المرحلة الانتقالية العربية: إلام ستفضي؟

رامي الريس

كثيرة هي المشاكل التي تمر بها المنطقة العربية. لقد رزحت الشعوب العربية عقوداً تحت نير الديكتاتورية والقمع فصودرت إرادتها الحرة ورأيها السياسي وأدخلت شرائح واسعة منها الى المعتقلات السياسية لمجرد إمتلاكها آراءً مغايرة لرأي النظام الحاكم. كما تحكمت بخيرات البلدان وثرواتها أقلية أوليغارشية إتسمت بمعظمها بالفساد والسطوة على الموارد الطبيعية والمرافق الاقتصادية ما أدى الى وقوع الشعوب تحت خط الفقر، لا بل الفقر المدقع احياناً.

من الطبيعي القول أن التعميم قد لا يصح على كل البلدان العربية بالمستويات والنسب ذاتها، ولكن الأكيد أن حالة إنعدام الثقافة الديمقراطية وآليات ممارساتها ولو بالحد الأدنى هي عنصر مشترك بين محتلف الدول العربية.

فالديمقراطيات المزيفة هي نتاج الديكتاتوريات والأنظمة التي راحت تستولد نفسها بنسب انتخاب وهمية وخيالية غير قابلة للتصديق وتتخطى العقل والمنطق. ولعل أولى المشكلات التي عانى منها العالم العربي، قبل إندلاع الثورات والدخول في منعطفات بعضها شديد العنف والدموية كما هي الحال في سوريا والعراق، كان يتصل بكيفية الانتقال من قانون الدولة الى دولة القانون، والمقصود طبعاً بقانون الدولة هو قانون النظام بطبيعة الحال.

  جزء كبير مما يعيشه العالم العربي في هذه المرحلة يتصل بالأداء الذي قدمته الأنظمة القمعية التي أفرغت مجتمعاتها من النخب السياسية وضربت كل أشكال وآليات المحاسبة والمساءلة وعطلت مفاهيم العمل السياسي وحولته الى عملٍ أمني استخباراتي يراقب الناس ويصنفها بأنها عميلة إذا  خالفته الرأي أو وطنية اذا تطابقت في رأيها معه الى حد نكران الذات والاستقالة من العمل الفكري، وحرية النقد والتحليل.

مخاض المرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة العربية مؤلم جداً، وهو يماثل ما حصل في أوروبا والغرب وقد خيضت الحروب والنزاعات الدامية فيهما لسنواتٍ طويلة قبل الاستقرار على النظام الديمقراطي.

مشاكل العالم العربي صعبة ولكنها ليست مستحيلة حتى لو كان الظلام الدامس يخيم عليه في المرحلة الراهنة.

———————————-

(*) رئيس تحرير جريدة “الأنباء” الالكترونيّة

Facebook: Rami Rayess II

Twitter: @RamiRayess

اقرأ أيضاً بقلم رامي الريس

عن الخرائط التي تُرسم والإتفاقات التي تتساقط!

التسوية شجاعة وإقدام!

الأحزاب وبناء الدولة في لبنان

أعيدوا الاعتبار لـ “الطائف”!

الإعلام والقضاء والديمقراطية!

وفروا مغامراتكم المجربة… واقرأوا!

عن “الأقوياء في طوائفهم!”

ما بعد الإنتخابات النيابية!

لمن سأقترع في السادس من أيّار؟

إنه السادس من أيار!

لائحة المصالحة: قراءة هادئة للعناوين والتطلعات

لا، ليست إنتخابات عادية!

عن تجاوز الطائف والأكلاف الباهظة!

الشعب الإيراني يريد النأي بالنفس!

الإصلاح ثم الإصلاح ثم الإصلاح!

للتريث في قراءة مفاعيل التريث!

كيف ستنطلق السنة الثانية من العهد؟

تغيير مفهوم الإصلاح!

“حبيبتي الدولة”!

من حقّ الناس أن تتعب!