الظرف السياسي يتحكم بالعملية العسكرية ونتائجها
منير بركات
28 يناير 2015
لا شك بأن العملية التي نفذها حزب الله وبحسابات دقيقة حكمها الجانب السياسي عدا عن الأهمية التقنية في التخطيط والتنفيذ بالرغم من إحتمال النجاح الجزئي، إلا أن النتائج السياسية كانت لمصلحة حزب الله.
أولاً: شد العصب في وضعه الداخلي وثانيا: تعويمه في ظل المأزق الذي يعيشه نتيجة تدخله في سوريا وإنعكاساته على لبنان. إذن اختياره الهدف والتوقيت والمكان كان قائما على الاعتبارات التالية:
– المبرر بردة فعله على اغتيال بعض كوادره المهمة في القنيطرة.
– مكان العملية في الاراضي السورية وهي نقطة خلافية مع النظام السوري.
– التغطية الداخلية من خلال الحوار مع تيار المستقبل.
– قرب الإنتخابات الإسرائيلية والتي تضعف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في حال القيام بأي ردة فعل واسعة لأنه سيحاسب تحت ضغط الصواريخ التي ستمطره بها المقاومة في ظل عدم إمكانية الحسم النهائي ضد حزب الله.
-اللقاء المرتقب بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران حيث وصلت المحادثات إلى مرحلة متقدمة حول الملف النووي وسوف يقدم الرئيس الإيراني حسن روحاني المزيد من التنازلات وهو ما لا يرضي الحرس الثوري الإيراني وحتى حزب الله نفسه، فأي عمل عسكري كبير سيطيح بالمحادثات ويكون خدمة لمعارضي التسوية.
إذن العملية بمحصلتها بالرغم من إستياء اوساط لبنانية واسعة 25خاصة في ظل عدم التفجير الشامل تكون ايجابية بالنسبة للحزب على مستويات مختلفة.
—————————-
(*) رئيس الحركة اليسارية اللبنانية