جنبلاط: حزب الله غرق والنظام السوري لن يصمد

اعتبر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أن الحرب ضد تنظيم “داعش” غير واضحة بعد، وهي على ما يبدو طويلة جداً، مشيرا الى ان “مارتن ديمبسي يقول تحتاج الى ثلاثين سنة، سعود الفيصل يقول تحتاج لعشر سنوات، لا أحد يستطيع التنبؤ بنتائج هذه الحرب وإرهاصاتها، حين حصل إتفاق سايكس- بيكو قبل مئة عام، كان هذا الإتفاق يشمل تقسيم تركيا، ولكن انتفض آنذاك أتاتورك ما أدى الى تغيير المعادلة، وشمول الإتفاقية المناطق العربية، أي لم يكن التقسيم واضحاً عند حصول الإتفاقية، تغيّرت في ما بعد، ولكن تقسيم المنطقة العربية كان جميلاً، لأنه أنتج دولاً قومية، اليوم ذهبت بعد أن أتت الأنظمة الديكتاتورية العربية وفعلت ما فعلت”.

وقال جنبلاط في حديث لـ”المدن” بأن الحرب كذبة “لأنها لا يمكن أن تغيّر شيئاً، ولا يمكن أن تحقق النتائج في المدى المنظور، خصوصاً أنها تقتصر على الضربات الجوية، وهذا لن يفيد، أنت بحاجة الى قوة جوية تساند قوى برية لتنظيف المناطق، وهذا ما لا يحصل.”الأميركي لا يريد التدخل، والتركي دخل في صراع مع واشنطن على هذا الموضوع، وكوباني هي من يدفع الثمن والمهندس الإستراتيجي واحد، أميركا وإسرائيل.”

اضاف جنبلاط :”ها هو العراق تقسّم، وسوريا لا احد يعرف مصيرها، المنطقة تتغيّر وفتش بذلك عن خطوط النفط. الأميركي يضرب لحماية المنابع النفطية والمناطق الاستراتيجية بالنسبة إليه، وهذا لا ينفصل عن الحرب النفطية التي تشنها واشنطن والرياض على طهران وموسكو، بفعل رفع أسعار النفط، فردّت إيران بضربة اليمن”.

واشار جنبلاط إلى وجوب الحفاظ على الإستقرار الداخلي اللبناني :” علينا أن نكون أذكياء لتجنيب لبنان الأخطر.”هناك بعض المجموعات المتطرفة ربما في طرابلس وعكار، ليس أكثر.” وعن الوضع على الحدود اللبنانية السورية لا سيما في السلسلة الشرقية قال: المعارك مستمرة هناك، كرّ وفرّ، وأصبحت المعارك في الداخل اللبناني وهنا مكمن الخطورة:” غرق حزب الله في هذه المعارك، معركة بريتال كانت ضربة مؤلمة وهي التي دفعت بالسيد نصر الله الى زيارة البقاع لرفع المعنويات.”

واكد جنبلاط الى ضرورة الالتفاف حول الجيش، لحماية المناطق اللبنانية، ورحب بالدعم الذي تلقاه، وعن مصير الهبة السعودية الأولى اكد أن ما يؤخرها هو دخول عامل السمسرة بين الشركة الفرنسية، وبعض التجار اللبنانيين.”

وعن الوضع السوري، شدد على ما قاله سابقاً، من أن الفريقين اللبنانيين أخطآ التقدير: “حزب الله راهن على صمود النظام السوري، وقوى الرابع عشر من آذار راهنوا على سقوط النظام، وانا قلت لهم منذ البداية أن القضية السورية أكبر مما يتصورون، للأسف غرق حزب الله في سوريا، وفشل الرهان المناهض على تحضير قوات معارضة لدخول دمشق من الأردن، لم يقدّر السعوديون حينها أن القرار الاستراتيجي اسرائيلي وليس أردنياً، ولذلك لم يسمح الأردن بذلك.”

وعن كيفة خروج حزب الله من سوريا، قال جنبلاط: لقد غرق، لن يستطيع الخروج، وعلى الأقل لن يعود كما كان، سيعود ضعيفاً، والنظام السوري لن يستطيع الصمود، هو يسيطر فقط على ٤٠ بالمئة من المساحة السورية، وما يجري اليوم في درعا مؤشر، على القضم البطيء الذي تحققه المعارضة.

موضوع التمديد للمجلس النيابي بالنسبة لجنبلاط أصبح ناجزاً، أما عن الإنتخابات الرئاسية والاسماء المطروحة فقال: قيل لي إن حظوظ حاكم المصرف المركزي ارتفعت بعد مؤتمر البنك الدولي في نيويورك، استطاع أن يلمّع صورته.” ونفى جنبلاط أن يكون حزب الله وضع فيتوعلى قهوجي بعد أحداث عرسال وعن اسم السفير جورج خوري، اشار الى أن اسمه طرح ذات مرة، وهو شخص جيّد. وهنا يجزم أن لا حظوظ للنائب ميشال عون ولا لسمير جعجع :” لا مجال إلا لرئيس توافقي”.

في مجال آخر، قال جنبلاط:” الدروز تاريخياً هم جزء من المسلمين، وهم فرع منشق عن الإسماعيلية، وما أريده هو إعادة الدروز الى هذه الجذور، للتمسك بإسلامهم، خصوصاً أن كل محيطهم هو محيط إسلامي، واكد جنبلاط أن الثقافة موجودة، بمجرد العودة الى التاريخ يتأكد ذلك، وهو قد لمس ذلك من خلال بعض اختباراته، الموضوع سياسي وليس ثقافياً. وعن زياراته الى المناطق الدرزية وأبرزها منطقة حاصبيا وراشيا حيث هناك تماس سني درزي، شدد على أن هذه الزيارات هي للعمل على تجنيب أي توتر درزي- سني:” حين كنت في حاصبيا، قال لي أحدهم، سوف يأتون إلينا، قلت له من هم؟ فقال جبهة النصرة، حينها قلت أن هذا هو محيطكم، في المقلب الآخر من الجهة السورية كل الوجود هو لجبهة النصرة وللجيش الحر، ولذلك لا مجال لفتح أبواب التوتير، وأي صراع من هذا النوع يخدم اسرائيل وسيخلق كانتونات مذهبية.