وليد جنبلاط يستذكر اللواء الشهيد وسام الحسن

نفتقد قائداً شجاعاً

أهمية اللواء الشهيد وسام الحسن أنه لم يكن يعمل لفريق دون الآخر، فممارسته للوظيفة كانت من منطلق وطني بحت وبكل ما في الكلمة من معنى، فعندما كان يستشعر بخطر معيّن يتهدّد أياً كان، كان يبادر إلى تطويقه على أساس وطني صرف ولا يدخل الحسابات السياسية الضيقة في عمله.

كانت مناقبيته العسكرية واحدة من أهم الصفات التي تمتع بها، وهو انطلاقاً من موقع مسؤوليته في شعبة المعلومات، سجّل إنجازات كبيرة في كشف وفضح شبكات التجسس الاسرائيلية، ولعلّ إنجازه الأكبر تمثّل في كشف مخطط التفجير الإرهابي الذي عُرف بمخطط مملوك-سماحة.

حاول الفرقاء الداخليون تسخيف هذه الإنجازات العظيمة واستثمارها كل لصالحه، لكن شبكات التجسس الاسرائيلية لم تكن تستهدف حزب الله لوحده، بل كانت تستهدف لبنان بأكمله وبجميع أبنائه وطوائفه، وكذلك الأمر لو نجح المخطط الإجرامي الذي كان يعدّه النظام السوري للبنان بواسطة سماحة، لكان نقل أتون الحرب الأهلية إلى الداخل وأصابتنا جميعنا وأدخلتنا في المجهول.

لقد وضع اللواء الشهيد الأسس التي أرست قواعد عمل شعبة المعلومات ودورها الهام الذي يتعزّز أكثر من خلال التنسيق مع باقي الأجهزة الأمنية من مخابرات الجيش والأمن العام، وأفضل تحية يمكن توجيهها لوسام في ذكرى اغتياله هي بالتركيز على أنه شهيد الوطن بامتياز.

شكّل اغتيال اللواء الحسن خسارة كبيرة للبنان، وبغيابه تفتقد الدولة والمؤسسات الأمنية فيها إلى قائد مقدام وشجاع وضع شؤون البلد واحتياجاته الأمنية قبل حاجات السياسيين ومطالبهم، ونفتقده أكثر في ظل هذه الظروف الإقليمية المعقّدة التي تلفح لبنان. رحمه الله.

——————————

(*) بقلم وليد جنبلاط / جريدة المستقبل