النبيذ الأحمر لعلاج حب الشباب

يؤثر حب الشباب في 40 إلى 50 مليون أميركي، وهناك نحو 85٪ من الناس يتفشى لديهم حب الشباب في مرحلة ما من حياتهم، حيث تبرز البثور، وتنسد ُّالمسامات التي يمكن أن تظهر على الوجه والرقبة والصدر والظهر والكتفين والذراعين. وغالباً ما يكون سبب ظهور حب الشباب الإفراط في إنتاج زيت في الجلد، أو انسداد بصيلات الشعر، ونمو بكتيريا تسمى Propionibacterium في بصيلات الشعر.
وفي هذا الصدد، نشرت دراسة جديدة في دورية الأمراض الجلدية والعلاج في تشرين الأول 2014، كشفت أنَّ مُركَّب “ريسفيراترول” المشتق من العنب الأحمر والموجود في النبيذ الأحمر، قد يكون علاجاً فعالاً لحب الشباب. وقد أشارت بحوث سابقة إلى أن “ريسفيراترول” المضاد للأكسدة موجود بشكل طبيعي في العنب الأحمر قد يكون فعالاً في محاربة حب الشباب، ولكن لم تكن النتائج الصادرة عن هذه البحوث السابقة واضحة.
لذا، قررت مجموعة من الباحثين برئاسة الدكتورة إيما تايلور استخدام ريسفيراترول، ثم البنزويل بيروكسايد لتقييم آثارها المضادة للبكتيريا وحب الشباب خلال 10 أيام. وأشار الدكتور جيني كيم (أحد كبار مؤلفي الدراسة ومسؤول قسم الأمراض الجلدية في كلية جيفن في الولايات المتحدة الأميركية) أن جميع التركيزات من البنزويل بيروكسايد كانت قادرة على قتل حب الشباب، ولكن أثر البنزويل بيروكسايد استمر مدة لا تزيد على 24 ساعة. ثمَّ قام الباحثون باختبار الـ “ريسفيراترول”، الذي قتل حب الشباب من طريق إضعاف الغشاء الخارجي للبكتيريا. واستمر أثره مدة 48 ساعة فقط على الرغم من أن التركيز لم يكن أقل من 50 مليغراماً.
ولكن تفاجأ الباحثون عندما اكتشفوا أن الجمع بين كل من “ريسفيراترول” و”البنزويل بيروكسايد” له التأثير الأقوى على حب الشباب، وأنَّ آثاره تستمر لفترة أطول. وفي هذا الصدد، يقول الدكتور جيني كيم إن “الجمع بين التركيبتين كان له تأثير أفضل لما يمثل من هجوم مزدوج على البكتيريا، بعد أن اعتقدنا في البدء أنه لا يمكن المزج بين تركيبين مضادين لأنهما يلغيان بعضهما، إلى أن وجدنا أن الجمع بين مركب الأكسدة ومضاد الأكسدة يعززان بعضهما البعض ويساهمان في قتال النشاط البكتيري خلال فترة أطول من الزمن”.
وأمل الباحثون في أن تؤدي هذه الدراسة للتوصل إلى علاج لحب الشباب. وقالت الدكتورة إيما تايلور “نأمل أن تؤدي النتائج التي توصلنا إليها إلى اكتشاف فئة جديدة من علاجات حب الشباب التي تركز على المواد المضادة للأكسدة مثل “ريسفيراترول”.
ولاحظ الباحثون أن هناك ما يبرر إجراء مزيد من البحوث لتحديد أفضل لكيفية عمل المركبين معاً لقتل البكتيريا المؤدية لبروز حب الشباب، لافتين إلى أن النتائج التي توصلوا إليها تحتاج للتدقيق والتحقق من فعاليتها على الأشخاص الذين يعانون من حب الشباب.