هل يرسم التقارب التركي-السعودي معالم جديدة للعلاقات الإقليمية؟

تقرير: ريما عساف

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يزور المملكة العربية السعوديةِ. كان يمكن لهذا الخبر أن يكون عادياً لكنّه ليس كذلك، لأنه يشكّل مؤشّرا إضافياً على التقارب المتسارع الخطى بين البلدين.

تقارب يدرجه البعض في سياق تشكل محور جديد في المنطقة عماده الرياض وأنقره في مواجهة المد الإيراني المتنامي.
بسبب مصر تأرجحت العلاقات السعودية -التركية في المرحلة الماضية بين الفتور والخلاف إذ وقفت تركيا إلى جانب الإخوان المسلمين والسعودية في المقلب الآخر. اليوم يبدو أن أولويات جديدة بدأت تفرض على الجانبين التركي والسعودي مراجعة حسابتهما والوقوف جنبا إلى جنب في ضوء تسارع التطورات على حدودهما لا سيما في كل العراق وسوريا واليمن.

مؤشرات التقارب بدأت تظهر منذ قفز أردوغان إلى الرياض قاطعا زيارته إلى القرن الإفريقي لحضور جنازة الملك عبدالله، تبع ذلك مطلع شباط وصول أول فرقاطة تركية إلى ميناء جدة في خطوة هي الأولى من نوعها ضمن تعزيز العلاقات بين البلدين والاسبوع الماضي زار الرياض وزير الداخلية التركي حيث التقاه ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف.

قطر على ما يبدو بعيدة عن هذا المحور بعدما بينت الزيارة الأخيرة لأميرها تميم بن حمد إلى السعودية عودة الدفء إلى العلاقات بين البلدين. هذا المحور ينمو في موازاة تقارب بين واشنطن وطهران تحت عنوان محاربة “داعش” وآخر رسائل الغزل جاء على لسان وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي أقر بوجود مصلحة مشتركة مع إيران في التصدي لتنظيم “داعش” وإذا كانت واشنطن تخشى خطر “داعش” فإن بعض دول المنطقة بات يتحسب لتحدين: “داعش” و”المد الايراني”.

(*) نقلاً عن: المؤسسة اللبنانية للإرسال