جنبلاط في الوقت الضائع: محاولات اختراق في جدار الازمات

جليل الهاشم

تتواصل المساعي التي يقوم بها رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط من اجل إحداث إختراق في جدار الازمة السياسية التي يمر بها لبنان، بالتزامن مع الجولات الميدانية التي يقوم بها محذرا ومنبها الى  حجم المخاطر المحدقة بلبنان وتلك المرتقب ان تضرب الساحة اللبنانية.

النائب جنبلاط كان التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع  يرافقه المرشح النائب هنري حلو والنائبين نعمه طعمه وغازي العريضي، وكانت جولة افق شاملة شهدت اتفاقا في وجهات النظر في مواضيع عدة وتباينا في شؤون أخرى.

كما واصل النائب جنبلاط جولاته الميدانية على القرى والبلدات والتقى الاهالي مجدداً ومكرراً التحذير من الانجرار الى اي نوع من انواع الفتنة او التعرض للاجئين السوريين انتقاما.

جولات النائب جنبلاط، كما وصفها مراقبون، تساهم في تهدئة وتبريد الاجواء المحتقنة على الساحتين السياسية والشعبية، إلا انها تبقى خطوات ناقصة وتسابق اي تفجير قد يحدث في اي منطقة يشعل لهيب تفجير اوسع قد يطال البلاد بأسرها، ما لم يتزامن مع مساع مماثلة تضطلع بها سائر القوى والقيادات السياسية كل من موقعه وبحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه.

مصادر سياسية في بيروت وصفت الوضع اللبناني بأكثر من دقيق وقابل للتفجر في اي وقت في ضوء ارتفاع التوتر في الاقليم والتداعيات التي تطال لبنان المنقسم جراءها عاموديا وافقيا، وانسداد الافق السياسي اقليميا ومحليا، ما يجعل لبنان مكشوف امنيا وسياسيا، وعرضة لاي انتكاسة امنية في اي وقت.

المصادر اضافت ان البلاد في حاجة الى خطة طريق لتحصين الوضع الداخلي قد تكون حركة النائب جنبلاط جزءا منها، خصوصا لجهة الاسراع في إقرار التمديد للمجلس النيابي لان البلاد لا تحتمل اليوم إجراء إنتخابات نيابية، وإخراج هذا الامر من سوق المزايدات السياسية والشعبوية، فالكل موافق على التمديد وهذا ما سيحصل، ومن ثم الانطلاق الى ملء الشغور الرئاسي لما لهذا الامر من أثر سلبي على سير عمل المؤسسات الرسمية كافة من مجلس نيابي وحكومة الى أصغر دائرة حكومية في البلاد، وصولا الى تفعيل عمل المؤسسات الامنية والعسكرية وفي مقدمها الجيش اللبناني الذي يحظى باجماع من كل اللبنانيين على دعمه وتحصينه من عمليات الفرار وتعزيز دوره في صون وحدة البلاد والزود عن حدودها.

وتضيف المصادر انه ما دون خطة الطريق هذه فالوضع الداخلي مفتوح على كل الاحتمالات وينحدر  بصورة قياسية نحو الهاوية خصوصا في المجال الاقتصادي الذي لا يضعه كثيرون في مقدم الاولويات علما ان لبنان مقبل على كارثة اقتصادية محتمة.