شهيب من الشويفات: لا أحد يريد إغراق لبنان في بركان الفتن الملتهب

“الأنباء”- الشويفات

في سياق اللقاءات الحزبية والسياسية، عقدت وكالة داخلية الشويفات – خلدة لقاءاً سياسياً مع وزير الزراعة أكرم شهيب في قاعة رابطة سيدات الشويفات، بحضور ممثل النائب طلال أرسلان منير الريشاني، النائبان هنري الحلو وفادي الهبر، عضو قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور ناصر زيدان، رئيس بلدية الشويفات ملحم السوقي، راعي أبرشية المدينة للروم الارثوذكس الأب فادي كرم، جمع من المشايخ ورجال الدين، وكيل داخلية الشويفات – خلده في الحزب التقدمي الاشتراكي المحامي جلال الجردي، فادي أبو فخر ممثلاً الحزب السوري القومي الإجتماعي، عصام سليم ممثلاً الحزب الشيوعي، المحامي رشيد زعيتر ممثلا حركة أمل إقليم بيروت، رئيس جمعية خريجي جامعات ومعاهد روسيا الاتحادية الدكتور رجا العلي، أمين عام جبهة التحرر العمالي عصمت عبد الصمد بالإضافة إلى المخاتير، الحزبيين، عشائر عرب خلده، تجمع الشويفات مدينتنا، جمعية تجار الشويفات وجوارها وجمعية صناعيي الشويفات وحشد من الأهالي.

بعد النشيد الوطني اللبناني القى ممثل مفوضية الثقافة عماد أبو فرج كلمة وكالة داخلية الشويفات – خلده إستهل فيها الوضع السياسي المزمن والمخاطر الكبيرة التي تحاول العبور من محيط متفجر إلى داخل مأزوم، والوضع الإقتصادي المنهار الذي يضخم فاتورة الديون على المواطنين كافة، والفقر المنتشر في كل المناطق بالإضافة إلى الفساد الذي لا يرحم ويطال حياة الناس وصحتهم ولقمة عيشهم ، مشددا على أن حزب المعلم كمال جنبلاط تعود على مواجهة الصعاب والمحن ومن خلال رئيس الحزب وليد جنبلاط الساعي دائماً إلى جمع اللبنانيين حول الثوابت الوطنية وعبر ممثلي الحزب التقدمي الاشتراكي في الحكومة العتيدة الساعين بدوهم إلى الحفاظ على لقمة الفقير وسلامته.

شهيب

من جهته، قال الوزير شهيب: “في كانون، كما في كل شهر وفي كل يوم نتذكر كمال جنبلاط، نتذكر المعلم الذي شكل في مسار عمله السياسي جوابا على مرحلة سياسية خصبة، كما أنار بفكره النير، الاستشراقي، التقدمي، وبرؤيته، طريق المستقبل… ولو أن السياسيين إستناروا بوهج هذا الفكر، فكر المعلم الساعي إلى وطن حر وشعب سعيد، لوفرنا الكثير من المآسي والكثير من المعاناة التي يرزح شعبنا تحت وطاتها، لكن شعبنا لا يزال مؤمنا بهذا الفكر فكر المعلم ونهج المعلم المستمر في حزبه التقدمي المنفتح الحواري وفي قيادته الحكيمة المؤمنة بالحوار وقبول الآخر والانفتاح والمؤمنة بقدرتنا على مواجهة الصعاب وتخطي الأزمات عبر التلاقي والحوار وإبتداع التسويات الضامنة لبناء الوطن وحريته وإستقلاله وتقدمه ووحدة أبنائه”.

أضاف: “شكرا الشويفات تحيي ذكرى ولادة المعلم وليس غريبا على المدينة التي أحبها كمال جنبلاط ويحبها وليد جنبلاط وليس غريباً أن تجمعنا الشويفات التي تشكل النموذج الراقي في جمعها لكل ألوان الطيف اللبناني وإنفتاحها على كل التيارات والقوى والاحزاب السياسية وإحتضانها لابنائها من كل العائلات الروحية التي تشكل نسيج لبنان الوطن الغني بتنوعه وبمواطنيه…”.

chouifat

أضاف: “إنها الشويفات الحريصة على أن تبقى البيت الواحد بيت التلاقي دار المختارة ودار خلده وبيت تلاقي دور العبادة لكل الطوائف والمذاهب وبيت تلاقي البيوت الوطنية مهما باعدت بينها السياسة، فشكرا للشويفات ولكل من يسعى إلى تلاق وجمع من أجل الوطن.”

