22 تشرين الثاني: عيدٌ بأية حال ٍ سَتَعودُ يا عيدُ

محمود الاحمدية

بالأمس إستشهد ملازم أول في طرابلس واستشهد معه رفاقه الخمس في الجيش اللبناني البطل… وانْهمرَتْ الدموع وإثناءَ مأتمه المهيب تحسَسْتُ مشاعر الناس وكأنها ستنفجر بآلاف الأسئلة ولسان حال الجميع إلى متى معمودية النار والبارود والموت؟ إلى متى هذا الجمود المرعب في عقلية القائمين على شؤون الوطن؟ إلى متى انتظار الحلول من الخارج؟ إلى متى نَضَعُ رؤوسنا في الرمال كالنّعامة؟

إلى متى سنصبر حتى يبزغ الفجر؟ إلى متى ستنتحر الحقيقة على مذبح الأنانيّات؟ إلى متى سيتعملق الفساد والعهر واستباحة كرامات الناس؟ إلى متى نرى حيتان المال وقد أطلّوا من عَلْيائهم وأبراجهم العاجيّة على الناس الطيّبين؟ إلى متى سيستمرّ  السّيبان والفوضى؟ إلى متى إستباحة العلم وقد أصبح في بلادي المتفوّق يتساوى مع الذي لم يقرأ ولم يتابع ولم يهتمّ؟ إلى متى سيبقى لبنان أضحوكة العالم؟ إلى متى سيبقى الجبن سيّد الموقف وقد أصبح في لبنان عدد الغير لبنانيّين يساوي اللبنانّيين؟

إلى متى عدم المراقبة والسهر على ما يهيّؤون للبنان من مفاجآت؟ إلى متى، إلى متى… ألف سؤال وسؤال؟؟

 22 تشرين الثاني على الأبواب والوطن بلا رأس وداعش تتقمّص كلّ الذين يقبعون في مقاعد الذلّ والأنانيّة والوطن يحترق وهم يفتّشون عن جنس الملائكة؟ سيأتي عيد الإستقلال ورئاسة الجمهورية غير موجودة وكأنّنا تعوّدنا على ذلك؟ أين الصوت المسيحي القادر العاقل صاحب الرؤيا ورجل الدولة الذي يستلهم قدر الوطن من خلال أسلافه وهو سيكون الضحية الأولى… وإذا أتى 22 تشرين الثاني ولا حلّ لموضوع مجلس النواب، سيصبح المجلس الحالي غير شرعي ومن ثَمّ تصبح الحكومة غير شرعيّة لأنها تستند في شرعيّتها على مجلس نواب غير شرعي؟

أي 22 تشرين الثاني بدون ثلاثة رؤوس: رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء… يعني بكلّ بساطة الفراغ القاتل والذي يضع الوطن كلّه في المجهول… والحدود فالتة لا من حسيب ولا من رقيب ولا من جريء ولو بالتلميح يطالب بإقفالها نهائياً أمام الجميع… وهنا الطامة الكبرى نتيجة الفراغ ستكون حكماً الدّعوة لمؤتمر تأسيسي وسيتغيّر حكماً وجه لبنان، لبنان التعايش، لبنان الذي كان أحد المؤسسين الرئيسيين في وضع تشريع حقوق الإنسان في الأمم المتحدة…

ندائي إلى كل نائب من نواب الأمّة الذين أتى بهم الشعب أن يترك مقعده الوثير أن ينزل اليوم قبل الغد إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية قبل أن يقع الفاس في الراس وساعتها لن ينفع كل ندم العالم!! يا جماعة الخير الوطن على قارعة الطريق ينتظر انقاذكم له وبالذات من قلب قلب الوطن لا شرق ولا غرب لا شمال ولا جنوب فقط هِمَمٌ تَصْنَعُ التاريخ وتعيد للوطن صفاءَه وحياته وبريقه وإلا فلن يرحمكم التاريخ أنتم المؤتمنون على خلاصه…

22 تشرين الثاني عيد الاستقلال يناديكم بألا يصل هذا التاريخ والرؤوس الثلاثة مقطوعة ساعتها سيقول الجميع: إلى جهنم المصير وساعتها سيكون  بديل رؤساء البلاد بلا منازع كلمة واحدة: الفوضى ثمّ الاضمحلال!! ربي أشهد أنّي بلّغت كمواطن يعشق وطنه حتى الثّمالة.

اقرأ أيضاً بقلم محمود الاحمدية

لبنان لن يموت

أكون حيث يكون الحق ولا أبالي

لماذا هذا السقوط العربي المريع؟!

جشع بلا حدود وضمائر ميتة في بلد ينهار!

جاهلية سياسية… بل أكثر!

معرض فندق صوفر الكبير والتاريخ والذاكرة

قال لي: عندما تهاجم الفساد ابتسم بألم!!

إذا أجمع الناس على مديحك سوف أطردك!!

التاريخ لا يرحم… يجب إعادة كتابته

ما هو دوري كوزير جديد؟

مشروع كمّ الأفواه تدمير للبنان الرسالة

الجامعتان اليسوعية والأميركية تنسحبان: التعليم العالي في خطر

السويداء في عين العاصفة

تقريران رسميان متناقضان عن تلوث بحر لبنان

في ذكراها الـ 74 اسمهان: قصصٌ خالدة

طبيعة بلا حدود ربع قرن من النضال البيئي

فريد الأطرش وشوبرت والفن العالمي الخالد

يوم البيئة العالمي: التغلب على تلويث البلاستيك

قطعة الماس في جبل من الزجاج

مسيرة منتدى أصدقاء فريد الأطرش تشع في دار الأوبرا في القاهرة