ما هي اساليب الفتكِ الجديدة التي يستخدمها نظام الأسد في سوريا؟

السؤال المطروح القديم الجديد بين النخب العربية السياسية والحقوقية والإعلامية والأكاديمية والإنسانية، هو أين ما يسمى المجتمع الدولي من الإرهاب الوحشي المنظم الذي يرتكبه يوميا نظام بشار الأسد بحق شباب سوريا وشيوخها ونسائها وأطفالها على مرأى  من كل هذا العالم… حيث إن هذا النظام المستمر منذ أكثر من 4 سنوات  في قتل شعبه بأشد آلات الحرب فتكاً وقتلاً وتدميراً لم يجد بعد من يردع أفعاله البربرية الذي يجمع العالم على أنها أفعال اجرامية ترتقي إلى جرائم الحرب ضد الإنسانية ومع ذلك فأن هذا العالم الذي يكيل بمكيال المصالح الدولية التي تتحكم بها لعبة الأمم الحهنمية لا يزال قابعاً في عجزه وتخبطه ومتخليا عن مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية والقانونية في حماية الشعب السوري.

وضمن مسلسل تفنن النظام السوري في قمع شعبه وقتله، بث ناشطون سوريون شريطاً مصوراً يظهر سلاحاً جديداً تستخدمه قوات النظام في حي جوبر وتعتمده لهدم الأبنية، وكل ما هو فوق الأرض بعد فشلها في اقتحام الحي. وأفاد الناشطون بأن السلاح الروسي الجديد الذي لجأ إليه نظام الأسد هو منظومة مكافحة الألغام (يو أر 77)، والمخصصة لإطلاق شحنات متفجرة معززة صاروخياً تستطيع تحقيق اختراقات في حقول الألغام بطول 90 متراً وعرض 6 أمتار، وتحقق هذه المنظومة انفجارات ضخمة بإمكانها هدم وتدمير كل شيء ضمن نطاق المساحة المذكورة.

وقال النشطاء إن هذه المنظومة استخدمت من قبل القوات الحربية الروسية في حرب الشيشان، وهي من ابتكار قوات الهندسة في الجيش الروسي. ويتم حالياً استخدام هذه المنظومة في تدمير حي جوبر بشكل ممنهج ومتتال بعد فشل قوات النظام والميليشيات الداعمة له في اقتحام الحي والمناطق المجاورة. ووفقاً للناشطين، فإنه تم استخدامها بشكل كثيف في منتصف الشهر المنصرم (سبتمبر)، وأدى استخدام هذا السلاح لتدمير أجزاء واسعة وكبيرة من الحي. وأكد الناشطون أن الأصوات التي يسمعها مؤخراً سكان العاصمة دمشق هي ناتجة عن أصوات إطلاق صواريخ تلك المنظومة.وكانت مواقع موالية للنظام قد بثت شريط فيديو لكاسحة الألغام الروسية u-77 التي يستخدمها النظام في تدمير حي جوبر قبل أيام.

إلى ذلك، طالب الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف عمليات النظام في حي جوبر والعمل على إنقاذ المدنيين المحاصرين فيه، مطالبة تأتي في ظل تصاعد المعارك بين المعارضة السورية وقوات النظام للسيطرة على الحي.من جانبها، أفادت الهيئة العامة للثورة أن عدداً هائلاً من قذائف الهاون ألقيت على الحي وأسفرت عن انفجارات ضخمة ودمار واسع في الأبنية، إضافة إلى وقوع قتلى وجرحى، إذ وصف ناشطون هذه الحملة الشرسة على الحي من قبل النظام بالأعنف وغير المسبوقة.

وفي هذا السياق، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 83 هجوما بالذخائر العنقودية، وذلك خلال الفترة من 25 يناير/كانون الثاني وحتى 21 سبتمبر/أيلول الماضيين، وقد تسببت تلك الهجمات في مقتل ما لا يقل عن 49 شخصاً، بينهم مقاتل واحد فقط، و47 مدنياً بينهم 16 طفلاً وأربع نساء، وإصابة 250 آخرين بجروح، وذلك بشكل مباشر.

