سليمان : جيشنا برهن قدرته على محاربة القوى الظلامية

وطنية – نظمت مدرسة الجمهور، في عيد العلم وعشية ذكرى الاستقلال، نشاطا طالبيا، حضره الرئيس العماد ميشال سليمان وممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي.

تخللت الاحتفال عروض طالبية عدة لتكريم العلم اللبناني والمؤسسة العسكرية.

بعد الوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء الجيش وكلمة لعريفة الاحتفال فيوليت غرة، تحدثت الطالبة يارا لطيف عن معاني الاستقلال.

وألقت رئيسة لجنة الأساتذة ليليت الشاعر كلمة في المناسبة. ثم كانت وقفة وطنية أحيتها الفنانة باسكال صقر.

سيون
وألقى مدير مدرسة الجمهور برونو سيون كلمة استعاد فيها ذكرى الاستقلال سنة 1943، مشيدا ب”تضحيات الجيش اللبناني في سبيل الحفاظ على هذا الاستقلال”.

وتوجه إلى الطلاب بالقول: “عليكم تدريب مهاراتكم وشجاعتكم أيضا لنضع جميعا كل مهاراتنا وشجاعتنا في خدمة استقلال بلدنا الحبيب لبنان، كما فعل الرئيس سليمان”.

ثم توجه إلى الرئيس سليمان بالقول: “لطالما كنتم يا فخامة الرئيس رمزا للدفاع عن لبنان واستقلاله، فخضتم بذكاء ومهارة وشجاعة التجربة الوطنية على رأس المؤسسة العسكرية، ثم رئاسة الجمهورية”.

سليمان
من جهته، أكد سليمان للطلاب أن “إيمانهم بلبنان يقوي الدولة اللبنانية”، وقال: “عليكم تجديد إيمانكم بالاستقلال والعمل لأجله”.

أضاف: “لم نقم بواجبنا في شكل كاف لحماية استقلال لبنان، لكن كل الدول التي حكمته، حكمت الارض والجغرافيا من دون أن تحكم المواطن اللبناني. اليوم عيد العلم، وغدا عيد الاستقلال، وألوان العلم ترمز إلى التضحية والسلام والأرزة الخالدة. أما علم لبنان فيرمز إلى الدولة المستقلة أي الدولة التي تملك السيادة على كامل الاراضي وتعطي أبناءها الحرية بممارسة خياراتهم وشعاراتهم”.

وتابع: “أنا سعيد جدا لأني أحتفل معكم بعيدي العلم والاستقلال، رغم عدم وجود رئيس للجمهورية على رأس الدولة وغياب عرض الاستقلال السنوي”.

وحيا “أهالي العسكريين على صمودهم وصبرهم على غياب هؤلاء الأبطال”. كما حيا “أرواح شهداء الجيش اللبناني الذين نكرمهم في هذا الاحتفال العظيم”، وقال: “أحبائي، انا مطمئن لأن رهاني عليكم يكبر، ورهاني على الجيش يكبر، ورهاني عليكم أنتم الشباب يكبر أيضا، فأنتم الامل والاتكال على ثقافتكم لبناء هذا الوطن، كما يجب. إن الأمل كبير بجيش الوطن، لأنه جيشكم أنتم المختلف عن جيوش المنطقة، والذي برهن قدرته على محاربة القوى الظلامية، كما اسرائيل. لا يمكنني في هذا اليوم، إلا أن اذكر تاريخ 21 تشرين الثاني 2006، حيث كنت في هذه المدرسة، أمارس رياضتي اليومية عندما تلقيت خبر استشهاد الشيخ بيار الجميل. لقد قتلوه ليقتلوا العنفوان والحرية والكرامة في قلوب الشباب، وقتلوه ليزرعوا الخوف في قلوب اللبنانيين، وقتلوه بجريمة سياسية موصوفة مقصود منها قتل الكرامة اللبنانية”.

أضاف: “إن الحرية والاستقلال توأمان، فالحرية مبنية على الثقافة التي ترفض العبودية والظلامية والجهل، والاستقلال هو مجموعة حريات، حريات الأفراد والمجموعات والطوائف، التي تتحقق من خلال المساواة ومنع سيطرة أي فريق على أي فريق آخر. إن الاستقلال هو السيادة على الأرض، على كل الأرض اللبنانية من دون مشاركة من أحد، فالسيادة ملك لبنان، وممنوع أن نتنازل عن سيادتنا من أجل أي جهة أو أي شخص أو أي دولة أخرى. والولاء يجب أن يكون فقط للوطن، لا لأي جهة أخرى دولية كانت أم إقليمية أم طائفية”.

وتابع: “إن حدود لبنان مقدسة ولها حرمة، فممنوع انتهاكها من أي أحد، والحدود يجب أن يحميها اللبنانيون. لذلك، تم الاتفاق على إقرار “إعلان بعبدا” لتحييد لبنان عن كل الصراعات وتعزيز الاستقلال وتحصينه. إن الاستقلال هو أيضا الاكتفاء الاقتصادي المتكل على الكفاءات، وعليكم أنتم الجيل الشاب وعلى ثقافتكم، فصحيح لدينا بترول وغاز وحضارة وأدمغة وعلينا الاستفادة منها، إنما لدينا أيضا فاسدون وسارقون، ويجب أن نحاسبهم”.

ورأى أن “الاستقلال من دون ديموقراطية لا يتحقق، والديموقراطية لا تتحقق إلا من قبل الأحرار”، وقال: “من المعيب أن نقول إنه لا يأتي رئيس جمهورية على لبنان، إلا بعد أن يرضي رؤساء الدول الشقيقة، فهذا حقا معيب بحق الأحرار والوطنيين”.

وتوجه إلى الطلاب بالقول: “إن الاستقلال يرتكز على الحرية التي تحتاج إلى ثورة من ضمن القوانين، ثورة تقومون فيها أنتم، للتحرر من الظلامية ومن “داعش” ومن الجهل والتقاليد البالية والزعامات الطائفية والاقطاعية، ثورة على الارتهان للدول الخارجية بهدف التحرر من كل ما يقيد استقلالنا، لأن الاستقلال يؤخذ ولا يعطى. واليوم، يكرس الجيش اللبناني استقلال لبنان، وأنتم الشباب اللبناني سنده الأساس”.

دروع تكريمية
بعد الاحتفال، قدمت إدارة المدرسة الدروع التكريمية إلى الفنانة باسكال صقر وممثل قائد الجيش، قبل أن تتوجه للرئيس سليمان بتسليمه الدرع وباقات الورد من الطلاب، من بينهم أحفاده، بمناسبة عيد ميلاده.