جنبلاط في حديث لـ “OTV”: سوريا قلب المنطقة العربية والمطلوب في أسرع وقت حل سياسي لا يستبعد أحداً

بعد استذكاره لأمجاد الإنتصارات العربية في العام 1973 حيث نجح الجيش المصري وبالرغم من غياب التنسيق أن يحقق إنجاز العبور والجيش السوري وصل إلى مياه بحيرة طبريا، وبعد الهجوم المضاد لإسرائيل تدخل الجيش العراقي من دون أي إذن وكان هناك وحدات مغربية، اما اليوم أين نحن من هذا التاريخ المجيد، قال النائب وليد جنبلاط في  حديث لبرنامج “بلا حصانة” على قناة الـ “OTV” أن الحرب في سوريا طويلة جدا وهي عبارة عن استنزاف للجيش السوري، وان لم نصل لحل سياسي سوريا ستصبح أشلاء والحكم لا يستطيع ان يستمرّ، وبشار الاسد اخذ سوريا الى نقطة اللارجوع لكن يجب على “اصدقاء سوريا” ان يتفقوا على وحدة سوريا، حيث أن النظام يسيطر على 40% فقط من سوريا وهو فقد الجولان والرقة والشمال السوري، وقد سخر من انتخابات النظام حيث أن الأسد قال بعد أيام من انتخابه انه سيستعيد “الرقة الحبيبة” وبعد اسابيع خسرها وهو يعيش في عالم آخر هو “الوهم”.

وأضاف جنبلاط: الجميع يريد اسقاط النظام وانا دعيت من اللحظة الأولى إلى اسقاط بشار الاسد، والبديل هو الحل السياسي للوصول إلى صيغة انتقالية، قائلاً: همي سوريا ووحدة سوريا كي لا تنتشر الفوضى، لافتاُ الى انه ليس بالصدفة ان رئيس أكبر دولة في العالم وهو الرئيس السيسي ان يقول انه يخشى على وحدة سوريا بحال سقوط النظام السوري، الاسد يحكم على خراب ولن يستطيع ان يستمرّ وهو عرّض حتى طائفته الى الهلاك. وإيران مطلوب منها ان تعيد حساباتها وايضا تركيا، وحدة سوريا تعني إبعاد بشار والزمرة الحاكمة وتنقية الجيش من المخابرات ثم عملية استيعاب القوى المتقاتلة.

وقال جنبلاط: لا اثق بما يقوم به التحالف الدولي بشأن “داعش” ويجب ان نرى اين ستكون خطوط النفط الجديدة التي رسمت سابقا خطوط “سايكس بيكو”. واسرائيل هي من تتحكم بالقيادة الأميركية.

وحول زيارته إلى العاصمة المصرية قال إن الرئيس السيسي طلب مني ان نجري تسوية وان ننتخب رئيسا للبنان.

واعتبر أن “داعش” ظاهرة تملأ فراغ نتيجة عقود من الديكتاتورية العربية وعلى القوى المحيطة بسوريا ان تدرك ان أمن المنطقة العربية ضروري، وان نيران الحرب السورية سترتد على المنطقة برمتها مؤكدا أنه يجب دعم مصر بشكل جدي كي تعيد لعب دورها في المنطقة مشككا بامكانية نجاح تركيا بالقيام بالتسوية المطلوبة مع عبدالله أوجلان وهي اعطاء الحقوق للأكراد الاتراك، وهذه مشكلة تاريخية.

وأضاف أن سوريا هي قلب المنطقة العربية والمطلوب الإسراع بتسوية في سوريا للحفاظ على وحدتها، ولا يمكن في التسوية السورية استبعاد اي مكون من المعارضة السورية وحتى الدولة الاسلامية وهذا أمر واقعي، فالجيش الحر موجود في حوران والقنيطرة وغيرها وكذلك ثمة تنسيقيات ممتازة حول الشام وحتى النصرة لا يمكن استبعادها، وأشك ان تكون ثمة فرصة الآن للحل السياسي في سوريا مع بقاء النظام، وقال انه مهتم ليس ببقاء النظام بل بقاء سوريا موحدة، ما يعني أن وحدة سوريا تعني إبعاد بشار والزمر الحاكمة وتنقية الجيش من المخابرات ثم عملية استيعاب القوى المتقاتلة، مشدداً على ان سقوط الجيش السوري قد يؤدي الى انهيار الدولة السورية، والمطلوب من ايران ان تعيد حساباتها وايضا تركيا لكن لا يمكن الخروج من القوى الكبرى ومنها تركيا وايران، فإنتشار الفوضى حول سوريا هو حلم إسرائيلي قديم والذي قال أن سوريا قلب المنطقة العربية لم يخطئ”.

