سوريا.. معارك مورك امتحان الثوار في وسط البلاد

تشهد مدينة مورك (30 كلم شمال مدينة حماة)، معارك عنيفة بين فصائل الجيش الحر وكتائب إسلامية من جهة، وقوات النظام المدعومة بميليشيات إيرانية ولبنانية من جهة ثانية، تمكّن الثوار خلالها من استعادة السيطرة على كتيبة الدبابات شمال شرق مورك، والتي كانوا قد خسروها مطلع الشهر الجاري.

وبحسب وكالة “سمارت” للأنباء، فإن قوات النظام تستميت من أجل السيطرة على أوتستراد دمشق – حلب الذي يمر من مدينة مورك. ويعتبر هذا الأوتستراد جزءا من طريق الإمداد المقطوع عن معسكريه المحاصرين في وادي الضيف والحامدية منذ ما يقارب العشرة أشهر.

في المقابل، تحظى المعركة باهتمام الثوار الذين تمكنوا بعد تحرير المدينة من “الزحف باتجاه العديد من مدن وبلدات ريف إدلب وتحريرها، مثل خان شيخون وحواجزها الـ22، وذلك بعد قطع الإمداد عن قوات النظام هناك”، بحسب المقدم فارس بيوش، قائد أركان الفيلق الخامس في إدلب وحماه.

وخلال ما يقارب العشرة أشهر من تحريرها، أصبحت مدينة مورك جبهة استنزاف كبيرة لقوات النظام حتى عرفت بـ”مقبرة الأرتال”، في إشارة لخسائر النظام فيها التي بلغت بحسب بيوش “أكثر من 100 دبابة ومدرعة، وأكثر من 50 سيارة مزودة برشاشات، إضافة إلى مقتل المئات من عناصر النظام والميليشيات الموالية له”.

وباءت محاولات النظام المتكررة في اقتحام مورك بالفشل والكثير من الخسائر، ففي 16 يوليو، وبعد محاولته اقتحام مورك فقد النظام أكثر من 70 مقاتلاً، بينهم العشرات من عناصر حزب الله اللبناني، إضافة إلى تدمير 5 دبابات وعدد من السيارات المزودة برشاشات دوشكا.

ويشارك على جبهات مورك أكثر من ثمانية فصائل “كبرى”، من ضمنها الجبهة الإسلامية، وجبهة ثوار سوريا، والفيلق الخامس، والفرقة الـ13. ويعزى “صمود” الثوار هناك، على حد تعبير بيوش، إلى “انضباط كافة التشكيلات العسكرية وتنسيق عملها من خلال غرفة عمليات موحدة ومشتركة”.

وكان شهر أغسطس من العام الجاري قد شهد تقدماً كبيراً لكتائب الثوار في ريفي حماه الشمالي والغربي، أفضى إلى سيطرتهم على الكثير من المدن والبلدات، منها الخطاب وأرزة، وصولاً إلى تخوم مطار حماه العسكري، وذلك ضمن ما أطلق عليها الثوار “غزوة الشام الكبرى”، إلا أن عوامل عدة ساهمت في استعادة النظام فيما بعد، لغالبية هذه المناطق، منها “الطبيعة السهلية التي تتصف بها المناطق المحررة في ريف حماه، وكثافة القوة الجوية المستخدمة”، بحسب تبرير المقدم البيوش.

وأضاف: “لا يمكن التغافل عن انسحاب تشكيلات عسكرية كبيرة باتجاه حلب لمواجهة تنظيم داعش الذي اقترب من مدينة مارع من جهة، وقوات النظام بعد سيطرتها على الشيخ نجار، وبالتالي حصار مدينة حلب من جهة ثانية، ساهم إلى حد بعيد في إضعاف جبهة حماه”.

“جندي الأسد المدلل”، “الريح الأصفر” وأخيراً “النمر”.. كلها ألقاب أطلقها موالون للنظام على العقيد في المخابرات الجوية، سهيل الحسن، بعد “النجاحات” التي حققها في حلب بقيادته للعمليات العسكرية في المدينة، واتباعه سياسة “البراميل المقدسة” كما يصفها موالوه. فقد استقدم “النمر” إلى حماه مؤخراً ليشرف على غرفة عمليات مورك تحديداً، ليتمكن بعد هجمة براميل شرسة على مدن وبلدات ريف حماه، من إبعاد الثوار عن محيط مطار حماه العسكري.

إلا أن” أبو قصي” القائد العسكري للواء “مجاهدي الشام” في ريف حماة، لا يرى في ذلك التقدم نجاحاً لسهير الحسن، ووصفه بـ”أنه مجرد واجهة لغرفة عمليات روسية إيرانية هي من تقود فعلياً العمليات في ريف حماة”.

ويضيف عماد، الناشط الإعلامي المرافق لكتائب الثوار في حماه: “ما حققه نمر بشار المدلل في مورك هو خسارته عشرات الدبابات والآليات المدرعة والمئات من جنوده، ولم تستطع ريحه الصفراء إسقاط فستق مورك الشهير”