إلى وثيقة مجهولة ترفض الدولة العلوية والانفصال عن سوريا كتبها الشيخ صالح، ولماذا اعتبر البعض ومنهم رجال دين، ثورة العلي خروجاً على ولي الأمر الفرنسي، واعتبروه «قاطع طريق»، إضافة إلى حديثه عن اشتباكات بين علويين انفصاليين وعلويين وحدويين، وما هي نظرة ديغول للعلويين، وموقف صالح من العثمانيين، وكيف هدم «البعث» بيته، وقتل كل أولاده الذكور بالسم وحاولوا قتل زوجته. وماذا قال عن السنة السوريين، وماذا جرى في لقاء الرئيس شكري القوتلي؟ كما تحدث ابراهيم عن علاقة جده بالسياسيين السوريين امثال هاشم الأتاسي، وكذلك الملك فيصل. ولماذا رفض عرض ديغول له بتولي رئاسة الدولة السورية، وكيف تم اغتياله في النهاية، اضافة الى تفاصيل أخرى غير معروفة عموماً عن تاريخ الثورة وسوريا والساحل السوري والعلويين.

الآتي نص الحوار:

[ يتهم بعضهم الشيخ صالح بأنه لم يقد ثورة…

ـ في الأغلب الأعم لا يوجد في سوريا منهج علمي في تناول التاريخ بما في ذلك فترة الاحتلالين العثماني والفرنسي، ففي هاتين الفترتين نشأ في سوريا استقطاب سياسي وعسكري على خلفية الموقف من الاحتلالين. وهو استقطاب عابر للمكونات السورية الدينية والإثنية، شمل العدد الاقل من السوريين لجهة الفاعلية، وبقي العدد الأكبر من السوريين في منأى عن هذا الاستقطاب في ظل الجمود التاريخي المغلف بعناوين متعددة، منها ما هو مصلحي بالمعنى الضيق للكلمة، ومنها ما هو عميق في النفس.

[ مؤتمر الشيخ بدر في كانون الأول 1918 يؤكد ان الساحل جزء من سوريا..

ـ حيث لا توثيق ولا منهج علمياً في تناول ما جرى ابتداء من سنة 1918، فقد كان مصدر المعلومة الاساس خليطاً غير متجانس من الأسطرة والطهرانية والشيطنة والريبة وسوء الظن والتربص وذهنية المؤامرة المدبرة لكل الأحداث أو الشخصيات الفاعلة، ويتضمن ذلك الشائعات والأكاذيب والتهم وكل تداعيات الاصطفاف السياسي. ولا يشذ عن تلك القاعدة تناول تجربة جدي الشيخ صالح العلي الإنسانية، على خلفية موقفه من الاحتلالين العثماني والفرنسي وصراعه معهما. فما ان انتهى صراعه ضد العثمانيين حتى دخل الفرنسيون الساحل السوري، فدعا الشيخ صالح الى مؤتمر الشيخ بدر الذي انعقد في 15 كانون الأول 1918، وضم شخصيات من مختلف مناطق الجبل والساحل السوري ومن مختلف المكونات، ولعل أبرز المبادرين ـ ككتلة بشرية ـ للاجتماع من اجل الثورة، كان سنة قرية قلعة الخوابي وزمرين بالقرب من بلدة الشيخ بدر، الامر الذي يفسر ان يقوم المجاهد عبد الرزاق المحمود من قلعة الخوابي، بكتابة محضر هذا الاجتماع الذي استمر ثلاثة ايام ونتج عنه عدة مقررات من أهمها: اعلان ان الجبل والساحل السوري جزء لا يتجزأ من سوريا الداخلية؛ ارسال وفد الى دمشق من اجل البدء بالتنسيق مع الحكومة الوطنية، انتخاب الشيخ صالح العلي لقيادة الثورة السورية الاولى.

ثورة الشيخ صالح

[ ماذا عن الاصطفاف العسكري بين ثورة صالح العلي والفرنسيين..

