التمديد للمجلس نهاية الشهر الجاري… تركيا تمسك ورقة الاكراد في “كوباني”

كشفت مصادر نيابية مطلعة لجريدة “الانباء” الالكترونية، أن جلست التمديد للمجلس النيابي سوف تعقد نهاية الشهر الجاري على ابعد تقدير، سيما وأن هذه الجلسة محكومة بالمهل الدستورية، لناحية سحب الترشيحات أولا التي تنتهي منتصف ليل 30 تشرين الأول خاصة بعد أن كشف تيار المستقبل نيته سحب طلبات ترشيح كتلته، ما يحتم فوز بعض المرشحين بالتزكية ما يوفر إمكانية الطعن بشرعية التمديد لاحقاً، أو إسقاط الشرعية الميثاقية عن الانتخابات النيابية فيما لم يتوفر عدد كاف من المرشحين السنة، فتصبح الانتخابات بحكم المعطلة، لذلك فإن المجلس النيابي ملزم عقد جلسة نيابية تشريعية قبل ثلاثين الجاري لترميم قانون الانتخابات النيابية، وتعديل المهل الدستورية، ومناقشة إقتراح النائب نقولا فتوش، الذي ينص على التمديد للمجلس النيابي الحالي مدة سنتين وسبعة أشهر تنتهي في أيار 2017.

ورأت المصادر ان معظم الكتل النيابية باتت تتحدث عن أن التمديد بحكم الحاصل، وأن لا نية لأي كتلة مقاطعة جلسة التمديد، أو الطعن بشرعيتها، وبالتالي فإن الشرعية الميثاقية والسياسية ستتوفر لهذه العملية الضرورية التي تصون وحدة الدولة، وتوفر مدخلاً لأي تسوية يتفق عليها الأطراف كافة. وكشفت المصادر ان أمكانية تعديل مسار هذه التسوية ممكن في حال اتفق الأطراف على انتخاب رئيس جديد في أي وقت من الأوقات.

ورأى أن الحراك السياسي حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا يؤشر الى إمكانية حصول تسوية قريبة، خاصة وان الأطراف الأساسية لا تزال متمسكة بمواقفها، كما وأن الخطاب السياسي الذي خرج به الوزير نهاد المشنوق في ذكرى الشهيد وسام الحسن يعكس عمق التوتر الحاصل بين الرياض وطهران، وبين حزب الله وتيار المستقبل.

المصادر رأت أن التمديد للمجلس النيابي تحكمه حاجة القوى السياسية، ومصالحها المرتبطة بحفظ الامن والاستقرار في البلاد وبالتالي فإن قرار التمديد يعكس اتفاق القوى المحلية والإقليمية على مبدأ حماية لبنان ومنع سقوطه في اتون الحروب المشتعلة، وهذا لا يعني ان الأطراف متفقة، فاختلافها ومصالحها تحتم عليها أيضا حماية لبنان واستقراره، وهذا يعكس تمسك القوى السياسية بالحكومة وبديمومة المؤسسات، واختلافها على موقع لبنان الذي يحدد صورته الرئيس الرئيس الجدي.

مع اشتداد معارك الكرّ والفرّ في مدينة كوباني، يبقى الانتظار سيّد الساحة فيها لمعرفة مدى إمكان حدوث تحوّل في مسار هذه المعارك بعد الدعم الاميركي العسكري للمجموعات الكردية التي تقاتل (داعش)، بعد أن سمحَت أنقرة لقوات البشمركة العراقية بالدخول إلى كوباني عن طريق أراضيها، معلنةً عن اتخاذ جملة إجراءات لمنع سقوطها. فيما أكّدت روسيا عدم انضمامها الى التحالف “لأنّه يعمل من دون تفويض مجلس الأمن الدولي، ولأنّ واشنطن لم تقدّم توضيحات بشأن عمليتها في سوريا”.
وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان واشنطن طلبت من أنقرة المساعدة “في وصول البشمركة أو جماعات أخرى” الى كوباني حتى يمكنها المساعدة في الدفاع عن البلدة الواقعة على الحدود التركية مضيفا انه يأمل في ان يتمكن الاكراد من خوض هذه المعركة. واذا وصلت التعزيزات فان هذا قد يمثل نقطة تحول في المعركة من أجل كوباني وهي بلدة أصبحت تمثل خط الجبهة في معركة لاحباط محاولة الدولة الاسلامية اعادة تشكيل الشرق الاوسط.

وتنظر أنقرة الى أكراد سوريا بشكوك عميقة بسبب علاقتهم بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حملة منذ عدة عقود من اجل حقوق الاكراد في تركيا وتعتبرهم واشنطن منظمة إرهابية. وأقر كيري الذي كان يتحدث في اندونيسيا بمخاوف تركيا بشأن دعم الاكراد وقال ان الامدادات التي يتم اسقاطها من الجو لا تصل الى حد تغير في السياسة الامريكية.

