الجيش الحر والبشمركة في “كوباني”

دخلت الحرب الدولية على (داعش) مرحلة جديدة فرضتها المواجهات العنيفة والصمود الأسطوري للأكراد في عين عرب (كوباني) والذي فرض تغييرا في الموقف التركي تجاه استخدام أراضيها كممر لمقاتلين سوريين وأكراد لمقاتلة داعش ودعم صمود القوات الكردية، ما جعل من هذه المدينة الكردية نقطة تحول في مسار عدد من الأمور، فالتحول التركي الذي سمح دخول مقاتلين من الجيش السوري الحر، ومقاتلين من البشمركة (أكراد العراق)، لمواجهة (داعش)، مؤشر على أن تركيا انتزعت من الولايات المتحدة الأميركية وقوات التحالف ورقة النظام السوري الذي تطالب تركيا بإسقاطه، على اعتبار أن بشار الأسد لم يعد يشكل جزءاً من مستقبل سوريا، كما وأن موافقة تركيا السماح بدخول مقاتلين أكراد لدعم وحدات حماية الشعب التركي الممسكة بزمام المبادرة العسكرية في عين العرب (كوباني)، ينم عن تجاوز تركيا لخلافاتها مع الاكراد، وتلقيها ضمانات من أن الدعم العسكري لن يتوفر للمسلحين الاكراد المعارضين لتركيا لا سيما حزب العمال الكردستاني. خاصة أن دخول المقاتلين الى عين العرب (كوباني)، تم بالتنسيق مع وحدات حماية الشعب التي تتولى حماية الادارة الذاتية الكردية، التي تملك القرار في الشؤون العسكرية على الارض.

مصادر المعارضة السورية في اسطنبول أكدت أن الأميركيين ضغطوا على تركيا من أجل السماح بادخال الاسلحة الثقيلة التابعة للبشمركة الى كوباني. وقالت إن تركيا، نظرا الى علاقتها الجيدة مع أربيل، لا تعارض دخول قوات من البشمركة الى جانب قوات من “الجيش السوري الحر” الى عين عرب. وفي المقابل، نفى عضو “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في اسطنبول فايز سارة وجود مفاوضات من أجل دخول قوات “الحر” الى عين العرب “فهذه مدينة سورية ومشاركة قوة من الجيش الحر السورية الى جانب الاكراد السوريين هو شكل من أشكال التضامن بين الطرفين”. دخول مجموعات “الجيش الحر” عين عرب وضع أيضاً حدا لرفض بعض القوى الكردية وخصوصا حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي برئاسة صالح مسلم، وهو الحزب ذو الثقل العسكري الأكبر في المناطق الكردية بسوريا، مشاركة “الجيش السوري الحر” الى جانب الاكراد السوريين في المعركة ضد (داعش).

في السياق نفسه، وصل رتل جديد من قوات البشمركة محمل بأسلحة ثقيلة، من إقليم شمال العراق إلى بلدة “سوروج” بولاية “شانلي أورفا” جنوب تركيا، تمهيدا لتوجهه عبر الأراضي التركية إلى مدينة عين العرب (كوباني)، وأفاد مراسل الأناضول، أن الرتل الجديد وصل إلى البلدة التركية، قادماً من مدينة أربيل بإقليم شمال العراق، عبر الخطوط الجوية. ويتكون الرتل من 38 مركبة، من بينها سيارة واحدة للإسعاف، ومن المنتظر أن يتوجه إلى (كوباني) من خلال معبر “مرشد بينار” الحدودي، بعد الانتهاء من الإجراءات المطلوبة.

وشوهد اصطحاب ذلك الرتل لعدة أنواع من الأسلحة الثقيلة منها “الدوشكا” وصواريخ “كاتيوشا”، ومدافع الهاون، بالإضافة لكميات كبيرة من الذخائر.تجدر الإشارة إلى أن رتلين مماثلين، كانا قد وصلا إلى الأراضي التركية، تمهيدا لتوجههما إلى (كوباني)، ولا زالت تلك القوات موجودة في الأراضي التركية، ولم تعبر بعد إلى الجانب السوري.

وكانت طلائع من قوات تابعة لـ”الجيش السوري الحر” قوامها بضع عشرات من المقاتلين  دخلت مدينة عين العرب (كوباني).

