الريس: لا مفر من التسوية في الملف الرئاسي اللبناني

رأى مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس أنه «إذا حصل توافق في الرئاسة أو غيرها من الملفات لن يقف الحزب التقدمي الإشتراكي حجر عثرة، آملاً في أن ينجح الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل”.

وفي الملف الرئاسي أكد الريس في حديث إلى جريدة “البناء” و”توب نيوز”، وجود فرصة غير مسبوقة في لبنان لانتخاب رئيس في ظل التلهي الدولي بالحرب السورية والملفات الدولية الكبرى، مشدداً على ان استمرار ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يقفل باب التسويات ودعا إلى «تحقيق التكامل بين الدولة والمقاومة من خلال خطة وطنية للدفاع نواجه فيها جميعاً كلبنانيين الاحتلال».

وعن رسالة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الأخيرة إلى دروز سورية، لفت الريس الى ان «جنبلاط سجل موقفاً للتاريخ ودروز سورية يعلمون أكثر ماذا يفعلون ولكن بالاستناد إلى تاريخهم دعاهم للوقوف بما يتلاءم مع مسارهم التاريخي».

وإذ استبعد الوصول الى تسوية قريبة في الملف السوري، أوضح الريس انه «طالما ان الخلاف الأميركي – الروسي موجود ولم يحصل تقارب بين اللاعبين الاقليميين المؤثرين، لن تقف الحرب ولن يكون حل في سورية».

وتطرق الريس الى الملف النووي الايراني مشيراً الى وجود حاجة دولية وإيرانية لعقد هذه الصفقة، لافتاً الى أن إيران اصبحت لاعباً اقليمياً فاعلاً في المنطقة.

وفيما يلي نص الحوار كاملاً:

ما هو دور النائب جنبلاط في الوساطة التي يقوم بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري للحوار بين حزب الله وتيار المستقبل؟

حاولنا قدر الإمكان أن نوظّف موقعنا الوسطي لمصلحة الاستقرار والسلم الأهلي في البلد من خلال تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف، والآن الرئيس بري يقوم بدور ممتاز والمناخات توحي بوجود مؤشرات إيجابة لهذا الحوار ونحن نؤيد التقارب بين أي فريقين لبنانيين لمناقشة القضاية الوطنية المختلف عليها.

 

هل هناك مخاوف لدى جنبلاط ان يفقد موقعه كـ”بيضة القبان” في الملف الرئاسي بعد تفاهم المستقبل وحزب الله؟

نحن لم نسع لأن نكون في موقع بيضة القبان الظروف أدت إلى ذلك. إذا حصل توافق في الرئاسة أو غيرها لن نقف حجر عثرة، وأي تفاهم وطني عريض يصب في خانة تكريس الاستقرار في البلد يصب في الأهداف التي نسعى إليها ونأمل في أن ينجح هذا الحوار.

هل يمكن أن نتوقع تقارب جنبلاط مع سورية؟

سورية الآن لم تعد كما كانت منذ 4 سنوات مع وجود «النصرة» و»داعش» و»الجيش الحر»، والنظام السوري لم يعد كما كان سابقاً.

هل تشعرون انكم تتوهمون بأن النظام في سورية سيسقط رغم اعتراف العالم بأن الرئيس السوري بشار الاسد ما زال موجوداً؟

المسألة ليست شخصية مع الأسد، بل موقف سياسي، فالرئيس الأسد والجيش السوري والسلك الديبلوماسي موجودون، ولكن يوجد أيضاً ملايين المهجرين وآلاف القتلى من الشعب السوري وقد يستمر النظام لسنوات لكن على حساب الشعب السوري.

إذا تمت التسويات ونجحت مبادرة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي مستورا، هل يمكن أن نجد موقفاً إيجابياً من جنبلاط تجاه سورية؟

لم نحاول أن نرى ما إذا كان الباب موصداً او مفتوحاً، بل أخذنا موقفاً سياسياً والآن المهم الشعب السوري وأن تنتهي الحرب المدمرة في سورية ولا أرى أنها ستنتهي. أخذنا موقفاً ضد النظام ولم نكن نتوهم بأنه سيسقط في اليوم التالي، وأيضاً من توهموا ان الحرب ستنتهي في أيام قليلة كانوا مخطئين، ونحن لن نتوقع أن يحسم النظام المعركة عسكرياً، وسورية التي نعرفها انتهت وتحولت من وزن استراتيجي اقليمي كبير يمكن ان يواجه «اسرائيل» في يوم من الأيام الى مجموعة دويلات غير معلنة مقسمة ومشرذمة.

يأخذون على جنبلاط أن الحزب الاشتراكي كان في موقع المقاومة فهل وجد نفسه مرتاحاً في الحلف المقابل؟

نحن خرجنا من فريق 14 آذار، دون أن ندخل في أي فريق آخر. وفي ما يتعلق بالصراع مع «إسرائيل» وفلسطين والاحتلال «الإسرائيلي» ورفض السياسات «الاسرائيلية» لتهويد القدس وتوسيع الاستيطان وضرب الحقوق الوطنية. موقفنا ثابت وهذا من الثوابت ومؤسس الحزب الشهيد كمال جنبلاط سمي بشهيد الثورة الفلسطينية كما هو شهيد لبنان.