وأشار الى ان المعركة ضد الدولة الاسلامية التي سيطرت على مساحات كبيرة في سوريا والعراق لها اعتبارات أهم.

وقال للصحفيين “نتفهم تماما أساسيات معارضة (أنقرة) ومعارضتنا لأي نوع من المنظمات الارهابية وخاصة التحديات التي يواجهونها فيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني.”

لكنه اضاف “لا يمكننا ان نغض البصر عن الجائزة هنا. سيكون عملا غير مسؤول من جانبنا ومن الناحية الاخلاقية.. أمرا بالغ الصعوبة ان تدير ظهرك لمجتمع يقاتل الدولة الاسلامية.”

وقال المسؤول الكردي العراقي هيمين هورامي في صفحته على موقع تويتر انه تم اسقاط 21 طنا من الاسلحة والذخيرة بواسطة أكراد العراق في ساعات قليلة يوم الاثنين.

وقال كيري انه هو والرئيس باراك اوباما تحدثا الى السلطات التركية قبل الاسقاط الجوي “ليوضحا تماما ان هذا لا يمثل تغيرا في سياسة الولايات المتحدة.”
وأضاف “انها لحظة أزمة وحالة طارئة بالطبع لا نريد فيها ان نرى كوباني وقد أصبحت مثالا مرعبا لعدم استعداد الشعب لان يكون قادرا على مساعدة الذين يقاتلون الدولة الاسلامية.”

ونشرت تركيا دبابات على التلال التي تطل على كوباني لكنها رفضت مساعدة الميليشات الكردية على الارض لشكوكها في صلتهم بحزب العمال الكردستاني ومطالبتها بعمل أمريكي أوسع يستهدف الرئيس السوري بشار الاسد والدولة الاسلامية على حد سواء. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ان أنقرة تسهل مرور قوات البشمركة العراقية التي تقاتل ايضا الدولة الاسلامية في العراق. ولم يصل جاويش الى حد قول ان كانت أنقرة أيدت القرار الامريكي باسقاط أسلحة من الجو.

وقال متحدث باسم مقاتلي البشمركة التابعين لحكومة اقليم كردستان ان الاقليم الكردي العراقي مستعد لارسال قوات دعم الى كوباني وان التخطيط يجري لذلك. وقال المتحدث باسم وزارة البشمركة بالحكومة جبار ياور إنه “توجد جهود ونحن مستعدون لارسال بعض قوات الدعم إما برا وإما جوا.” وقال ان القوات ليست في طريقها الى هناك. لكن مسؤولا كرديا في العراق طلب عدم نشر اسمه عبر عن شكوكه في انه سيتم ارسال أي مقاتلين الى كوباني لانهم يقاتلون الدولة الاسلامية في العراق.وقالت الادارة الكردية في سوريا ان الاف المقاتلين مستعدون لعبور الحدود الى كوباني من مناطق كردية اخرى في شمال شرق سوريا اذا سمحت تركيا بذلك. وتخطط الولايات المتحدة أيضا لتوسيع المساعدات العسكرية للمعارضة “المعتدلة” للاسد في اطار استراتيجية ضد الدولة الاسلامية. لكن جماعات المعارضة التي تقاتل الاسد والدولة الاسلامية في غرب سوريا تشكو من انها لم تتلق بعد نوع الدعم الذي يذهب الى الاكراد الذين اتهموهم بالتعاون مع الاسد وهو اتهام نفاه الاكراد.وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الطائرات الحربية التابعة للحكومة السورية نفذت 99 غارة جوية على الاقل ضد أهداف المعارضة يوم الاثنين وهو من أكبر المعدلات منذ بدء الحرب الاهلية في عام 2011 . وقال مسؤول في جماعة معارضة طلب عدم نشر اسمه “مازال يتم التحقق منا ونتلقى تدريبا.. لكن الاكراد رغم انهم يصنفون على انهم منظمة ارهابية يحصلون على اسقاط جوي دون أي تحقق أو تدريب.”

وقالت القيادة المركزية في بيان ان الجيش الامريكي أعلن انه نفذ ست ضربات جوية ضد مقاتلي الدولة الاسلامية قرب كوباني يومي الاحد والاثنين. وقالت القيادة المركزية ان القوات الامريكية بالتنسيق مع القوات البرية العراقية نفذت ست ضربات جوية أيضا ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق بالقرب من الفلوجة وبيجي بمساعدة من فرنسا وبريطانيا.

———————————
(*) فوزي ابوذياب