“الأنباء” تنشر النص الكامل لخطاب أوباما عن حال الاتحاد أمام الكونغرس (فيديو)

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء أن الولايات المتحدة وحلفاءها سينتصرون على تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش”، بالرغم من أن ذلك “سيتطلب وقتاً”.

وقال أوباما في خطابه عن حال الإتحاد أمام الكونغرس الأميركي، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، إن الجهد ضد “داعش” سيأخذ وقتاً، ويجب أن نركز على هذا الهدف، لكننا سننجح”، معتبراً أن “الزعامة الأميركية، خصوصاً قوتنا العسكرية، تعمل على وقف تقدم التنظيم”.

وفي هذا الشأن، أوضح الرئيس الأميركي أنه “بدل الدخول في حرب جديدة على الأرض في الشرق الأوسط، نقود تحالفاً واسعاً يضم دولاً عربية من أجل إضعاف، وفي النهاية تدمير، هذا التنظيم الإرهابي”، داعياً الكونغرس إلى “تبني قرار يجيز استعمال القوة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، كي يظهر للعالم أننا موحدون في هذه المهمة”.

في المقابل، حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن فرض عقوبات جديدة على إيران “سيعني فشل الديبلوماسية”، في وقت تحاول فيه طهران والدول الكبرى التوصل إلى إتفاق حول النووي الإيراني.

وهدد أوباما بإستعمال حق النقض في حال رفع إليه أعضاء مجلسي النواب والشيوخ قانوناً حول عقوبات جديدة على إيران، معتبراً أن “تبني الكونغرس عقوبات جديدة سيعني فشل الديبلوماسية”.

وأضاف: “حتى الربيع، أمامنا فرص لإمكانية التفاوض على إتفاق كامل يمنع إيران من إمتلاك سلاح نووي، ويؤمن أمن أميركا وحلفائها، بمن فيهم إسرائيل، مع تفادي نزاع جديد في الشرق الأوسط”.

وحذر أوباما من أنه “لن تكون هناك أي ضمانة، إلا في حال تكللت المفاوضات بالنجاح، وأنا أحتفظ بكل الخيارات على الطاولة من أجل منع وجود إيران نووية”.

إلى ذلك، لم يفت الرئيس الأميركي التعليق على الأحداث الدموية التي شهدتها فرنسا مؤخراً، إذ ندد بانبعاث العداء للسامية في “بعض أرجاء العالم”، مديناً في الوقت ذاته “السلوك المكرر” ضد المسلمين.

وفي هذا الإطار، أعرب في خطابه عن تضامنه مع كل ضحايا الإرهاب “من مدرسة في باكستان إلى شوارع باريس”، في إشارة إلى الإعتداء على مدرسة بيشاور في باكستان في كانون الأول الماضي، وضحايا باريس مطلع كانون الثاني الحالي.

وقال: “بوصفنا أميركيين، نحترم الكرامة الإنسانية، ولهذا السبب نقول إننا ضد إنبعاث العداء المؤسف للسامية في بعض أرجاء العالم. ولهذا السبب نواصل رفضنا للسلوك المكرر المهين ضد المسلمين الذين يقاسمنا القسم الكبير منهم التزامنا بالسلام”.

وأضاف الرئيس الأميركي: “لهذا السبب منعت التعذيب وعملت من أجل إستعمال تكنولوجيا جديدة مثل الطائرات بدون طيار. لهذا السبب، ندافع عن حرية التعبير وندافع عن السجناء السياسيين وندين قمع النساء والأقليات الدينية أو المثليين”.

وقال الرئيس الأميركي أيضاً: “سوف نواصل طرد الإرهابيين وتدمير شبكاتهم، ونحتفظ لنفسنا بحق الرد من طرف واحد، وكما كنا نفعل ولم نتوقف، منذ أن إنتخبت، من أجل القضاء على الإرهابيين الذين يمثلون تهديدا مباشرا لنا ولحلفائنا”.

إلى ذلك، وكما تعهد في مطلع ولايته الأولى، وعد الرئيس الأميركي بعدم التخلي عن جهوده لإغلاق سجن غوانتانامو في القاعدة الأميركية في كوبا.

وفي هذا الإطار، قال: “حان الوقت لإنهاء العمل. ولن أتخلى عن جهودي لإغلاقه”.

