رحيل الكاتب والناشط السياسي بشير هلال

ولد بشير هلال في 2 تشرين الأول 1947 وكان الولد البكر في عائلة رؤوف هلال. أنهى دراسته الثانوية في ثانوية رمل الظريف عام 1966 ثم إلتحق بكلية الحقوق في الجامعة اللبنانية عام 1966 وتخرج منها عام 1970.

خلال فترة دراسته الجامعية إمتهن التعليم والكتابة. إنتسب إلى الحزب الشيوعي اللبناني عام 1966 وعمل في صحافة الحزب فترأس تحرير مجلة الثقافة الوطنية وترأس تحرير قسم النقابات في جريدة الأخبار والنداء. مارس النضال السياسي فى صفوف الحزب الشيوعي اللبناني من عام 1966 إلى عام 1978 حين ترك صفوفه.

مارس مهنة المحاماة في لبنان منذ العام 1970 ولغاية العام 1983 مغادراً لبنان إلى فرنسا.في باريس تزوج من الدكتورة ناديا سبيتي ورزق بولدين سلام وجاد.

ساهم بتأسيس حركة كسر الصمت في العاصمة الفرنسية التي كانت تهدف إلى فضح تجاوزات النظام السوري في لبنان. عمل في باريس بمجال الصحافة فترأس تحرير مجلة MEMO الإقتصادية. كتب في الصحف والمجلات العربية بما فيها صحيفة الحياة.

ساهم بتأسيس حركة اليسار الديمقراطي عام 2004 وغادرها سنة 2010. وشارك بفعالية في إنتفاضة الإستقلال السلمية والديمقراطية وبأنشطة 14 آذار في فرنسا.

****

«يكفي انني لن أرى زهر اللوز ولا أكثر» عبارة خطها الكاتب بشير هلال في الثامن من الشهر الجاري على صفحته على «الفيسبوك» حيرت اصدقاءه الذين يتابعونه ويتابعهم بشغف الانسان الحالم والمثقف الواعي والسياسي الناضج والكاتب الصادق والمرهف الحس، قبل ان يأتي الخبر «الفاجعة» من باريس ليعلمهم ان بشير غادر هذه الحياة، بعد ايام في الكوما واصابته بسرطان الرئة الذي تم اكتشافه منذ اقل من شهرين فقط.

بشير هلال، المناضل السياسي، اليساري المتفتح الذهن والمتمرد على الجمود لم يتردد في اختيار موقعه الى جانب الثورة السورية على الاطلاق، فتح مروحة واسعة من العلاقات مع مناضليها منذ اعلان دمشق، وصارت مقالاته في الزميلة «الحياة» عن سوريا واوضاع المنطقة متداولة على صفحات معظم الناشطين في الحراك السلمي داخل سوريا.

أخيرا، بدأ بشير يستذكر نفسه على صفحته. يضع صورا قديمة وهو شاب وكأنما يتحدي الزمن. في احد تعليقاته، كتب على صورة بطاقة تسجيله في نقابة المحامين عام 1970 «قليل من النرجسية مع تقدم كهولتي كي استطيع ان احتفظ بذكرى شباب مضى بدون ندم على شيء».

بشير هلال صديق آخر يرحل من عشاق الحرية والانسانية. نموذج صادق. شخص له وجه واحد، نقي وواضح في مواقفه، رفاقه كانوا بالأمس على صفحاتهم ينعون الصديق الذي اضاف على يومياتهم ومن خلال تعليقاته حرك الاذهان للتفكير ملياً قبل اطلاق الاحكام.

كتب في 28 كانون الاول من العام الماضي تعليقاً على احداث عرسال: «لا لزوم لعرسال، لا لزوم للقلمون، لا لزوم للبنانيين، لا لزوم للسوريين، لم يكن هناك ضرورة اصلا للبيوت التي تدمر ولا لسكانها، ما يلزم فقط هو الحفاظ على جثث الانبياء والأئمة والاولياء وكوليرا الطغاة».

كتب عنه نجاتي طيارة ناعياً «رحل بشير هلال، الرجل الجميل الابيض «كزهر اللوز او اكثر، صاحب الابتسامة الدائمة وموزع «اللايكات« على كل الصفحات، رحل المناضل العريق، خريج المدرسة الستالينية الجافة، وواثق الانتقال الى ثقافة الديموقراطية وحقوق الانسان، وواحد من أشد أنصار الثورة السورية بين اشقائنا اللبنانيين.

رحل الصديق الذي كان من اوائل من رحب بنا في غربتنا الجديدة، والذي اعارنا اول كتاب ورقي، بعد ان استهلكتنا شاشات الكومبيوتر».

رحل بشير هلال… وتبقى احلامه أمانة عند رفاقه في حركة «اليسار الديموقراطي» وعند اصدقائه المفترضين الذين ابكاهم غيابه الصادم.

*فاظمة حوحو (جريدة المستقبل)