الرئاسة… في انتظار “معركة الثلج”

عكس الخطاب الأخير للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بما احتواه من اشارات ومؤشرات، ان لبنان والمرحلة مقبلان على مرحلة جديدة ستشهد كثيرا من المواجهات قبل ان تستقر الامور على حلول يقال انه يتم طبخها على نار الجبهات المشتعلة من اليمن الى البحرين والعراق وسوريا وصولا الى لبنان وربما الى فلسطين ايضاً.

ويقول مصدر نيابي تسنى له الاطلاع على بعض خلفيات خطاب نصرالله ان الرجل قال صراحة “ان المنطقة ذاهبة الى المزيد من الازمات والمزيد من المواجهات ويوجد جبهات جديدة تفتح”، وهذا يدل الى ان لا حلول ولا تسويات إلا في ضوء النتائج التي ستسفر عنها هذه المواجهات. ولذلك يلح نصرالله على التوافق على انتخاب رئيس جمهورية جديد لأن هذه المواجهات قد تطول كثيرا ولا ينبغي انتظار نتائجها لإنتخاب هذا الرئيس.

ويشير المصدر الى ان دعوة نصرالله الى رفع “الفيتو” في الموضوع الرئاسي ملمحا الى “بعض دول الخليج المعروفة” كما قال، من اجل “السماح للبنانيين بالجلوس والتفاوض فيتفاهموا لإبرام تسوية على قضية الرئاسة وكل التركيبة في البلد”، تكشف عن ان حزب الله لم يعد متمسكا، او لا يتمسك، بتأييد ترشيح رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية وانه مستعد للتفاهم مع الفريق الآخر اي تيار “المستقبل” وحلفائه والآخرين على مرشح آخر غير عون، لأن لا حظوظ للأخير بالوصول الى سدة الرئاسة الأولى.

ويضيف المصدر ان الحرب على “داعش” ليس معروفا متى تنتهي، وأن الازمة السورية طويلة وليس متوقعا لها ان تنتهي قريبا، سواء بالحسم او بغير الحسم، بين النظام ومعارضيه، والازمة في البحرين تبدو طويلة ايضاً، وكذلك ازمة اليمن، و”الجبهات الجديدة” التي تحدث عنها نصرالله قد تكون ضد الدول المجاورة للدول المأزومة، ومن ذلك اشارته الى تهديد “داعش” بالوصول الى مكة والمدينة المنورة في السعودية.

وكذلك اشارته الى حدود لبنان الشرقية في جرود عرسال والقلمون وغيرهما حيث تنتشر اعداد كبيرة من مقاتلي “داعش” وأخواتها، وينتظر ان تشهد بعد زوبان الثلج معركة كبرى يتم الاستعداد لها منذ الآن تحت مسمى “معركة الثلج”، داعش تستعد لها من جهتها، وكذلك النظام السوري وحزب الله، وهي معركة ستكون حاسمة بين الجانبين، فيما يركز النظام حاليا على التحضير لمعركة في الجنوب للسيطرة على “تلة الحارة” الواقعة على مثلث يربط بين درعا والقنيطرة والجولان وريف دمشق.

ويؤكد المصدر انه اذا حصل اتفاق على الملف النووي الايراني بين ايران والدول الخمسة زائد واحد في آذار ومن ثم في حزيران المقبلين، فإنه ستكون له مترتبات اقليمية كبيرة للوصول الى التسويات الكبرى للأزمات القائمة، ولكن هذا الاتفاق لن يوقف الحروب فورا وانما قد يسرع هذه الحروب التي من شأنها ان تمهد لتلك التسويات الموعودة. لكن اخطر ما اشار اليه نصرالله ، في رأي المصدر النيابي نفسه، كان قوله ان المنطقة “إنعجنت وتُخبز من جديد” و”ان مصير دول المنطقة يُصنع في المنطقة، بل ان مصير العالم الآن يُصنع في المنطقة” وان ” من يريد ان يقرر مصير لبنان يجب ان يكون حاضرا في مصير المنطقة”.

ويقول المصدر ان هذا الكلام يكشف خطورة المعارك الآتية على مصير لبنان وكل دول المنطقة التي “إنعجنت” ليعاد تكوينها من جديد، وان دعوته تيار “المستقبل” وكل من يعارض تدخل حزب الله في الحرب السورية الى الذهاب مع الحزب الى سوريا لمواجهة “داعش” أراد منها اخراج المعركة من مستوى الفتنة المذهبية والإختلاف في الموقف مما يجري في البلاد السورية الى مستوى مواجهة “داعش” وغيرها من المنظمات المتطرفة التي قال انها تهدد الجميع مسلمين ومسيحيين وتكفرهم ولا تفرق بين ابناء المذاهب الاسلامية.

———————————-

(*) اعداد:  رانية غانم