وأضاف أوباما: “بوصفنا أميركيين، نحن ملتزمون بالعمق حيال العدالة، إذن هذا الأمر ليس له أي معنى لصرف ثلاثة ملايين دولار على كل سجين للحفاظ على سجن يندد به العالم ويستغله الإرهابيون للتجنيد”.

وفي شأن الأزمة الأوكرانية، التي دفعت الغرب إلى فرض عقوبات على روسيا، اعتبر الرئيس الأميركي أن “القوى العظمى لا يمكن أن تذل الصغيرة”، في إشارة إلى الإتهام الذي يوجه إلى الروس بدعم الانفصاليين في الشرق الأوكراني.

وقال أوباما في خطابه: “ندافع عن المبدأ القائل بأن القوى العظمى لا يمكن أن تذل الصغيرة، من خلال معارضتنا للاعتداء الروسي ودعمنا الديموقراطية في أوكرانيا وطمأنتنا لحلفائنا في الحلف الأطلسي”.

وأضاف: “العام الماضي، وفي الوقت الذي كنا فيه نقوم بالعمل الصعب من خلال فرض عقوبات مع حلفائنا، اعتبر البعض أن إعتداء (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يشكل عرضاً قوياً لإستراتيجية القوة”، موضحاً انه ” الآن، تقف الولايات المتحدة قوية وموحدة مع حلفائها، في حين أن روسيا معزولة وإقتصادها ممزق”.

وتطرق الرئيس الأميركي إلى موضوع التقارب بين بلاده وكوبا، لا سيما بعد الانفتاح التاريخي بين البلدين، والذي من المتوقع أن يؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات بعد قطيعة دامت 50 عاماً، فدعا الكونغرس إلى رفع الحظر الاقتصادي عن الجارة الكوبية، معتبراً أن “هذا العام، يجب أن يبدأ الكونغرس العمل من أجل وضع حد للحظر” الذي تفرضه واشنطن على هافانا منذ أكثر من نصف قرن.

وأضاف أوباما: “عندما لا يمشي ما قمتم به منذ 50 عاماً، يجب أن نجرب شيئاً آخر. التغيير في السياسة الذي اعتمدناه حيال كوبا قد يؤدي بشكل قوي إلى وضع حد لعصر من الحذر على قارتنا وأن نرفع إلى السلطات ذريعة لقيود فرضت على كوبا، وأن نشجع قيم الديموقراطية ونمد يدا صديقة إلى شعب كوبا”.

وفي إطار رؤيته الاقتصادية الخارجية، دعا الرئيس الأميركي إلى تسريع اتفاقات التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي ومنطقة آسيا والهادئ، طالباً من الكونغرس تبني “إجراء لتسريع” المفاوضات.

وقال في خطابه :”أطلب من الفريقين تفويضي صلاحيات كبيرة للمفاوضات التجارية من أجل حماية العمال الأميركيين، مع إيجاد إتفاقات تجارية صلبة مع آسيا وأوروبا، هي لا تحمل فقط الحريات ولكنها ستكون مناسبة”.

وأضاف: “حالياً تريد الصين أن تكتب قواعد في منطقة آسيا والهادئ التي تنمو بأقصى سرعة. هذا الأمر يضع عمالنا في موقف صعب. لماذا نترك هذا الأمر يمر؟ يجب أن نكتب هذه القواعد”.

وفي الشأن الداخلي، أعلن الرئيس الأميركي أمام الكونغرس أن الولايات المتحدة تدخل عهداً جديداً، بعدما “طوت صفحة ركود شديد”.

وقال أوباما: “ها نحن بعد 15 عاماً في القرن الجديد. 15 عاماً بدأت بهجوم إرهابي على أراضينا أدى إلى حربين طويلين ومكلفين، وشهدت انتشار ركود شديد في بلدنا والعالم”، مضيفاً “لكن هذه الليلة، نطوي هذه الصفحة”.

وحض أوباما الكونغرس على تبني قانون يضمن المساواة في الأجور بين الرجال والنساء، متعهداً بالعمل من أجل أن تكون إجازات الأمومة والمرض مدفوعة.

وندد أوباما بكون الولايات المتحدة “الدولة الصناعية الوحيدة” على الكرة الأرضية التي لا تدفع إجازات الأمومة أو الإجازات المرضية.

وجدد الرئيس الأميركي التأكيد أيضاً على مطالبته بزيادة الحد الأدنى للأجور المتوقف منذ العام 2009 على مستواه الحالي (7,25 دولارات للساعة) بسبب معارضة الجمهوريين.

(أ ف ب، رويترز، أب)