هل يحسم الحريري قريباً موقفه النهائي من ترشيح عون؟

رانية غانم - الأنباء

يؤكد مصدر نيابي ان البحث العملي في انتخاب رئيس جمهورية جديد سيبدأ عمليا أواخر آذار المقبل كثمرة اولى من الثمار التي سينتجها الاتفاق على الملف النووي الايراني المنتظر حصوله بين ايران والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية في جولة المفاوضات المقررة في السادس عشر من الشهر نفسه. وهذا الاتفاق سيكون اتفاق “اعلان مبادىء” مشفوع ببعض الخطوات التنفيذية يمهد للجولة النهائية المقررة في حزيران المقبل.

 ويقول المصدر ان البحث في الاستحقاق الرئاسي قد بدأ في اللقاءات المغلقة بين المراجع المعنية، ومنها اللقاء الاخير الذي انعقد بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سعد الحريري، في الوقت الذي اعلن ان بري والحريري إتفقا على ان يكون هذا الاستحقاق مدار بحث في جولة الحوار السادسة المقررة مطلع الشهر المقبل بين تيار ” المستقبل” وحزب الله.

وكشف المصدر ان الحريري توافرت لديه معطيات دولية تشير الى ان الاتفاق بين ايران والدول الغربية “حاصل حتماً”، وقرر في ضوء اللقاءات التي عقدها أخيراً الاقامة الدائمة في بيروت، وباشر في موازاة التشاور الذي يجريه مع المعنيين في شأن الاستحقاق الرئاسي إعداد العدة لعودته الى رئاسة الحكومة بحيث يكون رئيس الحكومة الاولى في عهد الرئيس الجديد. ولذلك لن يطيل زيارته هذه المرة للرياض التي توجه اليها قبل ايام، بل سيعود منها قريبا، وعلى الارجح الاسبوع المقبل، بعدما قرر ان تكون اقامته المركزية في لبنان بناء على نصائح داخلية وخارجية تلقاها بهذا المعنى، متخطيا الاعتبارات الامنية التي كانت السبب في ابتعاده عن الساحة اللبنانية منذ اسقاط حكومته نهاية العام 2010.

ويقول المصدر ان الاتصالات الداخلية في شأن الاستحقاق الرئاسي ستركز حالياً على حسم موضوع ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الذي يعتبره المعنيون العقبة كأداء التي تعيق الاتفاق على رئيس جمهورية جديد الى جانب عقبات كأداء أخرى يشكلها ترشيح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وغيره من المرشحين الذين يسمون “أقوياء”. علما ان الموفد الفرنسي فرنسوا جيرو لم يخف امام بعض الذين التقاهم في لبنان والمنطقة ان بلاده تعتبر ان اولى الخطوات المطلوبة لإنجاز انتخابات رئاسة الجمهورية هي ان يسحب عون وجعجع ترشيحهما ليتيحا المجال للإتفاق على رئيس يقبل به الجميع داخليا وخارجيا.

ويؤكد المصدر ان الحريري سمع من بعض المرجعيات والاقطاب  السياسية التي التقاها آراء ـ مطالب تدعوه الى حسم موقفه من ترشيح عون وعدم “الجرجرة” في التحاور معه بلا طائل، فإما يبلغه تأييده هذا الترشيح واما عدم التأييد، حتى يبني جميع المعنيين بالاستحقاق في الداخل والخارج على الشيء مقتضاه.

واذ القى الحريري باللائمة على حزب الله  في تأخير انجاز الاستحقاق الرئاسي، رد عليه بعض محدثيه قائلين له، حسب المصدر النيابي نفسه، “ان الحزب المتحالف مع عون لا يمكنه ان يطلب منه سحب ترشيحه مهما كانت الاعتبارات لأن الحزب لا يمكنه الا ان يكون منسجما مع نفسه وملتزما الحلف مع الرجل. وبالتالي كيف له ان يطلب منه الانسحاب في الوقت الذي يراك تحاوره وتجتمع به الى درجة انك إحتفلت بعيد ميلاده في “بيت الوسط” أخيرا ما اوحى انك تؤيد ترشيحه، ولذا عليك انت تحسم موقفك النهائي سلباً او ايجاباَ لأن التأخير في هذا الحسم لا يخدم مصلحتك اذا يتأخر انتخاب رئيس الجمهورية الجديد وبالتالي تتأخر عودتك أكثر فأكثر الى رئاسة الحكومة، علما انه لو كنت انت رئيس الحكومة بدلا من الرئيس تمام سلام لكان إنتخب رئيس الجمهورية مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان ولما كان هناك من داع ليقال لك هذا الكلام من الاساس”.

ويؤكد المصدر ان الحريري اقتنع بكلام محدثيه ولكنه استمهلهم بعض الوقت لإتخاذ موقفه النهائي، لكنهم لمسوا بعض المؤشرات على انه يتجه الى عدم تأييد ترشيح عون. وغالب الظن ان موقف الحريري هذا سيتبلور بعد عودته من الرياض، بعد ان يكون قد استمزج بعض المسؤولين فيها الآراء في شأن الاستحقاق الرئاسي في ضوء ما سمعه مع المسؤولين الذين التقاهم في بيروت.