موسم العنب في راشيا يتراجع الى أقل من 50% بسبب الجفاف وموجة الجليد

السيقلي: عنب كفرمشكي نخب أول ومقصد كبار التجار

عارف مغامس

يدأب مزارعو العنب في قرى قضاء راشيا، لا سيما في بلدة كفرمشكي، على لملمة ما تبقى من موسم العنب، بعدما دهمته أمطار تشرين، وتجنباً للعواصف والرياح والأمطار المحتملة، خاصة بعد تحذيرات من برد قارس مطلع الاسبوع المقبل، حيث بكّر الشتاء هذا العام، ففعل فعله في ما تبقى من موسم لم يكن في أساسه، على مستوى طموحات واحلام المزارعين.

عنب كفرمشكي المصنف نخب أول على مستوى هذه الزراعة في لبنان والمنطقة العربية، ساعدته الظروف المناخية التي تلائمه على أن يكون مقصداً لكبار التجار، وعنواناً لكل من يريد عنباً قاسياً وطيب المذاق في الوقت عينه لا سيما أن عرائش المرج تقع على ارتفاع 1100 متر، تعتمد على مياه الأمطار والبرك الاصطناعية في فترة محددة في وقت ساعدت التقلبات المناخية «حرارة في النهار، وبرودة في الليل» في نضجه وتكوره فأكسبته قساوة مرغوبة، وطعماً فريداً، ولوناً مميزاً، ساهمت التربة الكلسية والدلغانية في تميزه وصموده لأيام بعد القطاف، ليتناسب مع معايير الشحن والتصدير بحسب ما أكده رئيس مجلس إدارة وكالة التنمية الاقتصادية المحلية في البقاع “LEDA “وعضو اللجنة الوطنية لمزارعي العنب كمال السيقلي.

وأكد السيقلي أن سهل مرج كفرمشكي الذي كان ينتج ما يزيد على 2700 طن من العنب خلال الموسم، لم يتعد انتاجه هذا العام 1400 طن، لا سيما الانواع التقليدية من العنب التفيفيحي والبيتموني من عنب المائدة، المعد للتصدير الخارجي، عازياً السبب الى تلك الموجة من جهة والى الجفاف الذي أصاب لبنان هذا العام، لا سيما أن عرائش العنب في سهل المرج هي نصف مروية وشبه بعلية في كثير من المواقع.

image-100

وأشار إلى أن تكلفة كيلو العنب على المزارع كانت زهاء 500 ليرة، لكنها نتيجة ما حصل باتت أكثر من 850 ليرة، لا سيما ان الموسم خفيف ومعاملة العرائش من حيث التقليم والحراثة والري والرش لا تزال على حالها.

السيقلي اعتبر أن الاصناف الحديثة في زراعة العنب التي نعتمدها في منطقتنا مثل الـ«رد غلوب» و»بلاك برل» و»كريمسون» وسبيريور، لم تتأثر كثيراً بموجة الصقيع، فبقي وضعها على حاله، حيث بدأنا قطاف هذه الانواع من منتصف آب الفائت وبأسعار مقبولة، ونحن كمزارعين نصرف انتاجنا في السوق المحلية والحسب، ونبيع قسماً كبيراً من انتاج سهل مرج كفرمشكي الى التجار واصحاب البرادات ليصدر الى الخارج، خاصة الى دول الخليج العربي وأربيل والسودان.

الأزمة السورية أثرت في عملية شحن العنب الى دول الخليج العربي، حيث انعكست الاوضاع الامنية على عملية التصدير والشحن، خاصة ان المعابر الحدودية خضعت خلال مرحلة القطاف للعامل الامني، والتصدير المقنن الأمر الذي أدى الى ارهاق المزارعين واضافة أعباء أخرى بحسب بعض مزارعي العنب في راشيا.

المزارع رسلان مغامس، أشار الى أن الموسم هذا العام تدنى الى أقل من 50 في المئة، نتيجة الجفاف وموجة الجليد التي اجتاحت منطقة راشيا والبقاع أواخر تشرين ثاني الفائت، فتكبدنا خسائر جسيمة فضلاً عن كلفة التقليم والري والرش والعمال والشحن، لكنه في المقابل اعتبر أن السعر كان جيداً عوّض علينا كمزارعين بعض الخسائر، داعياً الى دعم زراعة العنب ورعايتها وتطويرها لتتناسب مع حاجات السوق والتصدير، والاستهلاك المحلي لا سيما في المطاعم والفنادق.

image-56

أما المزارع أبو ساري سميح مغامس فاشار الى أن عنب راشيا من اجود انواع العنب ونحن نستفيد منه في اوجه متعددة لا سيما أننا لا نملك مساحات كبيرة بل ملكياتنا محدودة فيباع في الاسواق المحلية ويدخل قسما منها في الصناعات التحويلية خاصة الدبس الذي يصنع في معاصر راشيا، مشيرا الى أن الموسم هذا العام لم يكن على مستوى طموحاتنا لكن الاسعار كانت جيدة.

من جهته، اعتبر المزارع علي حسن عقل من بلدة لبايا أن التسويق جيد في السوق المحلية وما تبقى من الموسم يتم قطافه للبرادات والسوق الخارجية ونحن نسعى الى انجاز قطافه قبل العواصف كي لا نقع في خسائر اضافية، لافتاً الى أن عنب البلدة ممتاز من حيث نوعيته وجودته تجعله مطلوباً رغم الكساد احياناً نتيجة الوضع المعيشي والاقتصادي الرديء، ولفت الى أن ورش العمل تنتشر في العرائش رغم مخاوف كبيرة من تعثر عمليات التسويق بسبب الانكماش الحالي والأوضاع الامنية.