وكنا الى جانب المقاومة الوطنية وجزءاً أساسياً منها، وعندما تولت المقاومة الإسلامية المقاومة جاءت بعد تراكم تاريخ نضالي طويل من الاحزاب التقدمية واليسارية. وبعد تحرير الجنوب من الاحتلال «الاسرائيلي» أصبحت هناك حاجة لمقاربة جديدة، والتوصل إلى خطة وطنية تستفيد من قدرات المقاومة لبلورة هذه الرؤية الموحدة. فليكن هناك تكامل بين الدولة والمقاومة من خلال خطة وطنية للدفاع نواجه فيها جميعاً كلبنانيين هذا الاحتلال.

من هو الدرزي السوري الذي سيتخلى عن النظام ويسمع كلمة جنبلاط ويقف الى جانب «النصرة» و»داعش»؟

النائب جنبلاط يسجل موقفاً للتاريخ ودروز سورية يعلمون أكثر ماذا يفعلون، وهناك تنوع لدى الدروز وهو وجه إليهم نصيحة للمستقبل ويسجل موقفاً للتاريخ بأن قراءته وصلت الى هذه القناعة.

هل موقف جنبلاط الأخير ضد سورية نابع من شعوره بأن باب دمشق لا يزال مسدوداً؟

ليست لدينا رغبة في معرفة ما إذا كان الباب موصداً أو مفتوحاً وموقفنا نعلنه فوق السطح وعندما تصالح جنبلاط مع الاسد تصالح معه فوق السطح وليس سراً.

هل تشكل مبادرة دي مستورا للحوار بين النظام والمعارضة مدخلاً لحل الازمة؟

هذا يعود الى المعارضة السورية التي يفترض أن توحد صفوفها، واذا كانت المبادرة ستؤدي الى تغيير واقع النظام القائم ربما هذا امر مطروح للنقاش لكنني لم أرَ مؤشرات لإيجاد تسوية، وطالما ان الخلاف الأميركي – الروسي موجود والذي يشتد تباعداً بسبب الأزمة الأوكرانية وايضاً طالما ان اللاعبين الإقليميين المؤثرين لم يحصل تقارب بينهم لن تقف الحرب في سورية، وفي ظل غياب مظلة توافق اقليمي ودولي لن يكون حل في سورية، فقد حصل جنيف 2 لكنهم اختلفوا على تفسيره.

لماذا لم نرَ أي كتلة نيابية تعارض التمديد للمجلس النيابي سوى التيار الوطني الحر والطاشناق؟

التمديد هو ضرب للنظام الديمقراطي الهش أساساً وهناك 3 أسباب أدت إليه. الأول، ميثاقي بسبب موقف تيار المستقبل الذي أعلن أنه لن يشارك في انتخابات نيابية قبل انتخاب رئيس للجمهورية. السبب الثاني، دستوري في غياب رئيس للجمهورية ومع حصول انتخابات نيابية تعتبر الحكومة مستقيلة، واجراء استشارات نيابية لتأليف حكومة جديدة، يتطلب وجود رئيس للجمهورية وبالتالي سنكون أمام مأزق دستوري جديد. السبب الثالث، أمني إذ حذّر وزير الداخلية نهاد المشنوق من تداعيات أمنية.

هل هناك فرصة حقيقية لانتخاب رئيس في لبنان أم سننتظر الخارج؟

هناك فرصة غير مسبوقة في لبنان لانتخاب رئيس في ظل التلهي الدولي بالحرب السورية وبالاشتعال الاقليمي والملفات الدولية الكبرى، وملف الانتخاب الرئاسي ليس موضوعاً على جدول الأولويات.

يلاحظ الجميع علاقة مميزة بين بري وجنبلاط فهل لديهما مرشح توافقي او مبادرة ما؟

الرئيس بري يملك جرعة من التفاؤل يمكن ان تكون مرتكزة الى معطيات، وطالما أن السقوف مرتفعة في المواقف والترشيحات لن نصل الى التسوية الرئاسية في القريب العاجل، وموازين القوى داخل المجلس واضحة ولا يستطيع اي فريق انتخاب رئيس من دون التفاهم مع الفريق الآخر، واستمرار ترشيح عون وجعجع يقفل الباب امام التفكير بتسويات اخرى. نحن لدينا مرشحنا وهو النائب هنري حلو واذا تفاهمت قوى 8 و14 آذار على مرشح غير مرشحنا لن نقف حجر عثرة. لا نستطيع أن نراهن على متغيرات أقليمية ونسطيع ان نلبنن هذا الاستحقاق ويمكن ان نصل الى تفاهم داخلي والكرة في الملعب اللبناني.

كيف تقرأون التقدم الذي حصل في الملف النووي الإيراني؟

هناك حاجة دولية لعقد هذه الصفقة وحاجة ايرانية ايضاً لأن الاقتصاد الإيراني منهك بسبب العقوبات الدولية، وليس خافياً ان طهران تسعى الى أن تنال اعترافاً بدورها الفاعل على الساحة الإقليمية وهذا اصبح امراً واقعاً لا يمكن نفيه. إيران أصبحت لاعباً إقليمياً فاعلاً في المنطقة والعقدة هي أن يكون الاتفاق محصوراً في الملف النووي أم سيتناول ملفات جانبية من اليمن الى البحرين الى العراق ولبنان، وتمديد المفاوضات يعكس رغبة الطرفين لأخذ متسعٍ من الوقت وفتح مجال لإنجاز تسوية لتكريس الاستقرار في المنطقة.