واشار جنبلاط أن المؤسسة العسكرية هي حصن للبنان، ولا بد من تسليحها وآن الأوان ان نتحصن وراء الجيش وان ندعمه وهذا واجب جميع السياسيين، لذلك أنا ضد مناقشة الموضوع العسكري علناً لأن هذا الامر يضر بالجيش، ومن الافضل ان لا نناقش معطياتنا في وسائل الاعلام، يجب ان نضم صوتنا مع الجيش ومع تسليحه وزيادة عديده، ويجب عدم الدخول في تفاصيل معركة عرسال لأن هذا ليس من شأن السياسيين ولأن هذا يضر بهيبة الجيش، مضيفا بأنه لا مهرب من التسوية في الداخل ويجب حماية نفسنا من ارتدادات الحرب السورية على لبنان، مشيرا الى ان  عدم اقامة المخيمات للنازحين السوريين خطأ، ومعتبرا بأن ملف العسكريين الرهائن يجب ان يبقى طي الكتمان ويجب ان نسحبه من ملف المتاجرة السياسية والاعلامية، لافتا الى “انه غير موقفه بشأن المقايضة مع خاطفي الرهائن بعدما تبين ان الاهالي يعلمون تماما الوضع في رومية”.

وقال: نحن لا نريد ان نظلم اللاجئين السوريين ولا نريد ان نعالج الظلم بالظلم. متسائلاً: ما المشكلة في اقامة مخيمات آمنية للاجئين السوريين؟

وشدد جنبلاط على انه لا يجوز تنسيق الجيش اللبناني مع جيش يقتل شعبه كالجيش السوري وعلى اي حال هو لا يسيطر على منطقة القلمون، لافتاُ الى ان سعد الحريري يقوم بكل جهده في مسألة الهبة السعودية للجيش اللبناني، ولا يمكن عملانيا ان نقبل الهبة الإيرانية للجيش هذه الهبة ستدخلنا في عقبات نحن بغنى عنها، كما لا انصح الوزير مقبل أن يذهب إلى طهران لبحث هذا الملف. وهنا أريد أن أوضح أنا مع تسليح الجيش من أي جهة كانت ولو حتى من الصين ولست ضد هبة السلاح الايرانية لكن هذه الهبة قد تفتعل لنا عقبات نحن في غنى عنها، لذلك يجب تجهيز الجيش ولا بد من التجنيد الاجباري، ولا مهرب إلا من تسوية في الداخل للحفاظ على مؤسسة الجيش ومن ثم معالجة ارتدادات الحرب السورية على لبنان.

واشار جنبلاط الى “انه طلب من وزير الداخلية نهاد المشنوق ان يعزز دور الحرس البلدي، الذي يمكن ان يتعاون مع القوى الأمنية”، مؤكدا ان “كل توجهه العلني هو الدولة ثم الدولة ثم الدولة وانه لا يسلح أحدا”.

ولفت جنبلاط الى ان “جبهة النصرة والجيش السوري الحر ليسوا أعداء ويجب التعامل مع الوضع الجديد في سوريا، ويجب ان نجمد خلافاتنا الداخلية وابقائها جانبا لابقاء شيئاً قليلا من “سايكس بيكو”، موضحا “انه لا يعترف ان “النصرة” ارهابية بل هم مواطنون سوريون واحيانا يجب ان نرى المصلحة الوطنية ويجب التأقلم مع الوضع الجديد بسوريا”.

واضاف جنبلاط:”نحن اقلية مسلمة يجب ان نتعايش مع المحيط الاسلامي اكثر من اي وقت مضى في لبنان وسوريا وفلسطين ويجب ان نؤكد على اسلامنا وعروبتنا”، مشيرا الى ان “الأصولية موجودة أينما كان ولا يمكن ان نعيش في هذا البحر السني والشيعي”.

وقال جنبلاط: حافظ الأسد صنع سوريا بينما الاسد الإبن دمر ويدمر سوريا اليوم، مضيفا انه لا يمكن لحزب الله ان ينسحب من سوريا لأن هذا يتطلب تسوية سياسية إقليمية بين إيران والسعودية،  وبعد أن تدخل الجميع حيث أخطأ فريق 8 آذار في رهانهم بأن النظام سينهي الأزمة في أسابيع وكذلك فريق 14 آذار أخطأ في رهانه بأن النظام السوري سيسقط خلال أسابيع، لكن ذلك لم يحصل لذلك علينا ان نجمد الخلافات الداخلية لان الحل في سوريا ليس لدى الحريري ولا لدى الفرقاء السياسيين هل يمكن ان نحصن نفسنا بالحوار الداخلي؟

وقال: أنا لست ضليعاً في الأمور الدينية فقد تربيت في بيت علماني بعيدا عن الطائفية مع كمال جنبلاط ومع والدتي. اليوم لم تعد شعارات العلمانية والقومية العربية مسموعة في ظل ما نمر به في المنطقة، لذلك  الحركة الوطنية ماتت مع كمال جنبلاط والقومية العربية ماتت مع جمال عبد الناصر، ولكن لا يزال هناك أمل في المجتمع اللبناني واتصور ان هناك مجتمع مدني في لبنان يئس من النظام السياسي في لبنان.

