جنبلاط للأنباء: موقف الحريري يذكر بموقف والده أثناء أحداث الضنيّة سنة 2000

أدلى رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء” الالكترونيّة جاء فيه:

مرّة جديدة يُقدّم الجيش اللبناني تضحياتٍ جسيمةٍ في إطار مهمته لحماية الاستقرار والسلم الأهلي، فله في ذلك الدعم والتأييد الكامل لتثبيت هيبة الدولة والشرعيّة في مدينة طرابلس والشمال وسائر المناطق اللبنانيّة. ومرّة جديدة يؤكد الجيش اللبناني أنه منحاز فقط لحماية اللبنانيين ولاعادة الطمأنينة إليهم وقد بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق هذا الهدف في عبرا وعرسال وبريتال وطرابلس ومواقع أخرى.

ولا بد من الترحيب بالجو الشعبي العارم المؤيد للجيش اللبناني في ما يقوم به، وهو ما يعكس وعي اللبنانيين بأهميّة الدور الذي تؤديه المؤسسة العسكريّة في هذه اللحظة المفصليّة والحساسة. والتحيّة، كل التحيّة، لشهداء الجيش الذين يسطرون بدمائهم بطولاتٍ لحماية لبنان وحفظه من المخاطر الداهمة على أكثر من صعيد. والتحيّة موصولة كذلك لأهالي الشهداء الذين يصبرون على جراحهم ويتعالون عليها ويؤكدون تمسكهم بالدولة والجيش رغم جسامة الخسائر التي يتكبدونها.

كما حسم موقف الشيخ سعد الحريري الداعم للجيش والدولة التردد الذي كان ملازماً لمواقف بعض المسؤولين من طرابلس، وهذا الموقف ذكرّنا بالموقف التاريخي لوالده الرئيس الشهيد رفيق الحريري أثناء أحداث الضنيّة في العام 2000. وإلى جانب الحل الأمني، تستحق طرابلس أن تنال القسط الكافي من الاهتمام الانمائي الشامل من خلال إعادة تأهيل المصفاة وتحديثها وإستكمال تجهيز المرفأ وتفعيل المعرض وترميم الأسواق التراثية القديمة وتشغيل مطار رينه معوض وغيرها من المرافق. وقد سبق أن خصص لها مبلغ 100 مليون دولار ولكن لا يبدو أنه تُرجم في مشاريع إنمائيّة تحتاجها طرابلس. كما نأمل، في الوقت ذاته، أن تنفذ الوعود التي أطلقت من كبار المتمولين وتنفيذ المشاريع التي تهم المدينة.

في مجال آخر، وفي الوقت الذي يتهدد الشرق مخاطر كبرى من كل حدب وصوب، يبدو أن جهات خارجيّة تحيك مؤامرة كبرى ضد مصر وأمنها القومي. تستحق مصر وهي أكبر دولة عربية أن تُكثف الجهود لتقديم الدعم السياسي والمادي والعسكري لها لمواجهة تحديات الارهاب المتنامية لا سيّما في سيناء بهدف الحفاظ على الاستقرار المصري الذي هو حجر الزاوية في الاستقرار الاقليمي.

أخيراً، يبدو أن العالم كله يتناسى مدينة القدس كما تناسى ويتناسى فلسطين وهو يتفرّج على تقهقرها التدريجي تحت الاحتلال الاسرائيلي منذ عقود. فعدا عن التوسع الاستيطاني الذي شوه التركيبة الاجتماعيّة والديموغرافيّة للمدينة من خلال التهجير المنظم لأبنائها الفلسطينيين والمصادرة المستمرة لبيوتهم وأملاكهم، هناك مؤامرة لتقسيم الحرم الشريف مع كل ما قد يعنيه ذلك من تداعيات سلبيّة على أكثر من صعيد في لحظة إقليميّة حساسة وملتهبة. لذلك، المطلوب التحرّك السريع قبل فوات الأوان لوقف هذا المخطط الاسرائيلي الجهنمي.