فخامة الرئيس سليمان: أقدم على حركة سياسية عابرة للطوائف

محمود الاحمدية

“السياسة إقتياد قلوب العامة بالإنصاف لها” (شاتوبريان).

في مقابلة تاريخية قامت بها الإعلامية بولا يعقوبيان مع فخامة الرئيس السابق ميشال سليمان، تابعتها كلمة كلمة وجملة جملة وحصيلتها رؤيوية تنويرية بامتياز ونظرة شاملة تقدم الأهم على المهم، وكلام رجل دولة يزن الكلمات على طريقة الجواهرجي، ومقاربة عميقة وواعية لمختلف المواضيع الوطنية وبعد نظر جعلنا نطرح السؤال التالي: طالما حفلات التمديد تطال كل التوجهات، لماذا وفي هذا الظرف المصيري وبالرغم من خطورة الخطوة على الصعيد الديمقراطي لماذا لم يُمدّد للرئيس سليمان مدّة يستطيع فيها الوطن أن يتنفس ويرتاح بطريقة تجعل مجلس الوزراء يقود الأمور ويقرّرها بروية وبعيداً عن التشنج وبعيداً عن 24 رئيس جمهورية في مجلس وزراء واحد وقرارات يجب أن تكون بالإجماع!! الخطر كل الخطر استمراء هذا الوضع الذي لا يقرّه عقل ولا دين: وطن بلا رأس…

قالها الرئيس: لقد رفضت منذ البداية التمديد بالرغم من ضغوطات أكثر السفراء وضغوطات كثيرة من الكتل السياسية لأنني لا أريد كسر قواعد الديمقراطية في الوطن ونصبح مثلنا مثل الآخرين: رئيس يبقى على الكرسي حتى يموت!! ولكن وبالأرقام عندما قطع الرئيس الشك باليقين قائلاً: لم يذكر التاريخ مجلس نواب يمدد لنفسه ويسمح لنفسه بالتمديد ضارباً عرض الحائط كل قواعد الديمقراطية ورأي الشعب الذي انتخبه وكأنه يقول بالعربي الدارج: نحن نوابك غصباً عنك!! ومهما كثرت الحجج فيبقى الواقع السوداوي واضحاً كالنور شفافاً كالالق قضية تشبيح بتشبيح!! وهل أصبح التمديد للمجلس أهم من التمديد لرئيس الجمهورية.

وأستطيع إيجاز ما جاء في تلك المقابلة التي أصرّ على القول أنها تاريخية بالمبادئ والوقائع التالية:

1- تطبيق الدستور هو الأهم والذين لا ينتخبون الرئيس هم المسؤولون.

2- الفارق بين وجود رئيس وعدمه أن الرئيس هو الذي يحفظ الدستور ويدير دفة الحكم ويوصل القرارات التي يتخذها مجلس الوزراء ويخلص هذا المجلس من زئبقية وزير أو لا مسؤولية وزير أو عدم إعجاب وزير، أو تبعية وزير بحق التصويت على القرارات.

3- المسؤولية يتحملها كاملة من يقاطع جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية.

4- من حق الجنرال عون التمسك بالرئاسة ولكن لا يحق له بالمطلق أن المقاطعة وترك الوطن في فراغ قاتل.

5- فليراجعوا الدستور المقاطعة تأتي تحت ظروف قاهرة فوق الإرادة وفي ظروف لا تسمح للقاء المجلس أما المقاطعة في سبيل عدم إيصال رئيس للبلاد هذه جنحة يجب أن يحاكم الذي يقومون بها.

6- إذا استمرت الحالة على ما هي عليه فريق مرتبط مع الشيعة 100% بدون سنّة وفريق مرتبط 100% مع السنّة بدون شيعة، أحدهما لا يستطيع ممارسة قوته لأنه بكل بساطة سيخرب الوطن ولن يكون مطلقاً الرئيس الحكم الواعي الشامل المقبول من الجميع وخاصة إذا كان أحد الفريقين مرتبط بطريقة عضوية نافرة بمحور إقليمي يدمر الأخضر واليابس على الخريطة العربية، فأي رئيس هذا الذي سيستطيع التخلص من نسيج العنكبوت؟؟

7- يقولون الرئيس المسيحي القوي؟ والله هذه بدعة ما بعدها بدعه وخديعة ما بعدها خديعة الرئاسة الأولى هي لكل اللبنانيين وخارج مصلحة الطائفة والمذهب، مصلحة المسيحيين ليست فيمن يمثل طائفته مصلحتهم بإقامة دولة المواطنة، يجب الطلوع من المذهبية القاتلة التي تخاطب الغرائز وتبعد عن العقلانية… هي دولة المؤسسات والقانون والعدالة الإجتماعية التي يجب أن تقوم.