تابع: “تدركون ولا شك حجم ما نعاني في لبنان، جراء تباين الرؤى السياسية داخلياً ونتيجة هول ما يجري حولنا إقليميا وجراء التباينات الدولية المعهودة والطارئة، وفي هذا الجو المقلق، لا نزال على تفاؤلنا بإمكانية تحييد لبنان عن تجرع مر الحرب التي تجري في سوريا وفي العراق، لا نزال على تفاؤلنا بإمكانية منع تسلل الحرب السورية إلى الداخل اللبناني وذلك بالتوافق على الثوابت الوطنية الجامعة لكل اللبنانيين، وبالحوار على ما نختلف عليه والبناء على ما نتفق عليه، ولا أظن أن أحدا ً يريد إغراق لبنان في بركان الفتن الملتهب، ولا نزال على تفاؤلنا بإمكانية التلاقي الجدي وبجدوى الحوار للخروج من أزمة الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، هذا الشغور الذي طال ولا خروج منه إلا بالتوافق بين كل القوى الفاعلة ونؤمن هذا التوافق بشكل مصلحة لكل القوى، وتحصينا للبنان وهو مرغوب من معظم اللبنانيين ومن أشقاء وأصدقاء لبنان إقليميا ودولياً. فالفقر لا يرحم والبطالة تقرع أبواب معظم البيوت وشبابنا فريسة البطالة أو الهجرة وكهرباؤنا تكهربنا جميعا ولا تنير عتمة ما نحن فيه، ومدارسنا لم تعد كما كانت طليعية ومدرستنا الرسمية تتقهقر، وغذاؤنا ليس سليما والفساد ينخر في جسد الدولة التي تحتاج إلى أبناء ينخرطون في إنقاذها.

أضاف: “نقدر عالياً عدداً من مدارسنا الرسمية التي لا تزال نموذجا للمدرسة الرسمية التي نرجوها، وهذه شهادة ليست شخصية وحسب بل يؤكدها إحترام جامعات متقدمة ومهمة لخريجي بعض ثانوياتنا، وعلى الرغم من أن مدارسنا الرسمية الابتدائية والمتوسطة والثانوية أفضل بكثير من مدارس في مناطق أخرى إلا أن المطلوب الاستنفار لإعادة الثقة بالمدرسة الرسمية عبر درس الأسباب التي أدت إلى ضعف الثقة والتراجع، في وقت كانت مدارسنا الرسمية نموذجاً إيجابيا ومطلبا اهلياً حتى في زمن الحرب، وتحديد آليات مواجهة التراجع ومتطلباته. ولا بد من تفعيل دور المعلمين وكلية التربية في الجامعة اللبنانية لتخريج معلمين يحتاجهم التعليم الرسمي”.

وقال: “كنا ولا نزال وسنبقى مع الجامعة اللبنانية بإعتبارها الجامعة للوطن، بنيت بجهود طلابها وأساتذتها والقوى السياسية المؤمنة بها، وسنحافظ عليها ونسعى لأن تكون الجامعة البديلة للجامعات الخاصة إذا كان لا بد من جامعات في المناطق، فنحن مع فتح فروع للجامعة اللبنانية في إختصاصات تحتاجها المناطق وضد تفريخ الجامعات الخاصة لكننا مع فروع للجامعات المرموقة في المناطق لتلبية حاجات هذه المناطق”.

أضاف: “نحتاج إلى عقول الرجال وتضامن وطني لا بد منه لننأى عن حروب المنطقة ولكن إذا كنا مختلفين على إعلان بعبدا والرئاسة وقانون الإنتخابات والنووي الايراني والملف السوري وسلسلة الرتب والرواتب، فلنتفق على خدمة الناس وتأمين مصالحهم وتفعيل دور الحكومة وتأمين سلامة الغذاء وتفعيل الإنتاج الصناعي والزراعي وتعليم أولاد الناس وحماية المؤسسات الأمنية وفي طليعتها الجيش اللبناني. أي باختصار تأمين مستلزمات الصحة والتعليم والغذاء ووقف التدهور الاجتماعي إذ اصبح ربع عدد المواطنين على خط الفقر، وما دون كما في طرابلس”.

وعن حملة سلامة الغذاء قال: “واجهوا حملتنا لسلامة الغذاء بكلام كثير فقالوا إنها حملة لتغطية التمديد لمجلس النواب، وحاولوا تطييفها وشككوا بنتائج الفحوصات المخبرية في وزارة الزراعة فأتت الشهادة إعترافا أوروبيا ً بسلامة وجدية مختبرات الوزارة. قالوا أن الحملة تضرب السياحة والإقتصاد متناسين أن سلامة الغذاء شرط أساسي لجذب المصطاف العربي والسائح الأجنبي. إتهمنا ببطولات وهمية، مساكين.. شهادة كمال جنبلاط وتضحيات الحزب وشموخ وليد جنبلاط ليست أوهاما ولم يصنعها وهم لاننا تعودنا في الحزب التقدمي الاشتراكي وعلى إمتداد الوطن أن نكون دائما مع الناس ومصالح أهلنا في كل المناطق وندافع عن حق أهلنا بالحياة الكريمة والطبابة والاستشفاء والتعليم والعمل والانتاج”.

