جنبلاط: هناك تطابق في التقييم الإيجابي للوضع في لبنان بيننا وبين روسيا على الرغم من الفوضى المنتشرة إقليمياً

موسكو،”تاس” / خاص الأنباء – قال النائب وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في حديث لمراسل “تاس”، إن الوفد اللبناني الزائر إلى موسكو تناول خلال المحادثات التي أجراها الجمعة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الوضع في لبنان، ولمس وجود “تطابق في التقييم الإيجابي بيننا للوضع في لبنان”.

يذكر أن السيد وليد جنبلاط يقوم بزيارة إلى العاصمة الروسية على رأس وفد يضم نجله تيمور، ووزير الصحة اللبناني وائل أبو فاعور، والمستشار في الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور حليم أبو فخر الدين.

وقال جنبلاط: “تناولنا الوضع في لبنان وكان تقييمنا وتقييم الوزير لافروف إيجابياً، على الرغم من الفوضى المحيطة بنا سواء في سورية أو في العراق أو في ليبيا. كما قيم الوزير لافروف العلاقات اللبنانية -الروسية عالياً، وأعتقد أن الدولة اللبنانية ستشتري لاحقاً أسلحة واعتدة عسكرية من روسيا، وهذا أمر مهم”. وأضاف: “وتحدثنا كذلك عن سورية، وهنا نعود إلى الزيارة الأخيرة التي قمت بها إلى روسيا في كانون الثاني 2013، حيث توقفنا عند أهمية الحل السياسي في سورية”.

وفي هذا الشأن أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي إلى أن “الظروف لإطلاق حل سياسي، كانت حينذاك مؤاتية إلى حد ما، حيث كان هناك توافق دولي. أما اليوم فهناك فوضى دولية، هناك حرب باردة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية”، وأضاف قائلاً: “لست أدري ما إذا كانت هناك آفاق للحل السياسي في ظل هذه الظرف، لكن بدون حل سياسي، ستستمر حرب الاستنزاف على الشعب السوري، الأمر الذي يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل سورية”.

وشدد جنبلاط على أنه لا مفر من الحل السياسي في سورية، لافتاً إلى ضرورة أن يشمل الحل جميع مكونات الشعب السوري، وقال: “لنقلها بصراحة؛ لا يستطيع أحد أن يلغي 80% من الشعب السوري”.

وحول رؤيته للحل السياسي قال النائب جنبلاط: “نعود إلى النقاط التي عرضتها الجامعة العربية والتي تشمل سحب الجيش من المدن، والافراج عن المعتقلين، والتدقيق في المفقودين، ومحاكمة كل من أجرم بحق السوريين، وصولاً إلى حكومة انتقالية”. وعبر جنبلاط عن رأيه بأنه “لن يكون هناك مكان لرأس النظام في سورية بعد المرحلة الانتقالية”.

ورداً على سؤال مراسل “تاس” عما إذا كان الوفد قد بحث ملف مكافحة الإرهاب في لبنان مع المسؤولين الروس، قال جنبلاط: “لم نبحث موضوع مكافحة الإرهاب مع الجانب الروسي”. وتابع حديثه مبرزاً عوامل إيجابية داخلية في هذا السياق، منها “تقديم الشيخ سعد الحريري غطاء لعملية الجيش الأمنية في طرابلس، وخطاب السيد حسن نصر الله الذي أثنى فيه على موقف الشيخ سعد الحريري”. معتبراً أن القطبين المذكورين “خطين متوازيين”. وعبر عن أمله في أن يلتقي هذان الخطان قريباً. وإعتبر جنبلاط أن العملية الأمنية في الشمال يجب أن تترافق مع تنمية شاملة لتلك المنطقة.

وأضاف أن “الخلافات كلها لن تنتهي بين الفرقاء اللبنانيين”، ودعا إلى تقريب وجهات النظر على الأقل “حول مسائل حياتية كإنتخاب رئيس للجمهورية وهذا ما ركز عليه الجانب الروسي الذي يبدي حرصاً على استكمال المؤسسات الدستورية وفي مقدمتها انتخاب الرئيس”.

ولفت جنبلاط إلى إمكانية الإتفاق على “مكافحة البطالة والاستفادة من النفط والغاز”، وقال: “هناك مسائل كبرى لا علاقة لها بالتداخل السوري-اللبناني، نستطيع أن نعالجها”.

ومن اللافت أن النائب وليد جنبلاط يعتبر أحد المستخدمين النشيطين لوسائل التواصل الحديثة ومنها مواقع التواصل الاجتماعي. وحول نظرته إلى هذه الوسائل قال جنبلاط لمراسل تاس: “أعتقد أنها وسيلة تواصل جيدة مباشرة مع الجمهور. صحيح أن هناك صعوبة في الاجابة على كل الأسئلة، لكن التجربة مفيدة جدا”.

روسيا اليوم 

من ناحية أخرى، أكد النائب جنبلاط أن العلاقة مع حزب الله ممتازة وأن هناك اتفاق على تنظيم الخلاف، مشيراً الى ان  خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان ايجابياً جدا ولا سيما بتوجيه التحية الى تيار المستقبل والجيش على خلفية أحداث طرابلس معتبرا بأن الخلاف بين ٨ و١٤ آذار بشكل عام والخلاف بين التيار الوطني الخر والقوات اللبنانية بشكل خاص كان سبباً لعدم انتخاب رئيس جمهورية في لبنان لذلك لا بد من حوار وتهدئة في لبنان، مؤكداً بان روسيا حريصة على استقرار لبنان وعلى انتخاب رئيس مسيحي له.

وفي موضوع آخر اكد جنبلاط ان الدروز عرب قبل ان يكونوا مذهباً وانه لا بد لهم من أن يتصالحوا مَعَ محيطهم لا سيما في حوران والقنيطرة محذراً مما يقوم به النظام السوري لاشعال الفتنة. ورأى جنبلاط أن الحل السياسي هُو المخرج الوحيد لإنهاء الأزمة السورية مذكراً أن الارهاب الحقيقي هو ما فعلته اسرائيل في غزة.