ـ إثر ذلك بدأ صراع عسكري مع الفرنسيين استمر بقيادة الشيخ صالح ثلاث سنوات ونصف السنة، وحصل في هذا الصراع اصطفاف عسكري ايضا لمصلحة الشيخ وثورته. وكان الى جانب فرنسا اصطفاف عسكري شمل افرادا من مجمل مكونات المجتمع السوري بالجبل والساحل. فقد ايد وقاتل مع الفرنسيين رجال دين وشخصيات وبنى اجتماعية من مختلف الطوائف والمذاهب، بمن فيهم علويون وبعضهم من اقرباء الشيخ. ووقف مع الشيخ وثورته ايضا شخصيات من مختلف المشارب الدينية والمناطقية، ووجد الشيخ صعوبة بالغة في اقناع الناس في الجبل والساحل، الخارجين تواً من قهر وتسلط عثماني، بان «المستجير بالفرنسيين هرباً من العثمانيين، كالمستجير من الرمضاء بالنار».

[ سوريون من كل الطوائف ساعدوا فرنسا في محاربة ثورة الشيخ صالح العلي..

ـ بعض قادة القوات الفرنسية وكذلك عدد كبير من الجنود الذين يساعدون الفرنسيين ضد الثورة السورية الأولى، كانوا سوريين من كافة الطوائف، كما كان هناك من دول الجوار. فمثلاً الحملة التي ارسلها الفرنسيون للهجوم على بلدة قدموس، هاجمت الثوار فيها وكان في صفوف هذه الحملة سوريون ومن دول الجوار وأفارقة وسواهم.

[ ماذا عن اسباب قرار الشيخ عقد تسوية مع الفرنسيين، وهل صحيح انهم عرضوا عليه اعلان دولة علوية يكون هو رئيسها؟

ـ عندما انتهى هذا التناقض بين القوى الاستعمارية باتفاق تقاسم نفوذ ومصالح وقطع اي دعم عن الثورة، اضافة لحرق القرى والبلدات الداعمة لها وقصفها بالطيران وحرق البيادر والمحاصيل الزراعية ورمي موالي الثورة او من يشك بأمرهم، احياء من اعلى البرج الابيض في صافيتا، اصبح عبء الثورة على المواطنين اكثر من قدرتهم على التحمل بسبب اختلال ميزان القوى. وانفضاض الناس من حول الشيخ جراء ذلك وصدور حكم بإعدام الشيخ. واصبحت الخسائر المتنوعة اكثر من النتائج المأمولة. وحقناً للدماء، وحفاظاً على الممتلكات العامة، جرت تسوية سياسية مع الفرنسيين وخضع الشيخ لما يشبه الاقامة الجبرية في بيته بالشيخ بدر. بعد ان عرض عليه الفرنسيون قيادة «دولة العلويين» ورفض ذلك في مقر الحاكم في اللاذقية. ثم شكلت حكومة «اللاتقية» وضم المجلس التمثيلي فيها شخصيات تنوعت بنسبة الجماعة التي ينتمي اليها هؤلاء ومن مختلف الطوائف كما هو واضح من اسماء الشخصيات وخلفياتها خلافا لما يعممه البعض من انها بلون طائفي واحد.

[ ماذا عن لقاء صالح العلي مع الأتاسي والقوتلي في حوران؟

ـ بعدها، في عام 1925 حضر الشيخ اجتماعا ضمه مع هاشم الأتاسي وشكري القوتلي ورشيد طليع وغيرهم من الشخصيات الوطنية السورية في حوران. حيث اتفق على دعم ثورة المجاهد سلطان باشا الأطرش من قبل المجتمعين. وهو المجاهد الرافض لقيام الدولة الدرزية ولتقسيم سوريا. الى ان استنزفت ثورة الأطرش وانتهت في اواخر العام 1926، وبدأت تسوية سياسية بين القوى الفاعلة السورية وبين الفرنسيين، وبدأت مرحلة الصراع السياسي بين الجانبين، وانخرط الشيخ بهذا الصراع ايضاً، الى جانب الشخصيات السياسية الأخرى خصوصاً في الكتلة الوطنية، من بينهم المجاهد الزعيم ابراهيم قائد ثورة الشمال السوري الذي تعاون معه سابقاً بثورته، كما المجاهد عمر البيطار قائد ثورة جبل صهيون والرئيس هاشم الأتاسي والرئيس شكري القوتلي والسياسي السوري فارس الخوري والمجاهد رشيد طليع والسياسي السوري عبدالرحمن الشهبندر وغيرهم.

