ثقافة الموز والبرامج الهدّامة.. داعش أخلاقي
محمود الاحمدية
19 فبراير 2015
“إنّ الله يبغض الفاحش البذيء” النّبي محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم.
في برنامج “هيدا حكي”، وتحت عنوان “بالثّقافة بدل السّخافة”، تطلّ علينا وبوجه مستعار (بنت بيت) وتقدّم فصلاً من الميوعة والدّلع بما لا يقبله ضمير ولا بشر ولا عالم عنده ذرّة أخلاق، ونرى قبل ذلك فيلم البورنو حيث تغنّي وتدلّع الموزة بطريقة تبزُّ أفجر أفلام البورنو…
يدخل هذا البورنو كلّ البيوت والعائلات… فإذا ببنت النّاس تخلع الشّعر المستعار وتطهّر شفاهها من الحمرة وتظهر ابنة بيت لا أعلم كيف كان شعور أهلها ساعتها… المرعب في الموضوع أنّ عدد اللاّيكات والتّغريدات والتّجاوب بلغ نصف مليون خلال أسبوع وهذا يعني بكلّ بساطة أنّ نصف بيوت اللّبنانيين شاركت في فرح هذا الفيديو غير المقبول وغير الطبيعي والّذي لا حدود إلى لا أخلاقيّته… بربّكم كيف نستطيع أن نقول بالثّقافة وليس السّخافة أن نكرّه النّاس بالخلاعة والفيديوات السّاقطة بفيلم أرادوه أن يشكّل صدمة كهربائيّة إذا أحسنّا الظنّ بمخترعيه ولكن أغلب الظنّ أنّ مقدّم البرنامج ونظراته الفضائحيّة إلى الفتاة شكّلت اختراقاً لكلّ تقاليد البيوت الشريفة واختراقاً لكلّ قواعد الأخلاق… ولكن ليس غريبًا للفريق الّذي قلّد موسيقارًا بحجم فريد الأطرش بطريقة مقزّزة وهم لا يتشبّهون إلى غبرة على ثيابه إن لم نقل شيئًا آخر فليس بالغريب أن يظهروا في يومٍ من الأيّام عراة كما خلقتني يا رب تحت ستار الأضحاك والهزل والبرامج المسلّية…
قليلاً من الأخلاق يا سادة… قليلاً من الأدب أمام شعب محاصر بكلّ أنواع العذاب… وحوادث الاغتصاب…
هذا البرنامج وعبر هذه الفتاة وعبر هذا الفيلم البورنو عهّر كلّ القضايا وحوّل الهدف (من السّخافة إلى الثّقافة) إلى شعار آخر (من السّخافة إلى أكثر سخافة)…
وطنٌ عدد سكّانه أربعة ملايين وفيه خمسمائة ألف جامعي وجامعيّة قادرون على سحق أفكار كهذه إذا تقرّبنا قليلاً من ضمائرنا وإذا زرنا أنفسنا الدّاخليّة ولو مرّة في الشّهر لأنّ كلّ ملايين الدّنيا لا تساوي سعادة لحظة من راحة الضّمير…
ما أبلغ ذلك الشّاعر القائل:
عمَّ الفسادُ وأصبحَتْ طرقُ الغنى وقفًا على من يرتشي أو يعتدي
وعلى الّذين يتاجرونَ بعرضِهِم ما بين شارٍ رائحٍ ومُغتدي
إنّ الأساسَ لكلِّ بانٍ مصلحٍ هَدْمُ الفسادِ ودقُّ رأسِ المفسدِ
أخيرًا، أضع كلّ هذه المقالة بتصرّف وزارتيّ الدّاخليّة والثّقافة المعنيّتين مباشرةً بالبعدين: إيقاف برامج كهذه وتنفيذ هذا الإيقاف!! نحن بحاجة إلى وزيرٍ آخر يقوم بثورة ثقافيّة! وكفى!
السّؤال الّذي يطرح نفسه: هل هي حملة تفكيك لآخر ما تبقّى للشّعب اللّبناني من تقاليد وعادات شريفة؟!!