أميركا تحذر من بدائل «رهيبة» لفشل المفاوضات «النووية» مع إيران

حذرت الولايات المتحدة ، من بدائل «رهيبة» في حال الفشل في إبرام اتفاق نهائي مع إيران يطوي ملفها النووي. لكنها حضت طهران على «القيام بالخيار المناسب»، معتبرة أن الأخيرة «ستتحمّل مسؤولية» انهيار محتمل للتسوية.

أما الخارجية الروسية، فأعلنت أن الوزير سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري اعتبرا في اتصال هاتفي أن «لدى المفاوضات في شأن تسوية الأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، فرصاً حقيقية للتوصل إلى اتفاقات ملموسة». وأضافت أن الجانبين شددا على الحاجة لـ «بذل جهود إضافية كي تثمر المفاوضات».

وتطرّقت ويندي شيرمان، مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، إلى المفاوضات التي تجريها إيران مع الدول الست المعنية بملفها النووي، قائلة: «أحرزنا تقدّماً مهماً في شأن نقاط كان التوافق عليها يبدو غير ممكن». وقارنت المفاوضات بلعبة «بازل اكتمل العديد من أجزائها»، مستدركة أنها الآن في «مرحلة صعبة». وأضافت: «علينا أن نستخدم الوقت المتبقي أمامنا بحكمة، وبهدف واضح وبشعور بالإلحاح» قبل 24 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وتابعت: «نحضّ إيران على اتخاذ الخيار المناسب، ونبقى مصممين على فعل ما يلزم لحماية أمن أميركا وتحسين الآمال بالسلام والاستقرار في العالم».

شيرمان التي كانت تتحدث أمام «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» (مقره واشنطن)، أشارت إلى أن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) قدّمت لإيران أفكاراً «منصفة وقابلة للتنفيذ، تتفق مع رغبة أبدتها طهران من أجل برنامج نووي مدني يمكن تنفيذه». وأعربت عن أملها بأن «يوافق قادة إيران على اتخاذ خطوات ضرورية لطمأنة العالم إلى أن هذا البرنامج سيكون سلمياً فقط، ثم إنهاء عزلتها الاقتصادية والديبلوماسية وتحسين حياة مواطنيها». وزادت: «إذا لم يحدث ذلك، سيرى الجميع أن المسؤولية تقع على عاتق إيران… إذا كانت تريد حقاً تسوية مشكلاتها مع المجتمع الدولي وتسهيل رفع العقوبات المفروضة عليها، لن تجد فرصة أفضل من تلك المتاحة منذ الآن حتى 24 تشرين الثاني. حان وقت إنجاز العمل».

وسألت: «هل سنتوصل إلى (اتفاق)؟ لا أدري، ولكن يمكنني القول إن كلّ المكونات لخطة مقبولة من الجميع، موجودة على الطاولة». وأكدت أن «الهدف واضح وضوح الشمس: إيران لن تحصل، ويجب ألا تحصل على سلاح نووي. هدفنا إعداد اتفاق دائم وشامل يغلق على نحو فاعل كل الطرق الممكنة أمامها لامتلاك هذا السلاح». وكرّرت رفض واشنطن قبول احتفاظ طهران بقدراتها في تخصيب اليورانيوم.

واعتبرت شيرمان التي تشارك في المفاوضات مع طهران، أن أطرافاً يفضّلون فشل المحادثات، إذ قالت: «ندرك أن هذه المفاوضات مثيرة للجدل. بعض (الأطراف) قلق لاحتمال فشلها، ويبدو أن آخرين يخشون نجاحها، وأن لدى كثيرين أسئلة وشكوكاً». وأضافت أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما «تشاورت في انتظام مع أعضاء الكونغرس ومع شركاء كثيرين في الخارج، بما في ذلك إسرائيل ودول الخليج. سمعنا مخاوف متنوعة، وبذلنا قصارى جهدنا للإجابة عن أسئلة صعبة».

وأشارت إلى أن الإدارة خرجت من تلك النقاشات بقناعة فحواها أن الديبلوماسية مع إيران تستحق المخاطرة، محذرة من «تصعيد من كل الأطراف» إذا لم يُبرَم اتفاق نووي بحلول 24 تشرين الثاني. وزادت: «لهذا السبب أقول إن الرهانات مرتفعة جداً، والبدائل رهيبة جداً».