ثلاثة ايام من الظلام: الخبر عار عن الصحة!

ليال البيطار – الأنباء

كالريح، تعصف الاخبار السيئة وتهز كوكب الارض باسره، وكسرعة البرق تنتقل لتلف العالم وتشغله. فمن دون نفي او تأكيد وعبر وسائل التواصل الاجتماعي يمر الخبر من مواطن لآخر ليصبح حديث الناس، ويزرع الخوف والقلق من المجهول القادم.

فالخبر المنسوب لوكالة “ناسا” ان العالم سيشهد ظلاماً طيلة ثلاثة ايام متواصلة حيث ستغيب الشمس في21،22،و23 من كانون الاول (ديسمبر) 2014، بسبب عاصفة شمسية هي الاقوى منذ 50 عاما وبعد اصطفاف الكواكب بحسب ما اعلنه مدير وكالة “ناسا” تشارلز بولدن، هو خبر عار عن الصحة. فوكالة الفضاء الدولية “ناسا” لم تعلن عبر اي حساب رسمي لها على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى موقعها الالكتروني الرسمي ان العالم سيشهد عاصفة شمسية وسيحل الظلام على كوكب الارض طيلة ثلاثة ايام. كما ان هناك من ربط بين هذا الحدث وبين تقويم “المايا” الذي تحدث عن انتهاء العالم في 2012، فوكالة “ناسا” تحدثت ونفت في السابق نظرية اصطفاف الكواكب في 2012، بعد نظرية انتهاء العالم.

فالعالم لن يشهد هذا الحدث حتى الان، بانتظار ما ستعلنه وكالة ناسا عن صحة هذا الخبر.

NASA

ولكن اذا افترضنا صحة الخبر، فما هي العاصفة الشمسية؟

العواصف الشمسية هي تكتلات من الموجات الكهرومغناطيسية تقوم بنقل كميات إلكترون هائلة، تفوق قدرة الحقل المغناطيسي للأرض، الدرع الطبيعية التي تطهر الأجواء الحياتية من الشحنات وتحافظ على التوازن الكهرومغناطيسي للكوكب.

فكوكب الارض يتعرّض لعواصف شمسية إلا انها لا تؤدي الى ظلام تام. العواصف الشمسية هي عبارة عن جزيئات ما دون نووية اصغر من الذرة تصطدم بالغلاف الجوي للكرة الارضية لكنها لا تؤثر فيه.

واشارت بعض التقارير انه قد سبق أن شهد كوكب الأرض عاصفتين خفيفتين شمسيتين، العام 1989 والعام2000 عطلتا الاتصالات والطاقة في كيبيك وفي مناطق من الولايات المتحدة لفترات وجيزة، بينما تعود آخر العواصف الشمسية الكبيرة المؤرخة نتائجها إلى العام 1859، حين عطلت  جرعات كبيرة من الاشعاعات الضارة شبكة التلغراف العالمية كلياً.

 ماذا ان كانت العاصفة هي الاقوى في تاريخها؟ وما تاثيرها على البشرية؟

ان هذه العواصف لها تاثير سلبي على صحة الانسان، فتعرضه لكميات كبيرة من الاشعة يسبب السرطان و امراض اخرى مثل الطاعون والكوليرا والحصبة والامراض المتعلقة بالرئة والجلطات الدموية.

dark-earth

كما ان هذه الموجات التي تحدث نتيجة العاصفة قد تقوم بتعطيل الاقمار الاصطناعية وشبكات الهاتف، وبالتالي ستؤثر سلبا على قطاعات مهمة، كالاتصالات العسكرية والمدنية، كما لها تاثيرعلى شبكة الانترنت التي تربط العالم ببعضه، الى ان هذه الموجات تقوم بتفكيك العالم وانفطاعه عن بعضه البعض. وبالتالي لها تاثير على الاستقبال الاذاعي والتلفزيوني، بل وربما تؤدي إلى أعطال في معدات على سطح الأرض مثل مولدات طاقة وخطوط أنابيب، ما يؤدي الى موجة صقيع.

ثانيا: تغيير كبير في حالة الطقس، ما يزيد احتمال حصول اعاصير وزوابع وهزات ارضية وزلازل قد تؤدي الى دمار هائل ومع انقطاع الكهرباء واجهزة التواصل تصعب عمليات الانقاذ.

اقاويل، اخبار، روايات، وقصص يتناقلها المواطن، فبات العالم يصنع الخبر ان لم يجد خبراَ يشغله. بعضهم يأخذه على محمل الجد وآخر يسخر من صحته ويقوم البعض بالبحث عن الحقيقة، فاِما ان ينفى الخبر او يؤكد،ليعود ويخرج خبراً آخر يُنسي العالم ما شغلهم قبلاً ليتناقلوا ما هو جديد.

 كأن كوكب الارض لا تكفيه مصائبه، ليدخل كوكب اخر علينا بخطر يهدد وجودنا، حتى الكواكب لها مصالحها، فلن تعطينا الشمس نوراً ودفئاً دون مقابل. على امل ان تبقى الاقاويل والروايات اشاعات تخرج و تزول.