وقال بأنه حاليا لا يوجد مظلة اقليمية لانتخاب رئيس للجمهورية، ولست بيضة القبان، أنا أمثل “اللقاء الديمقراطي” ولا أعطل الانتخابات الرئاسية، ولا أرى حوار أميركي – إيراني ولا حوار إيراني- سعودي حول لبنان، ويمكننا نحن كأقطاب ان نجتمع على رئيس للجمهورية، قائلاً: لم ارشح هنري حلو انتقاصا من أي أحد، هنري حلو لديه مصداقيته وما المشكل من ترشيحه لرئاسة الجمهورية؟ مضيفاَ أنا لا أعطل الانتخابات الرئاسية، ولم يطلب مني أحد أن أنتخب سمير جعجع رئيسا للجمهورية، وسوف أتناول هذا الاسبوع الغداء عند الدكتور جعجع وسأستكمل مسألة بحث تجميد الخلاف الرئاسي وإذا لم نجد تسوية سياسية في سوريا سيكون الطريق طويل معبد بعشرات الضحايا، مضيفاً لن ارجح كفة اي طرف بالانتخابات الرئاسية وأنا مع مرشح “اللقاء الديمقرطي” الا اذا قرر ان ينسحب وأقبل بأي “تسوية” لمصلحة البلد ولن أكون عقبة أمام أي تسوية وليس لدي “فيتو” على أحد.

واشار بأنه في غياب رئيس كيف يمكن اجراء الانتخابات النيابية، من الافضل ان لا نغامر وان ندخل في تمديد مشروط بأهمية انتخاب رئيس، اضاف وصلنا إلى مرحلة متقدمة في وضع قانون انتخابي ومدة التمديد لا يمكن حسمها الآن، ولا يمكن اجراء تمديد من دون ميثاقية مسيحية كانت أم اسلامية، هل لمصلحة المسيحيين أو المسلمين الوصول إلى الفراغ؟ تكلمنا مع وفد حزب الله عن هاجس المنطقة كلها وعن الاخطار القادمة واسرائيل والتواصل مستمر، ولقاءاتي مع جميل السيد هي لتحليل الأحداث في المنطقة و لا نحضر لشيء وهناك تبادل لوجهات النظر فقط ولا يجب تكبير الموضوع أبدا .

وعن الحكومة، قال بأن عمل الحكومة ممتاز رغم كل العبء الملقاة عليها، لذلك لا بد من انتخاب رئيس، لا نريد ان نعرض الاقتصاد الوطني للخطر من خلال السلسلة فإذا كان هناك موارد للسلسلة يمكن ان تقر وإذا لم يكن هناك من موارد لا يمكن ان تقر، اضاف السلسلة اليوم هي في اللجان ونحن على تواصل ونتحدث مع الهيئات النقابية ولا يمكننا ألا أن نتحاور معهم ولكن لا يجوز الدخول في الشعبوية، مذكرا بأن وزراء الحزب التقدمي الاشتركي قد تحفظوا من خلال غازي العريضي ووائل ابو فاعور وعلاء ترو على السلسة التي اقرت في حكومة نجيب ميقاتي.

وحول موضوع رئاسة الحزب قال هناك فصل بين رئاسة الحزب والمقعد النيابي وجولات تيمور هي لهذا الهدف ومحاولة لادخاله في هذا الجو وهو يتقدم وعندما نصل إلى انتخابات رئاسة الحزب نرى من هو المناسب لهذا الموقع، و لا يوجد أي مانع أو مشكلة في انتقال رئاسة الحزب إلى عائلة من خارج آل جنبلاط، فعندما استشهد كمال جنبلاط قاموا بإلباسي عباءة الزعامة ورئاسة الحزب والحركة الوطنية ويجب أن لا ننسى بأنه كان إلى جانبي مساعدين ومستشارين على رأسهم محسن ابراهيم كان لهم دور في مساعدتي على تخطي تلك المرحلة، مشيرا بأن الحزب نجح في عدة أماكن منها في منظمة الشباب والخريجين والكشاف ونحن مستمرون على الرغم من أننا ننحت في الصخر ولا خلافات أو استبعادات داخل الحزب وما يقال في هذا الشأن مجرد تحليلات وتمنيات من بعض الصحفيين الحاقدين.

وعند سؤاله عن حفل زواج جورج كلوني وأمل علم الدين، أكد جنبلاط بأنه تلقى دعوة لحضور الزواج من آل علم الدين وهو سيلبي هذه الدعوة بحضور الزفاف في لندن، مذكرا بذلك الخبث الذي حال دون تشريع الزواج المدني في لبنان في حين أن اللبنانيين يسافرون إلى الخارج لعقد الزواج المدني ومن ثم يتم تسجيله في لبنان، مشددا على أهمية الإنفتاح والزواج المختلط وضرورة الإبتعاد عن الإنغلاق والجهل.