العريضي: مبادرة الحريري مدخلاً لنقاش حقيقي

أكّد عضو  اللقاء الديمقراطي النائب غازي العريضي أن مبادرة الرئيس سعد الحريري تضمّنت نقاطا اساسية لم يُشَر اليها، حيث شدّد على الإجماع حول الدولة ومرجعيتها التي «ثبت أنها المرجعية الوحيدة والملاذ الوحيد للبنانيين«، مؤكّداً ان «السنة هم في الموقع الشريك في التركيبة السياسية اللبنانية في كنف الدولة الواحدة التي نريد بناءها معا«، مشيراً إلى أن الحريري وجّه دعوة صريحة للخروج من دائرة السجال العقيم حول التورّط في الحدث السوري، معتبراً أن «هذا مدخلاً اساسياً لنقاش حقيقي في البلد حول كل القضايا بمنطق المسؤول بعيدا عن تبادل الاتهامات في تحميل المسؤوليات».

وأوضح في حديث إلى برنامج «كلام الناس» على «المؤسسة اللبنانية للارسال» أن «محاولات الاتهام في فترة معينة لهذه الطائفة الكريمة والتعميم في الكلام ومحاولة استغلال هذا الامر في السجال السياسي الداخلي اللبناني، كان سعد الحريري دائما في موقع النقيض وقال كلاما واضحا وعلنيا كما قال في المجالس مع المعنيين في هذا الامر سواء عندما زار بيروت او عندما التقوه في الخارج«.

واعتبر أنها «ليست مسألة عادية ان يصدر مثل هذا الكلام من موقع مثل موقع سعد الحريري، واتمنى ان لا يكون الموقف عاديا من قبل الفريق الآخر المعني لكي نتلاقى على الاقل في مكان ما نستطيع من خلاله ان ندخل في نقاش حقيقي جدي موضوعي منطقي علمي اخلاقي انساني وطني لنعرف كيفية الخروج من هذا المأزق الوطني الذي نعيش«.

وشدّد على أن خطاب الحريري «يشكل ضمانا على مستوى وحدتنا الوطنية. كما دعا الى مراجعة نقدية شاملة، عندما قال في بيانه «هي مهمات تتطلب توافقا وطنيا واسعا وارادة حكيمة في مقاربة الازمة القائمة وشجاعة في اجراء مراجعة نقدية لتجربة السنوات الاخيرة وقراءة الاخطاء على حقيقتها ومواجهتها بما تستحق من قرارات»، هذا كلام نوعي. المكابرة لا تنفع والمكابرة والغرور قاتلان والاستقواء والاستعلاء والابتعاد عن مواجهة الحقائق كما هي امر لا يجوز على الاطلاق، لان لا مكان له في الحساب السياسي على المستوى الوطني العام«.

وعن الموقف من سوريا قال إن «موقف الرئيس الحريري كموقفنا من النظام في سوريا، نحن ومنذ البداية مع الثورة السورية بغض النظر اين اصبحت»، مؤكداً أنه «كان ثمة موقف شجاع من الرئيس الحريري عندما حصلت الاحداث في عرسال واصدر الائتلاف السوري بيانا انتقد فيه الجيش اللبناني، فرد الرئيس الحريري على الائتلاف السوري ببيان واضح مؤكدا التزامه بالثورة والمعارضة السورية وبالموقف من النظام السوري، وان هذا لبنان وهذا الجيش اللبناني وكان ينبغي التعاطي مع هذه المسألة بطريقة اخرى. وقد عبّر بالامس مرة ثانية بالمضمون عينه عندما قال «نحن معكم في سوريا ولا يجوز استخدام الساحة اللبنانية لتصفية حسابات ايا تكن خلفيتها وابعادها»، هذا موقف متقدم جدا يؤكد لبنانية هذا التوجه مع التأكيد على الانتماء«.

واستذكر العريضي الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي «يُذكر ويُفتقد في كل لحظة في تاريخنا اللبناني، والذي حمى لبنان في احداث الضنية، والاهم في موقف رفيق الحريري آنذاك انه كان خارج السلطة، ولم يخرج بعملية انقلابية بسيطة، بل اكثر من انقلاب. كان هناك حقد على رفيق الحريري ومطاردة له، وخرج رفيق الحريري من لبنان بشكل ابشع بكثير مما غادر فيه سعد الحريري«.

أضاف «عندما وجد رفيق الحريري المسألة بهذا الشكل تصرف وكأنه رئيس الحكومة بل المسؤول الوحيد في الدولة وقال هذه امانتي ومسؤوليتي»، مسجلاً «للوزير سليمان فرنجية ان يذكر هذا الامر في حديثه الاخير لاننا بحاجة الى تثبيت هذه القناعة وهذا الموقف«.