ودخلت دفعة أولى من قوات “الحر” ليتبعها دفعة أخرى قوامها 1300 رجل يتوقع دخولها في الايام المقبلة، أما بالنسبة الى قوات البشمركة فقوامها 150 رجلاً انقسمت قسمين، القسم الاول مجهز بأسلحة ثقيلة توجه من اربيل برا نحو كوباني عبر الاراضي التركية، والثاني انتقل جوا من مطار اربيل الى تركيا.

وخرج آلاف الأشخاص الى شوارع مدينة سروج التركية الحدودية ونزلوا الى ميدانها الرئيسي الذي تحفه الأشجار وانتشروا في الشوارع الجانبية ورسم البعض على وجوههم ألوان العلم الكردي ووقفوا في انتظار القافلة للترحيب بها.

وبثت قناة تلفزيونية كردية لقطات لما قالت إنها قافلة من مركبات البشمركة محملة بالأسلحة في طريقها إلى المنطقة. وشقت الشاحنات طريقها عبر جنوب تركيا نحو كوباني بعد عبورها شمال العراق.

منسق الائتلاف الدولي لمواجهة “داعش” الجنرال الاميركي المتقاعد جون آلن رأى أن قوات البشمركة التي وصلت من العراق ستمنع سقوط كوباني في ايدي التنظيم المتطرف.

في غضون ذلك، اعلنت القيادة المركزية الاميركية ان مقاتلاتها شنت ثماني غارات استهدفت مواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” قرب كوباني ودمرت خمسة مواقع للمسلحين الاسلاميين.

مجلس الوزراء

في لبنان وبعد أن بدأت مناطق الشمال وطرابلس تستعيد أنفاسها، وعاد الحديث عن ضرورة التمديد للمجلس النيابي يتسلل الى الكتل النيابية لتحسم موقفها النهائي وتعيد قراءة مواقفها، على قاعدة رفض الفراغ، ينعقد مجلس الوزراء الخميس في السراي الحكومي وعلى جدول أعماله عددا من الملفات الخلافية، لا سيما موضوع النفايات وإقفال مطمر الناعمة، حيث يتوقع أن يناقش المجلس اقتراح تولي كل منطقة على مستوى القضاء أو المحافظة، معالجة نفاياتها، كما يتضمن الاقتراح إعادة النظر بأسعار النفايات وبالتزام شركة سوكلين، والذي تقرر أن يطرحه وزير البيئة محمد المشنوق، إضافة الى ملف الهاتف الخليوي، الذي أضيف الى جدول الأعمال، من خلال التقرير الذي رفعه وزير الاتصالات بطرس حرب الى أمانة مجلس الوزراء، بشأن دفتر الشروط ونظام المناقصة، تنفيذاً لمطالب الوزراء في الجلسة السابقة، بأن تكون ملاحظات الوزير خطية لكي يتسنى لهم بحثها على الطاولة.

كما سيطلع مجلس الوزراء على ما آلت إليه المفاوضات الجارية على خط العسكريين المختطفين، بعد عودة المبعوث القطري وتلقيه مطالب خطية من الخاطفين، حيث عاد أهالي العسكريين المعتصمين في ساحة رياض الصلح التلويح بالتصعيد. وفي المعلومات أن الخاطفين ربطوا استمرار سريان مفعول وقف تصفية العسكريين بموافقة الحكومة على تأمين ممر آمن لنقل المواد الغذائية.

وعلى جدول اعمال مجلس الوزراء ايضاً إعلان باب التبانة والأسواق القديمة في طرابلس منطقة منكوبة، الأمر الذي يتطلب إغاثة سريعة للسكان الذين دمرت منازلهم والتجار الذين اصيبت متاجرهم بخسائر فادحة، وإطلاق ورشة إعادة تصليح وإصلاح البنى التحتية، واعمدة الكهرباء وترميم الأبنية المتهدمة.

ومن المتوقع أن يتجاوب مجلس الوزراء، مع سلّة المطالب التي قدمها نواب وفعاليات ومرجعيات المدينة، لا سيما المفتي الشيخ مالك الشعار، وأن يكون أوّل الغيث إعطاء سلف مالية للمواطنين، وتجاوز الإجراءات الروتينية، اما لإعادة ترميم منازلهم المتضررة بشكل طفيف أو بدفع بدلات ايواء في الاحياء التي التجأوا إليها.

———————————–

(*) اعداد فوزي ابو ذياب