معارضة الدولة العلوية

[ ما هي وثيقة الشيخ صالح المعارضة لدولة علوية وللانفصال عن سوريا؟

ـ تُوّج النشاط السياسي للشيخ صالح بالوثيقة الاتحادية الشهيرة التي أرسلها الشيخ بالتنسيق مع الوفد السوري المفاوض إلى مؤتمر باريس مع الحكومة الفرنسية. وتضمنت الوثيقة تواقيع شخصيات وفعاليات من الجبل والساحل السوري بمواجهة وثيقة الانفصال التي وقعها الراغبون بالانفصال عن سوريا، وهم من مُختلف الطوائف. وسبقت وأعقبت ذلك اشتباكات مُسلحة بين طرفي الوحدة والانفصال خلّفت خسائر، كانت فرنسا والدول الفاعلة الأخرى حاضرة وبقوة فيها. ومشروع الانفصال حينها كان جاهزاً ابتداء من أسماء مرشحي المسؤوليات العامة ومسؤولي السلطات الثلاث بالدولة المرتقبة، إلى سجلات النفوس والسجلات العقارية والطوابع التي طبعت باسم الدولة.

[ هل صحيح أن الجنرال غورو التقى وجهاء ورجال دين من الساحل؟

ـ الجنرال غورو اجتمع برجال الدين بالجبل والساحل ومن كل الطوائف، ومن بين الاجتماعات لقاء موقع «جوفين الأرز» قرب بلدة الدالية في قضاء جبله، حيث أصدر المشائخ المجتمعون بعد الغداء على طاولة غورو، بياناً اعتبروا فيه أن فرنسا هي الأم الحنون للسوريين عامة وللعلويين خاصة، وهي التي ستحميهم من العثمانيين، وأن الدولة الفرنسية هي بمنزلة «ولي الأمر» وأن الشيخ صالح بحربه هذه يخرج على ولي الأمر. وصدرت فتوى منهم باعتباره «قاطع طريق»، وبعض المشائخ أفتى بسبه بالأعياد الدينية لأنه ضد «الدولة»، كما قامت فرنسا ابتداء من دخول سوريا بمنح المتحالفين معها مزايا بالإدارات العامة وقطع الشجر واقطاعات من الأراضي والوكالات والبعثات العلمية لأبنائهم والدعم المالي لرجال دين ووجهاء وكثير من المزايا الأخرى.