أما مخلفات تلك الذخائر فقد تسببت في مقتل ما لا يقل عن 15 شخصا بينهم سبعة أطفال وثلاث نساء، أي أن مجموع الضحايا بلغ 64 شخصا، نحو 50% من الضحايا نساء وأطفال، و98% من الضحايا مدنيون.وأوضح رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني أن الذخائر العنقودية تصنف على أنها سلاح عشوائي. وأضاف أن النظام السوري يستمر في استخدامه الذخائر العنقودية بخرق القانون الدولي مستنداً على ردة الفعل شبه المعدومة من المجتمع الدولي، بل يزيد من عدوانه الصارخ عبر استخدام الذخائر العنقودية داخل الأحياء السكنية بشكل رهيب، وهذا يشكل تهديدا جديا للمجتمع لسنوات.

وتحتوي القنابل العنقودية على عشرات أو مئات من القنابل الصغيرة ويمكن إطلاقها بواسطة الصواريخ أو رميها من الجو. وينتشر أثر المتفجرات في مناطق واسعة دون تمييز في الطبيعة، كما يمتد مفعولها في التشويه والقتل لفترة طويلة عند انفجار القنابل الصغيرة التي لم تنفجر عند شن الهجوم. وأكد تقرير أن استخدام القوات الحكومية للقنابل العنقودية يعتبر جريمة حرب، وخاصة أن الأدلة كلها تشير إلى استخدامها ضد أهداف مدنية ولم توجه إلى أغراض عسكرية محددة.

وأضاف أنه رغم تنديد أكثر من 140 دولة حول العالم عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة باستخدام النظام السوري للذخائر العنقودية، فإن النظام ما زال مصراً على استخدامها، بل توسع بشكل رهيب في استخدامها خلال العام الجاري مما يدل على إهانة واستخفاف واضحين بالمجتمع الدولي.

وطالب التقرير مجلس الأمن بإصدار قرار ملزم بتدمير كافة الذخائر العنقودية في سوريا على غرار قرار تدمير الأسلحة الكيميائية السورية. وحث التقرير روسيا (التي تعد حليفا للنظام) على التوقف عن إمداد دمشق بالأسلحة لأنه قد ثبت استخدام القوات الحكومية لتلك الأسلحة “في جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب تجاه مدنيين”.

كما طالب أصدقاء الشعب السوري بالضغط على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية على روسيا من أجل ذلك.

وأضاف أن على الاتحاد الأوروبي ممارسة ضغط أكبر على مجلس الأمن كي تتم إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. كما طالب التقرير الأمم المتحدة بإعداد دراسات واسعة عن المواقع التي استخدمت فيها قوات النظام السوري القنابل العنقودية من أجل تحذير أهالي تلك المناطق، والإسراع في عمليات إزالة المتفجرات التي لم تنفجر خشية على المدنيين.

ميدانياً، كثف النظام السوري غاراته الجوية على مواقع الثوار على أكثر من جبهة، لا سيما في ريف العاصمة الذي شهد سقوط المزيد من البراميل المتفجرة.ونفذ طيران النظام غارات جوية متتالية مركزة وعشوائية أسفرت عن مجزرتين في الغوطة الشرقية، إحداهما في مدينة عربين قتل فيها 10 أشخاص، وجرح 150 مدنياً معظمهم في حالة خطرة. أما الغارة الثانية فاستهدفت بلدة عين ترما وأسفرت عن مقتل أكثر من 11 مدنياً وجرح العشرات.

هذا قد وثقت لجان التنسيق المحلية مقتل 59 شخصاً، بينهم 10 سيدات و7 أطفال.كذلك أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن اشتباكات عنيفة تدور بين الثوار وقوات النظام على الجبهة الغربية لمدينة المعضمية، مسجلة سقوط عشرات القذائف المدفعية على الأحياء السكنية على مدار الساعة.

وفي دمشق بقي حي جوبر في عين العاصفة. فالطيران الحربي بدأ منذ الصباح بشن غارات جوية متتالية تعدت العشرات فيما تستهدف مدفعية الدبابات أطراف الحي وسط اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات النظام.وأفاد مركز حماة الإعلامي بأن الطيران الحربي نفذ أكثر من 20 غارة جوية وألقت المروحيات 25 برميلاً متفجراً على مدينة مورك بالريف الشمالي.كما استهدفت قوات النظام بالصواريخ مناطق ريف حلب، كالملاح ومحيط قرية حندرات، وبرشقات من الرشاشات الثقيلة حي الليرمون، وبالمدفعية الثقيلة أحياء قاضي عسكر والقاطرجي في مدينة حلب.

___________

(*) – إعداد: هشام يحيى