وأردف: “إن الحملة التي أطلقها أبو فاعور لن تتوقف ونواكبها بشراكة كاملة كما تعودنا، ولن يثنينا إتهام أو مواقف أو مصالح أو إعتراضات تتلطى خلف السياحة والإقتصاد. يكفنيا ما نعانيه جراء الفلتان الذي كان سائدا والهدر الكبير في الإنفاق على الصحة جراء تلوث الغذاء وما نعانيه من فساد، فقد علمنا كمال جنبلاط أن نواجه في كل زمان ومكان وسنستمر بالمواجهة”.

CHOUIFAT-011

وعن حقوق المعلمين قال: “نحن مع حقوق المعلمين والموظفين والقوى العسكرية، وقد وقفنا إلى جانب السلسلة شرط ألا تؤدي إلى إنهيار الاقتصاد واشترطنا ولا نزال ان تكون النفقات متوازنة مع المداخيل. نحن ضد التسويف والمماطلة ونسعى إلى تحقيق التوازن وإقرار السلسلة في أقرب فرصة، واملنا أن نصل مستقبلا إلى أشكال للتحرك والنضال لا تكون على حساب الطلاب ومستقبلهم”.

وعن الحوار، قال شهيب: “سعينا دائما ومن موقفنا الوسطي الى لقاء وتشاور وكسر جليد في العلاقات بين القوى السياسية اللبنانية المختلفة، ولم نكن وحدنا في هذا السعي فحركة وليد جنبلاط واكبتها حركة للرئيس نبيه بري بلقاء مرتقب بين حزب الله وتيار المستقبل عساه يكون مدخلا للقاءات بين كل المختلفين بالرأي، علنا نصل إلى قواسم مشتركة تحصن لبنان من مفاعيل براكين المنطقة المشتعلة. سعينا إلى الحوار يتخطى محاولة كسر الجليد إلى تكريس التهدئة ومنع انفجار يعيش اللبنانيون قلق حدوثه، عنيت به الإنفجار المذهبي والطائفي”.

وعن التمديد لمجلس النواب، قال: “إنه مر لكنه أقل مرارة من الفراغ وأرأف من الاطاحة بالمؤسسات وبالطائف وبالميثاق، والأمل أن يترجم هذا التمديد تفعيلا للمؤسسات والتفافا حول الدولة ومؤسساتها خصوصا حول وقواها الأمنية لنستطيع جميعا تحصين لبنان. والأمل أن يترجم هذا التمديد بالسعي إلى قانون انتخاب عصري يضمن حقوق ومصالح كل العائلات اللبنانية ويعطي كل ذي حق حقه”.

وعن ملف الجنود الأسرى قال: “إن ملف الجنود الأسرى هو الحدث الأبرز وحله يجب أن يعطى الأولوية بعد التهديدات المتكررة وقدرة الخاطفين على التأثير في كل المستويات بالداخل، لذا المطلوب وضوح القرار السياسي وطي الملف إيجابا، وقد وافقنا على التفاوض والهدف إخراج أسرانا والمقايضة هي إحدى الوسائل ونحن أول من دعا إليها”.

وعن ملف النفايات قال: “المشكلة قائمة وأي حل للنفايات سواجه برفض من محيط أي موقع وأي حل للنفايات تضمن الحرق أو الطمر يلاقي قبولا من جهة ورفضا من جهة أخرى.

chouifat-01

أضاف: “بيروت والضاحية لا مساحات بالمرحلة الأولى لأي طمر أو توسع بمراكز الفرز ، بقية المناطق ممكن إيجاد حل مؤقت لها.”

وأردف: “17/1/ 2015 إقفال مطمر الناعمة حيث أشبع وحدود إستيعابه القصوى شهران، وأي خلية جديدة في محيط هذا المطمر مرفوضة وتحتاج إلى 7-8 شهور تحضير ، البلديات بالمنطقة عليها واجب إيجاد مكبات مؤقته منعا لتراكم النفايات أمام المنازل… والمشروع الذي يدرس في مجلس الوزراء قسمان مرحلة انتقالية من 5-7 سنوات ورحلة ثانية 15-20 سنة تعتمد الثانية على محارق W to E كلفتها عالية والاعتماد بالمرحلتين على القطاع الخاص بإيجاد المواقع والاستثمار ما عجزت عنه الدولة بكل قواها رحل إلى القطاع الخاص وهو حتما سيعجز عن إيجاد المواقع والمفروض أن تحسم أمرها الدولة وتفرض حل بيئي صحي مقبول “.

وختم: “لبنان الذي شلت بعض مؤسساته وإنتهكت فيه القوانين وتغلغل في حناياه الفساد والاهتراء، أصبح من الصعب إصلاح الأمور فيه دون قرارات جريئة وشجاعة كما فعل ويفعل وليد جنبلاط، ودون خطة وطنية شاملة للاصلاح وتعزيز دور المؤسسات والشروع بالحوار بين المتخاصمين يبنى على المشترك وينظم الخلاف على المختلف. هذا دأبنا في الحزب بقيادة وحكمة رئيسه تفعيلا للمؤسسات وحماية للوطن وتحييده عن الصراعات المشتعلة على الحدود”.

بعد ذلك كان حوار بين شهيب والحضور حول مختلف المواضيع.