[ كيف جرى التعامل مع الشيخ صالح من قبل الفرنسيين والبعث؟

ـ تعرض الشيخ صالح أثناء ثورته ضد العثمانيين لعمليات عدة للقبض عليه أو قتله، وصودرت ممتلكاته ومكتبته من قبل الدرك العثماني وأحرق منزله مرات عدة. وكذلك في ثورته ضد الفرنسيين حُرق بيته وحُرقت ممتلكاته مرات عدة، وتعرض لعمليات عدة لإلقاء القبض عليه حياً ومحاولات لاغتياله بالسم وبالسلاح. كما تعرضت زوجته حبابة للسم وهي حبلى بتوأم ونجت من الموت المحتّم بعد إجهاضها في مشفى الدكتور عبداللطيف البيسار صديق الشيخ صالح في طرابلس الشام، ومات التوأمان وأنقذت حياتها، وبقيت مُنهكة حتى توفيت. كما سممت زوجته فضة التي نجت من الموت ولم ينج أطفالها السبعة الآخرون، وآخرهم ابنه علي الذي تم خنقه بُعيد ولادته في منزل الشيخ صالح في الأندروسة الشيخ بدر. أما المنزل الحجر الذي أهداه الشيخ صالح للدولة السورية ليكون مقراً للبلدية والشرطة، قامت حكومة البعث لاحقاً بهدمه وبناء مقر مديرية المنطقة الحالية فيه. وكانت فاطمة ابنته البكر من زوجته فضة، قد قُتلت بالسم وهي بعمر قرابة الـ12 عاماً في عام 1927، ولم يبق لزوجته هذه من الأطفال إلا حفيظة. وفي سنة 1927 خرج الشيخ صالح من بيروت بحراً إلى مدينة جنوى الإيطالية وعاد من هناك بعد تلقيه تحذيراً من أصدقائه بأن الباخرة التي تُقلّه إلى أميركا الجنوبية ستمر بميناء مرسيليا الفرنسي، وهناك قد يتعرض للاعتقال من قبل السلطات الفرنسية لوجود ادعاء عليه بالتسبب بمقتل جنود فرنسيين في سوريا. وبسبب ذلك لم يستطع تلبية دعوة الجالية السورية في الارجنتين وأقفل راجعاً إلى سوريا.

[ ما هي تفاصيل اللقاء بين ديغول والشيخ صالح؟

ـ عندما التقى الشيخ صالح الجنرال ديغول عقب بدء الحرب العالمية الثانية في قصر بيت تحوف في بانياس الساحل في أواخر 1939، (هناك مصادر تؤكد أن اللقاء جرى سنة 1941)، أبدى ديغول قلقه من محاولة تركيا الحليفة السابقة لألمانيا استغلال الطائفة السنية لمصلحتها في سوريا، معتبراً أن المسلمين العلويين هم ضمانة استمرار وضع ديموقراطي في سوريا، وأن الشيخ صالح هو الأقدر على قيادة هذه الخطة ورئاسة الدولة السورية الجديدة في حال انتصر الحلفاء على خصومهم. رفض الشيخ العرض الفرنسي معتبراً أن وعي السنة الوطني هو الذي ساهم في تحرير سوريا من العثمانيين بعد أن تبيّن لهم استغلال هؤلاء لهم بادعائهم تبني الإسلام السني واعتمادهم المذهب الحنفي، وأن قتالهم مع الثورة السورية الأولى أو ثورة الشمال السوري بقيادة الزعيم هنانو أو المجاهد عمر البيطار أو المجاهد حسن الخرّاط أو المجاهد أحمد مريود، كان استمراراً لهذا الوعي الوطني. من هنا، الخلفية الوطنية لقتالهم ضد الفرنسيين وليس الخلفية الدينية. وقال الشيخ كلمته الشهيرة بعما لاحظ محاولة تهميش السنة «إذا كان المستهدف هم السنة في سوريا فكلنا سنة».

[ ماذا جرى في لقاء الرئيس شكري القوتلي والشيخ صالح العلي؟

ـ عندما استقلت سوريا في 1943 وانتخب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية السورية، قام هذا الأخير، عقب فوزه، بزيارة للشيخ صالح الذي استضافه على طاولة الغداء في منطقة نبع عين بحسان بجانب بيت الشيخ في مزرعة بيت النبع قرية كاف الجاع. ودار الحديث عن الإصلاح الزراعي واستصلاح أراضي الغابات، واستصلاح أراضي الدولة المتروكة البائرة وتوزيعها على الناس. وشارك الشيخ أثناء ذلك بالحياة السياسية عبر دعمه كتلة برلمانية في الجبل والساحل السوري من ضمنها البرلماني السوري المعروف المرحوم الدكتور عبداللطيف اليونس. وفي العام 1945، أصدر رئيس الجمهورية، القوتلي، مرسوماً قلّد بموجبه الشيخ صالح العلي وسام الشرف السوري من الدرجة الأولى «وسام الاستحقاق السوري»، «تقديراً للخدمات الجُلى» التي قدمها للجمهورية السورية، واقترح القوتلي أن يتم حفل رسمي لذلك حُدد موعده في 27 نيسان 1945.

