المسألة الاخلاقية واسلحة الدمار الشامل

 صدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون النسخة العربية من كتاب تحت عنوان “المسألة الاخلاقية واسلحة الدمار الشامل: مقارنة بين المنظرين الديني والعلماني” والكتاب من اعداد: د. سهيل هاشمي و د. ستيفن لي وترجمة : د. محمد جياد الازرقي.

يطرح هذا الكتاب عرضاً فريداً للنقاش والحوار حول أخلاقية أسلحة الدمار الشامل، ويوسع مداهما ليشمل وجهات النظر الدينية والعلمانية، وهو أمر لم يتمّ التطرق إليه من قبل. فهو يغطي أولاً وجهات نظر الديانات السماوية، أو التوحيديّة، التي تشمل اليهودية والمسيحية والإسلام، إلى جانب وجهات نظر الديانات الوضعية من قبيل الكونفوشية والبوذية والهندوسية، ومن الجانب العلماني، كما يطرح الكتاب وجهات نظر الليبراليّة والقانون الطبيعي والسّلموية والواقعية والأنثويّة. والغرض من كلّ ذلك هو خلق حوار بين وجهات النظر المتباينة مجتمعة وفي داخل كلّ منها على حدة.

تأتي أهمية هذا الكتاب من كونه يُذكر العالم بأكبر كارثة ذرية حصلت مع نهاية الحرب العالمية الثانية، تمخضت عن تدمير هيروشيما وناكَازاكي على يد الولايات المتحدة، ويكشف عن كواليس الخلاف التاريخي بين الدولتين العظميين روسيا والولايات المتحدة، والذي أدى إلى قيادة العالم إلى مخاض جديد وبرامج جديدة جالت في أدمغة العلماء المتخصصين بالذرة والصواريخ البعيدة المدى العابرة للقارات ليضموهم إلى برامجهم، والوضع القلق في العلاقات الدولية بسبب التناحر السياسي والأيديولوجي بين المعسكرين الشرقي والغربي الذي كان وما يزال يؤرق دول العالم من حصول كارثة جديدة؛ كذلك تأتي أهمية هذا الكتاب من كونه يكشف عن وثائق مهمة أفرج عنها بموجب قانون السرّية المعمول به في بريطانيا ويتيح الإطلاع عليها بعد ثلاثون سنة، ويعرج الكتاب على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، ومعاهدة المنع الشامل للاختبارات، ومواثيق الأمم المتحدة حول منع استخدام السلاح النووي. لذلك فإن هذا الكتاب والذي هو موجه للقراء العرب لا بدّ وأنه سيملأ فراغاً ظاهراً في ثقافتنا السياسيّة والعلميّة، خاصة وأنّه يضمّ العديد من الدراسات والتحليلات المرتبطة بهذه الأسلحة. قام بجمعها وتصنيفها أستاذان متخصّصان هما؛ د. سهيل هاشمي ود. ستيفن لي، ويحتوي الكتاب أيضاً على دراسات قام بها اثنا عشر أستاذاً من كافة أنحاء العالم، تركزت جميعاً على طرح وجهات النّظر المختلفة إزاء أسلحة الدمار الشامل؛ وقضايا أخرى متصلة بالوضع الدولي والعربي الراهن