أين هي هذه الهيبة التي تتحدثون عنها ؟؟

محمود الاحمدية

“وما استَبَدَّ بِرأْيٍ في حُكُمَتِهِ                         إنَّ الحكومةَ تُغْري مُسْتَبِدّيها

رأي الجماعَةِ لا تَشْقى البلادُ بهِ                    رَغْمَ الخِلافِ، ورأْيُ الفردِ يُشْقيها” 

                                                                             (حافظ ابراهيم)

قمت بزيارة إلى ضهر البيدر أثناء اعتصام أهالي الجنود المخطوفين وكان المنظر لا يحتمل التأنّي والحديث والمشاركة! وكأنك في بكائية أين منها مآسي العرب التاريخية؟؟ الوجوه سارحة في المجهول والعيون دامعة وقد سيطر على مآقيها الاحمرار والأيادي مرتجفة، وكأنك في مسرحية إغريقية مأساوية… وقد ذُهلت برؤية الأهالي المفجوعين الذين يعدّون الثواني والدقائق والساعات والأيام… كل لحظة بدهر… تصطادهم يومياً صور أبنائهم على الخليوي والرسائل المرعبة مع الصور التي تهددهم ليل نهار بقتل أبنائهم إذا لم تتصاعد حركتهم واعتصامهم وإذا لم يغلقوا كافة السبل والحياة اليومية للبنانيين ويدعمون الرسائل بصور قطع الرؤوس!! هي بربرية قُلْ أكْثَرْ جاهلية قُلْ أكْثَرْ هي عودة للعصر الحجري قُلْ أْكَثْر… ويتساءل الأهالي لو أن مسؤولا” كان أبنه في الجيش وهو بين المخطوفين هل كان ينام الليل أو النهار قبل إطلاق سراحه؟؟ يتساءلون بعقلية راجحة رأيتها أوزن وأقدر من عقلية كثيرين من الذين يجلسون على المقاعد الوثيرة وزراء ونواب ومدراء وجهابذة تفضحهم أحدث أزياء الموضة الباريسية والإيطالية وتفضحهم هذه اللامسؤولية التي تعلو محياهم وضحكتهم تفرقع وكأن الدنيا بألف خير… وآخر (نكتة) تصريح لوزير يشار إليه بالبنان: لا مبادلة مع مجرمين قطاع طرق إرهابيين… أين هيبة الدولة ؟! والأنكى أنه يتكلم باسم تيار طويل عريض ويتحدث بعصارة نتيجة إجتماع طويل عريض من المبدعين الخالدين وزعيمهم الخالد الأكبر؟؟ قال هذا الكلام بوجهه العريض وشعره الذي يحمل كل أنواع ال (جَال) ويلمع مثل مصباح علاء الدين؟!

الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني وباختصار شديد: أين هي هذه الهيبة والتي تتدمّر في ملف الكهرباء، وفي ملف المياه وفي ملف السلسلة وفي ملف البيئة وفي ملف الإفادات التي تعد إدانة تاريخية لم يعرفها بلد من قبل… هل القانون ذو وجهين في لبنان وفي ملفات لا تنتهي. ولماذا لا يطبقون هذه الهيبة إلا على رمز كرامتنا وعزتنا وعنفواننا ووجودنا أبناء الجيش الأبطال؟؟ هل هانت كرامتهم إلى الجيش الأبطال؟؟ هل هانت كرامتهم إلى هذا الدَّرْكْ وهذا المستنقع؟؟ بربّكم تطلّعوا حولكم: العدو الإسرائيلي بادل جثة جندي بـ 500 مقاوم ومسجون في سجونه أمام انظار العالم أجمع هل انتُقص من هيبته؟ ها هو النظام السوري بادل 54 إيرانياً بـ 1500 من جنود الجيش الحر هل انهار هذا الجيش بعد هذا التبادل؟؟ تركيا وحجمها على مستوى المنطقة بادلت أيضاً وعشرات الأمثلة في مختلف أنحاء العالم ؟؟ قليلا” من العقلانية يا سادة؟ قليلاً من الضمير الحي يا سادة؟؟ والسؤال الذي يطرح نفسه: ماهي الأولوية من حيث الأهمية: دولة تحافظ على أرواح جنودها أم رؤية جنودها مذبوحين؟؟ والمكابرة تأتي عكس المنطق والحضارة والعنفوان والعزة والكرامة… سؤالان يضجان في فكري وضميري، الأول لماذا التلكّؤ في ملف المساجين الإسلاميين في سجن الرمل؟؟؟ والثاني يقولون أن من شروط الإرهابيين في داعش السماح بممر!! بدون أي خلفية أسأل أليس هناك ممرات أخرى تعمل ليلاً نهاراً على الحدود بين البلدين؟؟ هي نعامة تدفن رأسها في الرمال، إن دولة لا تحترم دماء أبنائها لا مكان لها تحت الشمس…

اقرأ أيضاً بقلم محمود الاحمدية

لبنان لن يموت

أكون حيث يكون الحق ولا أبالي

لماذا هذا السقوط العربي المريع؟!

جشع بلا حدود وضمائر ميتة في بلد ينهار!

جاهلية سياسية… بل أكثر!

معرض فندق صوفر الكبير والتاريخ والذاكرة

قال لي: عندما تهاجم الفساد ابتسم بألم!!

إذا أجمع الناس على مديحك سوف أطردك!!

التاريخ لا يرحم… يجب إعادة كتابته

ما هو دوري كوزير جديد؟

مشروع كمّ الأفواه تدمير للبنان الرسالة

الجامعتان اليسوعية والأميركية تنسحبان: التعليم العالي في خطر

السويداء في عين العاصفة

تقريران رسميان متناقضان عن تلوث بحر لبنان

في ذكراها الـ 74 اسمهان: قصصٌ خالدة

طبيعة بلا حدود ربع قرن من النضال البيئي

فريد الأطرش وشوبرت والفن العالمي الخالد

يوم البيئة العالمي: التغلب على تلويث البلاستيك

قطعة الماس في جبل من الزجاج

مسيرة منتدى أصدقاء فريد الأطرش تشع في دار الأوبرا في القاهرة