8- مصيبة المصائب أن يقوم بشر ويحتضنون القانون الأرثوذكسي ومنهم من نقدر ونحترم فأي قانون قبائل هذا يعيدنا إلى القرون الوسطى وقد طرح على أعلى المستويات ومن أهم صرح وهو مخالف لروح الطائف والمأساة أن بعض الحكماء قد جرتهم وجذبتهم شعارات الطائفية.

9- كذب بكذب كل من قال لا نستطيع كلبنانيين إنتخاب رئيس بدون مشورة الخارج، من الممكن أن يقوم استئناس من بعض الدول المؤثرة والسؤال لماذا لا تنتخبون رئيساً.. ويستطردوا بناءً لإجراءات داخلية من لبنان مسبحة من الأسماء تتردّد وليست فرضيّة اضطرارية ولكن لماذا تتركون البلد بلا رأس.. لم أرَ سفيراً واحداً يضغط في إتجاه معين وممكن هذا الكلام لا يعجب البعض ولكنها الحقيقة التي تجعلهم ينامون على فراش من حرير وطن بلا رأس وتمسحت العقول والعواطف.. ومن بعدي الطوفان يجب محاكمة المقاطعين فلا مقاطعة بدومن قوة قاهرة أو مانع غير عادي يضغط على الوطن أما سياسة المناكفات فهي التي تسعى لتدمير الوطن.

10- مرحلتان أثبتتا فشل الجنرال عون في قيادة الوطن من عام 1988 – 1990 ومن عام 2004 – 2008 وكان عنوانهما عون ولحود.

11- أثناء حكمي كان يحاول، عون وفي عشرات القضايا والمشاريع وبالأرقام والصفحات لا تتسع للحديث عنها، عرقلتي وعدم إيصال ما يجب إيصاله.

12- أنا مع الحوار العوني القواتي ومع الحوار المستقبل حزب الله وعلينا في المحصلة أن نبعد السياسة عن الإدارة والشؤون الحياتية بل السياسة لخدمة الناس.

13- فضيحة الفضائح عندما أوقفت مسألة تعيين الأساتذة الجامعيين عند 600 أستاذ وقاتلت والجميع يعرف أن المعيار يجب أن يكون النوعية وبعد رحيلي مشي المرسوم وعينوا بكل أسف 1200 أستاذ! لماذا إرضاء لهذا وذلك والذي يدفع الثمن الشعب من جيوبه ثمن الزيادة.

14- مسألة تمرير الجامعات الخاصة… لقد قاتلت حتى لا نغطس في هذا المستنقع فالجامعة اللبنانية هي التي يجب أن تكون المحور الأساسي وليست جيوب بعض المتمولين.

15- عندما كنت قائداً للجيش وجاءني الأمر من الرئيس لحود وحسب قوله الأخير الذي قاله بعنجهية موصوفه وفي 14 آذار أضربهم بأعقاب البنادق!! الجيش عظمته وقوته ينسجها من حياة الناس وفاضلنا بين منطق القوة ومنطق السلاسة ومنطق السلاسة انتصر منعاً للأخطر بأن تنشعب المظاهرة التاريخية وتفرّخ من مناطق أخرى كرد فعل على الضرب بأعقاب البنادق…. (الحكم تروي وعقلية منفتحة وحزم عندما يجب ولين عندما يجب ومصلحة الوطن فوق كل مصلحة ولم نفرق بين 8 و14 في التعامل وفي التظاهرتين).

وختم الرئيس الرائد القوي الرائع: 41 سنة خدمتها في الجيش تاريخي ناجح وأكبر من أن يطاله بعض صغار النفوس سيدي الرئيس السابق باختصار شديد أقدم على خطواتك التاريخية وأقدم على بناء حركة سياسية عابرة للطوائف تشكل جزءاً تاريخياً بكل معنى الكلمة من أجل إنقاذ الوطن.

اقرأ أيضاً بقلم محمود الاحمدية

لبنان لن يموت

أكون حيث يكون الحق ولا أبالي

لماذا هذا السقوط العربي المريع؟!

جشع بلا حدود وضمائر ميتة في بلد ينهار!

جاهلية سياسية… بل أكثر!

معرض فندق صوفر الكبير والتاريخ والذاكرة

قال لي: عندما تهاجم الفساد ابتسم بألم!!

إذا أجمع الناس على مديحك سوف أطردك!!

التاريخ لا يرحم… يجب إعادة كتابته

ما هو دوري كوزير جديد؟

مشروع كمّ الأفواه تدمير للبنان الرسالة

الجامعتان اليسوعية والأميركية تنسحبان: التعليم العالي في خطر

السويداء في عين العاصفة

تقريران رسميان متناقضان عن تلوث بحر لبنان

في ذكراها الـ 74 اسمهان: قصصٌ خالدة

طبيعة بلا حدود ربع قرن من النضال البيئي

فريد الأطرش وشوبرت والفن العالمي الخالد

يوم البيئة العالمي: التغلب على تلويث البلاستيك

قطعة الماس في جبل من الزجاج

مسيرة منتدى أصدقاء فريد الأطرش تشع في دار الأوبرا في القاهرة