ربيع دمج – الأنباء

قبل أن يسدل العام 2014 ستارته على مجموعة أحداث كانت سلبية بمعظمهما وقبل أيام من بداية العام الجديد، أطلق وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور حدثاً هاماً يضاف إلى إنجازاته في مجال سلامة المواطن وصون صحته، فبعد عشرات السنوات من مطالبة جميع فناني لبنان وحلمهم بإقرار قانون الضمان الصحي لهم، ها هو الوزير أبو فاعور يعلن بتاريخ 17 كانون الأول 2014 وخلال مؤتمر صحفي مشترك بينه وبين وزير الثقافة روني عريجي عن إطلاق خطة إستشفاء للفنانين النقابيين اللبنانيين على نفقة وزارة الصحّة.

ما يقارب الـ1400 فنان بين ممثل ومؤلف ومخرج ورسام ونحات وموسيقي منتسبين رسميين إلى نقاباتهم سيدخلون ملاك الضمان، وسيتمكنون من العلاج وشراء الأدوية وإجراء العمليات الجراحية على نفقة الضمان، بينهم 560 فناناً (من كافة المجالات الفنيّة) فوق السنّ سوف يحصلون بعد فترة على معاش شهري، ولو بسيطاً لكنه سيساعدهم على تكملة حياتهم الطبيعية دون عوز من أحد، غير أنّ الإجراءات لا تزال قائمة حول هذه النقطة، إلا أن القضية الابرز والأهم والتي شغلت الوسط الفنّي خلال أربعة عقود إنتهى كابوسها والحلم أصبح حقيقة.

الوزير وائل أبو فاعور إعتذر بحسرة من الفنانين اللبنانيين الذين رحلوا عن عالمنا وهم مكسوري الخاطر، محملاً بجرأة وصراحة الدولة اللبنانية مسؤولية رحيل هؤلاء دون معالجتهم أو تكريمهم عبر تحقيق أبسط حقوقهم وهي الإستشفاء في ختام حياتهم تقديراً لهم على إنجازاتهم وتضحياتهم ورسم البسمة على وجه الجمهور.

جريدة “الأنباء” سألت عددا من الفنانين اللبنانيين عن رأيهم وتعليقهم على القانون الجديد فأجمع الكلّ على محبة وإمتنان كبيرين للوزير أبو فاعور الذي وصفه معظم الممثلين بأنه “نجم العام في لبنان”، ليس فقط لأنه أقرّ حقهم بالطبابة فحسب، لا بل من أجل نضاله ومكافحته للفساد داخل المرافق الصحيّة والسياحية في لبنان، معتبرين أن أبو فاعور يقف مع المواطن ضد المفسدين وليس العكس كما يفعل بعض المسؤولين.

الفنان الكبير صلاح تيزاني او “أبو سليم” أكّد في حديث مع “الأنباء” أن إنجاز أبو فاعور تاريخي وسيدوّن داخل سجل النقابة ليكون شاهداً للأجيال القادمة من الفنانين على خطوة مهمة قام بها وزير شاب، وذلك بعد 40 سنة من المعاناة والذلّ شهدها عدد كبير من فنانين لبنان ومثقفيه الذين غادرونا دون أي عناية من الدولة تُذكر.

وبعفويته المعهودة أشار “أبو سليم” إلى “ضرورة إختيار أبو فاعور رئيساً للجمهورية فهو إبن شعبه واهله، ففي أقل من سنة على توليه حقيبة وزارة الصحّة فعل ما لم يفعله وزراء وحكام لبنانيين سابقين، لا سيما أن الفن هو واجهة البلد”.

أما الممثل الكبير عبد الله حمصي أو “أسعد” فإعتبر أن هذا المشروع هو خلاص لكل فنان مسن لم يعد قادراً على العمل، شاكراً أبو فاعور كونه أعطى وقته ودأب على ملاحقة الموضوع حتى تنفيذه.

ويضيف أسعد “لو ان الوزير أبو فاعور تولى هذه الحقيبة منذ 10 سنوات لكان لبنان بخير، بما فيهم الممثلين الذين رحلوا كليلى كرم واماليا أبي صالح و إيلي صنيفر وصباح وغيرهم من الفنانين الذين وافتهم المنيّة وهم يدفعون من جيوبهم ثمن الادوية والعلاجات دون أي إتصال للإطمئنان فقط على صحتهم من أي مسؤول او وزير”.

أما الممثلة وفاء طربيه فهي ممنونة جداً من خطوة الوزير التي وصفتها بالإنسانية، معتبرة أنه حان الوقت كي يأتي وزير محترم ووطني مثل أبو فاعور يقدّر عمالقة لبنان وليس ذلك فحسب بل أنه يحترم مواطنيه، فهو يكافح الفساد الغذائي وهذا دليل على نظافة كفه، لو أنه أراد قبض رشاوى لفعل ذلك ودفن الملف كله لكنه وزير قدير وجدير بالإحترام ، مضيفة “نتمنى أن ينقل “عدوته” إلى باقي الوزراء فيقدمون للمواطن إنجازاً وطنياً مماثلاً كما فعل أبو فاعور في وزارته”.

من جهتها إعتبرت الممثلة القديرة سعاد كريم، وهي مقعدة منذ 15 سنة داخل منزلها وحيدة، أنها لا تجد أي كلمة تصف او تشكر فيها الوزير أبو فاعور سوى أنه “قديس” لكونه التفت الينا وعمل على مصلحتنا بعدما غدرتنا الحياة، وهذا الخبر سيكون الأجمل في حياتي قبل وفاتي.

وتجدر الإشارة إلى ان كريم هي اول ممثلة لبنانية إمرأة تدخل مجال الفن وتحديداً التلفزيون، فهي عميدة التلفزيون اللبناني كذلك بالنسبة إلى المسرح حيث كانت بدايتها على مسرح مارون نقاش، ولكن منذ 15 سنة وهي مقعدة في فراشها، ولا أحد إلى جانبها سوى شقيقتها التي تهتم بها طوال الوقت خوفاً من تركها وحيدة كونها لم تنجب وليس لديها أي معيل.

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الضمان الصحي سيشمل كل من يحمل بطاقة إنتساب الى النقابات الفنية الثمانية التالية، وهي:

– نقابة ممثلي المسرح والسينما والاذاعة والتلفزيون في لبنان
– نقابة الموسيقيين المحترفين في لبنان
– نقابة الفنيين السينمائيين في لبنان
– نقابة شعراء الزجل في لبنان
– نقابة الفنانين التشكيليين اللبنانيين
– نقابة محترفي الفنون التخطيطية والرسوم البصرية
– نقابة الفنانين المحترفين
– نقابة ممثلي المسرح والسينما في الشمال.