العريضي: الانقسامات السياسية تعيق انتخاب الرئيس

رأى عضو اللقاء الديمقراطي النائب غازي العريضي أن الخلافات والإنقسامات بين الفرقاء السياسيين منعت الوصول إلى تفاهم حول شخصية رئيس الجمهورية مما أخر إنتخابه، مشيراً الى  أن العمل جار لإيجاد صيغة مشتركة تكفل حل هذا الموضوع وتؤدي إلى إنتخاب رئيس الجمهورية العتيد.

 كلام النائب العريضي جاء خلال لقاء سياسي بدعوة من مفوضية العمل في الحزب التقدمي الاشتراكي وجبهة التحرر العمالي في مركز الحزب الرئيسي في بيروت حضره اضافة الى مفوض العمل عصمت عبد الصمد حشد من النقابيين والناشطين في الشان العام. وبعد ترحيب من عبد الصمد تطرق العريضي الى مختلف الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي تمر فيها البلاد، واعتبر أن لبنان يمر في مرحلة صعبة وخطيرة من تاريخه الحديث، وتحدث عن عنوانين رئيسيين يختصران المشهد السياسي الداخلي اليوم، عنوان داخلي يتعلق بالإنتخابات الرئاسية والنيابية والوضعين الإقتصادي والإجتماعي وما يتعلق بهما، وعنوان خارجي على صلة وثيقة ومباشرة بالشأن اللبناني وهو الأحداث في سوريا وانعكاساتها الخطيرة على كافة الأوضاع والملفات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية.

أما بالنسبة للإنتخابات النيابية فقد رأى العريضي أن فريقي النزاع لا يريدان إجراء هذه الإنتخابات ولأسباب مختلفة ومتفاوتة بين فريق وآخر، والتمديد للمجلس النيابي تحول من ضرر إلى ضرورة وأمر واقع، خاصة أن الدولة لا يمكنها أن تسيّر شؤونها دون مجلس نيابي.

وبخصوص الواقع الإقتصادي والإجتماعي اعتبر النائب العريضي أن الأمور تزداد سوءاً إلى حد وصل معه التردي إلى حدود الإنهيار الشامل إذا لم يسارع المسؤولون إلى تدارك هذه المخاطر، ولعل ملف سلسلة الرتب والرواتب للمعلمين والموظفين في الإدارات والمؤسسات العامة هو أحد أبرز تجليات هذا الإنهيار، حيث تحول هذا الملف من ملف مطلبي وقانوني محق إلى ملف تتجاذبه المزايدات السياسية والمواقف الشعبوية، مما أدخله في دوامة الخلافات بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الإقرار في المجلس النيابي.

في الملف الخارجي رأى أن الحدث السوري الجلل أثر بشكل كبير على الوضع اللبناني الداخلي وانعكس بشكل خطير على مختلف الملفات السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية التي نعاني منها يومياً، وبالرغم من التحذيرات المبكرة التي أطلقها رئيس الحزب وليد جنبلاط  بأن الرهان على هذا الملف هو رهان خاسر وأن الأمور مرشحة للتصاعد وستمتد إلى فترة طويلة من الزمن، وهي لن تنتهي بين ليلة وضحاها، بل هي تتطلب سنوات وسنوات من الخراب والدمار وسفك الدماء البريئة، فهي تحولت من أزمة داخلية في سوريا إلى لعبة إقليمية ودولية خطيرة. وقال العريضي أنه “علينا واجب حماية لبنان من هذه التداعيات وتنظيم خلافاتنا حولها وإلا سنكون في عين العاصفة، وهو ما حدث فعلاً، وما شهدناه من أحداث دموية في عرسال وطرابلس وغيرها من المناطق اللبنانية إلا نموذجاً من هذه التداعيات، وفصلاً من فصول متلاحقة  دفع وسيدفع ثمنها لبنان غالياً من خيرة شبابه في الجيش اللبناني ومن المواطنين الأبرياء ومن ما تبقى من وحدة أبنائه، وهذا يتطلب وقفة جريئة للوصول إلى تسوية داخلية مقبولة تبقى أفضل بكثير من الواقع الحالي، وما التحركات والزيارات والجولات المكوكية التي يقوم بها رئيس الحزب الرفيق وليد جنبلاط لمختلف المناطق ولجميع الجهات والشخصيات اللبنانية، متجاوزاً فيها كل الإعتبارات والخلافات السياسية والحزبية الضيقة، إلا ضمن هذا الإطار ولوأد الفتنة وتوحيد المواقف الوطنية لمواجهة هذا الإعصار العاتي”.

وركز العريضي ختاما على مسألة أساسية وهي ضرورة النضال من أجل بقاء الدولة بمؤسساتها التشريعية والتنفيذية وجيشها وقواها الأمنية ومؤسساتها وإداراتها العامة، وشدد التلازم بين الإدارة والإرادة الوطنية الحقيقية لمواجهة الأمور وتخطي هذه الفترة الخطيرة والصعبة.

 وتلا ذلك نقاش سياسي عام مع الحاضرين.