بين الانفصاليين والوحدويين

[ كيف كان الصراع بين الانفصاليين والوحدويين في الساحل؟

ـ في لقاء الرئيس القوتلي بالشيخ صالح، قال القوتلي أن وحدة الأمة السورية والجمهورية السورية في خطر، بعد زيادة نشاط أنصار الانفصال في الجبل والساحل السوري، وتذرع هؤلاء بتقصير الجمهورية الوليدة عن القيام بمهامها، بسبب فراغ الخزينة العامة وانعكاس ذلك على ضعف تقديم الخدمات العامة. وأضاف القوتلي «أن هؤلاء الانفصاليين يتلقون دعماً من بعض أعضاء الحكومة الفرنسية وشخصيات أوروبية أخرى، ومن حكومة تركيا، والخشية كل الخشية أن الناس هنا بسبب وضع الحكومة قد ينساقون لدعاوى كهذه معتبراً ما جرى مؤشراً خطيراً على هذا التحول، وأن حفل تقليد الشيخ وسام الاستحقاق سيكون استقطاباً واستنهاضاً لهمم أنصار الوحدة السورية وإعلان قوة وتعبئة لدعم الجمهورية. وهدد انفصاليون علويون الشيخ صالح بالقتل في حال قبل الوسام من الرئيس القوتلي.

ووافق الشيخ على التكريم تبعاً لتوضيحات القوتلي. إثر ذلك تلقى تهديداً بالقتل في حال حضر الاحتفال. وتعرض للتسميم بالقهوة عبر أحد المنخرطين معه بالعمل، نجا منه بعد علاج لم يشفِ كل آثار السم. لكن الاحتفال تم، وتم تقليد الشيخ «وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى» بحضور رسمي سوري وشخصيات من دول عربية، وحضور شعبي كثيف لأنصار الوحدة السورية.

[ ماذا دار بين الشيخ صالح ووجهاء الجبل والساحل الذين هنأوه بجلاء الفرنسيين؟

ـ بادروه بالقول: «لقد فهمنا رفضك سابقاً للدولة العلوية، ولكننا لم نفهم رفضك عرض ديغول بتسلم الدولة السورية، خصوصاً وأنت ترى وضع العلويين الآن وفقرهم». أجاب: «في ظل وعي سياسي غير كاف فالأغلبية ستكون دينية لا سياسية. إن أي أقلية دينية أو عنصرية أو حزبية لن تتمكن من قيادة سوريا، باعتبارها لا تمثل غالبية من مجموع السوريين. وبالتالي لن تستطيع النهوض بسوريا، وفي حال تم ذلك حكم الأقلية فإن استمرارها رهنٌ بالدعم من قوى خارجية، ما يُضعف هذه الأقلية ويُضعف بقية السوريين، ويضعها في مواجهة الأكثرية، ويجعل سوريا مرهونة للخارج وفي حالة ضعف وتداع«. وبعد ذلك بقي الشيخ في منزله يعاني بعض آثار السم ثم أصابه مرض القلب. عُولج ابتداء من الشهر الاول للعام 1950 في مستشفى «أوتيل ديو» في بيروت، ومن ثم في المشفى «الأهلي» في طرابلس الشام، ليعود إلى طرطوس في بيت قريبه الشيخ محمود الحامد. وأرسل إليه الرئيس هاشم الأتاسي الطبيب الألماني كارل كورت الذي شخّص مرضه باحتقان رئوي حاد يسبب ضعف قلبه. ودار حديث ودي بين الشيخ وطبيبه الألماني تناول في جانب منه خطورة إعلان دولة إسرائيل. وتوفي الشيخ في 13 نيسان 1950. وكانت حالته الصحية قد تدهورت إثر دس السم له.