طهران تربك واشنطن واللعبة معقدة في اليمن

رفيق خوري (الانوار)

أكبر مشكلة في اليمن الذي بلغت حسابات رئيسه السابق عشرات مليارات الدولارات هي ثنائية السلاح والفقر. وأقوى سلاح فيه هو خوف جيرانه والقوى الكبرى من أن تضربه الفوضى وتقترب الدولة الفاشلة من الانهيار. ولذلك تتسلط أضواء الاهتمامات على الصراع في اليمن لأن بعده المحلي مفتوح على البعد الاقليمي المتصل باللعبة الدولية. فاللاأمن في اليمن يهدد أمن السعودية وبقية دول الخليج حيث الحرص العالمي على أمن النفط. وسيطرة أنصار الشريعة التابعين لمنظمة القاعدة أو أنصار الله الحوثيين على باب المندب تقرع أجراس الخطر في مصر ودول عدة.

وما حدث حتى الآن هو انقلابان على الثورة السلمية التي بدأت عام ٢٠١١ ضد الرئيس علي عبدالله صالح. الأول بتسوية أخرجت صالح من المنصب وأبقته في السلطة عبر نوابه في المجلس ووزرائه في الحكومة، وجاءت بنائبه عبد ربه منصور هادي رئيساً، فلم تنجح برغم الدعم الدولي لها. والثاني باندفاع الحوثيين للسيطرة بالقوة على صنعاء وعدد من المحافظات بالتواطؤ مع صالح خصمهم القديم. لكن اللعبة التي كانت سريعة الحركة تبدو حالياً جامدة. فلا القوى الرافضة للانقلاب الحوثي قادرة على اعادة عقارب الساعة الى الوراء. ولا الحوثيون يستطيعون الاندفاع الى الأمام بما يتجاوز الجغرافيا التي سيطروا عليها.

ذلك ان الرئيس هادي الذي عاد عن استقالته بعد وصوله الى عدن يحتاج الى ما هو أكثر من قوة الشرعية للعودة الى القصر الرئاسي في صنعاء. وهو ليس من يراهن عليه الحراك الجنوبي في المطالبة بالانفصال عن الشمال. والحوثيون يحتاجون الى ما هو أكثر من قوتهم والشرعية الثورية ودعم صالح لهم والدعم الايراني القوي، حتى لادارة ما في أيديهم من محافظات تحتاج الى دعم مالي خليجي وأميركي توقف بعد الانقلاب. ولن يفيدهم الاستمرار في اعتبارهم ان الرئيس هادي فاقد الشرعية وهارب مطلوب للعدالة.

ولا أحد يعرف كيف تتطور الأمور. لكن الظاهر ان طهران مطلقة اليدين في إرباك واشنطن التي تبدو مكبّلة اليدين بسبب رهان الرئيس أوباما على اغلاق الملف النووي وفتح باب التفاهم على النظام الاقليمي. فلا شيء يوحي ان ادارة أوباما تنظر بجدية الى شعار الموت لأميركا الذي يرفعه الحوثيون. ولولا الأسئلة في الكونغرس لما تحدث وزير الخارجية جون كيري عن الدعم الايراني المهم الذي ساهم في سيطرة الحوثيين على صنعاء وانهيار الحكومة. وحتى بعد اضطراره للاعتراف، فانه تبرّع بالقول ان الايرانيين فوجئوا بالأحداث ويأملون في حوار. وهو يعرف ان أعضاء الكونغرس لن يصدّقوه، وانهم يعرفون أنه يعرف أكثر منهم عن اللعبة الايرانية في اليمن.

اقرأ أيضاً بقلم رفيق خوري (الانوار)

أي مبارزة بالصواريخ بين أميركا وروسيا؟

الصعب والمستحيل في أزمة مفتوحة

سوتشي عكس جنيف أم الطريق اليه؟

لا مشروع بل ممانعة للمشروع الاقليمي الايراني

فرصة المخرج الفرنسي وتحديات المدخل اللبناني

تباين في توظيف المعركة ضد داعش

أي ادارة ومعيار لتنظيم الخلاف؟

سوريا أرض اللقاء بين الكبار المختلفين

ماذا بعد الاقتراب من المدار الروسي؟

أبعد من خلاف المتفقين على عودة النازحين

ليس بالقانون وحده يحيا التمثيل الصحيح

عناصر القوة والضعف في محاربة داعش

العودة الى جنيف من طريق استانا

محاربة الارهاب الداعشي ومواجهة الفقه الداعشي

قمة البحر الميت: تحدّي إحياء العروبة

منبر لتوجيه رسائل لا مركز للقرار

موسكو حامية النظام وراعية المنشقين عنه

أبعد من القانون وانتخابات خائف ومخيف

مسؤوليات ما بعد نجاح الزيارة الرئاسية

أي ابتعاد للبنان عن الصراعات الخارجية؟