طائرات التحالف تقصف مواقع “داعش” في سوريا

غاب الاستحقاق الرئاسي عن الجلسة النيابية الثالثة عشرة التي دعا اليها الرئيس نبيه بري لانتخاب رئيس للجمهورية، فيما تداول من حضر الى ساحة النجمة فيما آلت إليه التسوية التي يعمل عليها الرئيس بري مع فريق 14 آذار التمديد للمجلس النيابي مقابل تفعيل الأعمال التشريعية (تشريع الضرورة)، كما يطلق عليها الفريق المذكور، والتي من المتوقع ان يحدد موعد لعقد تلك الجلسة في خلال الأسابيع القادمة، والتي سيكون على جدول أعمالها سلسلة الرتب والرواتب.

أما الفراغ الرئاسي الذي أنهى شهره الرابع، من المتوقع ان يأخذ حيز من النقاش النظري الإعلامي، بعد أن باتت المبادرات المختلفة التي أطلقها الفرقاء السياسيين من القوى الثلاث 14 و8 والوسط، في غياهب السكون، وحيث أضحى معلوما عجز القوى السياسية عن تمرير هذا الاستحقاق بتسوية داخلية دون اتفاق خارجي إقليمي بعيد المنال وفق مجريات الاحداث المتصاعدة.

وفيما تستمر حال التخبط في ملف العسكريين المخطوفين وسط أنباء متناقضة حول استمرار الوساطة القطرية – التركية من عدمها، صعد أهالي العسكريين خطابهم وأنهوا اعتصامهم السلمي متفرغين للتصعيد في الشارع وقطع الطرقات للضغط على الحكومة وعلى القوى السياسية التي تعيق نجاح المفاوضات، حيث برز في هذا السياق خبر لقاء زوجة العسكري المخطوف علي بزال الذي ظهر في التسجيل المصور الى جانب الشهيد محمد حمية الذي اعدمه المسلحون منذ أيام.

ونقلت زوجة العسكري المخطوف بزال مطالب جبهة النصر للإفراج عن العسكريين والتي تختصر بالنقاط التالية: فتح طريق إنساني للمسلحين الى عرسال، إطلاق سراح الموقوفين لدى الجيش منذ أحداث عرسال، عدم التعرض للنازحين السوريين في لبنان ومضايقتهم، عدم التعرض لأهل السنة في لبنان ومضايقتهم.

ونقلت وسائل الاعلام عن زوجة بزال قولها، أن المسلحين أرجأوا إعدام زوجها أسبوع آخر، منتظرين ما ستصل إليها المفاوضات.

هذه الحالة من التخبط في معالجة تلك الأزمة الوطنية، والتي تعكس حال الانقسام والافتقاد لاتخاذ قرار وطني جامع، تهدد حال الاستقرار الوطني والسلم الأهلي بعد أن نجح المسلحون باستخدام حالة الانقسام المذهبي في تعاملهم مع هذه القضية، حيث يتهم أهالي العسكريين المخطوفين حزب الله بإعاقة المفاوضات ورفضه إطلاق الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية بما فيهم أولئك الذين لم تتم محاكمتهم، وفق ما سرب أحد مشايخ هيئة العلماء المسلمين التي سبق ان عملت على خط المفاوضات مع المسلحين، قبل أن تسند تلك المهمة الى اللواء عباس إبراهيم والمخابرات القطرية.
في سياق آخر وعلى خط المواجهة المفتوحة بين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والتحالف الدولي، قال مسؤولون امريكيون إن الولايات المتحدة وعدة دول خليجية حليفة شنت ضربات جوية وصاروخية ضد أهداف للتنظيم في سوريا لتفتح جبهة جديدة أكثر تعقيدا في المعركة ضد المتشددين.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه إن السعودية والإمارات والأردن والبحرين شاركوا في الغارات الجوية الأمريكية على سوريا لكنه لم يكشف عن الدور المحدد لكل دولة في العمليات العسكرية. وقال إن قطر لعبت دورا داعما للهجمات الجوية.
وقال مسؤول أمريكي آخر إن سفينة أمريكية واحدة على الأقل أطلقت صورايخ توماهوك سطح سطح. واستخدمت أيضا في الهجمات طائرات أمريكية مسلحة بدون طيار.
وشملت الاهداف مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات شاسعة من الاراضي في العراق وسوريا وأعلن قيام خلافة إسلامية في قلب الشرق الأوسط.

وقالت جماعة تراقب الحرب في سوريا ان ما لا يقل عن 20 من مقاتلي الدولة الإسلامية لقوا حتفهم.

وتعتبر مشاركة الدول العربية خطوة جديدة منذ حرب العراق الأولى، حيث شاركت قوى عربية إلى جانب القوى الدولية في الحرب على صدام حسين بعد اجتياحه العراق عام 1991، هذه الخطوة الضرورية التي تعزز مصداقية الحملة الدولية على الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة لا سيما على سوريا بعد ان فتحت هذه المسألة جدلاً دوليا بين موسكو وواشنطن.

وفي إطار جهود الولايات المتحدة تشكيل تحالف دولي انتقل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى نيويورك لإجراء محادثات مع نظرائه من الحلفاء العرب والأوروبيين لمناقشة الخطط الأمريكية ضد الدولة الإسلامية وسماع وجهات نظرهم بشأن كيفية المشاركة.

والتقى كيري بوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند وشارك في اجتماع يضم أكثر من 12 دولة بينها دول خليجية لمناقشة الصراع في ليبيا.

مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية قال إن الخطط الأمريكية “لتوسيع جهودنا لهزيمة (الدولة الإسلامية) نوقشت” خلال الاجتماعات لكنه رفض الكشف عن التفاصيل.
وجاءت الضربات قبل ساعات من توجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث سيحاول حشد المزيد من الدول وراء سعيه للتصدي للدولة الإسلامية.

ونأى أوباما بنفسه عن التورط في الحرب الأهلية السورية قبل عام لكن صعود الدولة الإسلامية دفعه إلى تغيير المسار.

وقال كيربي المتحدث باسم البنتاجون إن الجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي اتخذ قرار شن الضربات بموجب إذن من أوباما.

من جهة أخرى وفي سياق الحرب في سوريا أعلن الجيش الإسرائيلي اسقاط، طائرة سورية اقتربت من منطقة فض الاشتباك في هضبة الجولان، مشيرة إلى أن” المقاتلة السورية كانت تقوم بقصف أهداف للمعارضة السورية في محيط القنيطرة”.

واضافت الاذاعة الإسرائيلية التي نشرت الخبر ان “الطائرة السورية وهي من طراز ميغ-21 اقتربت من الجانب الاسرائيلي من هضبة الجولان واسقطتها بطارية صواريخ ارض-جو”، موضحة ان حطام الطائرة سقط في الجانب السوري.

وعلى الفور، أكدت دمشق الأمر، ووصفته “بالتصرف العدواني”.

ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري قوله إن “إسقاط الطائرة تزامن مع ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية”.

وهذه المرة الاولى منذ عام 1982 التي تسقط فيها اسرائيل طائرة سورية. وتحتل اسرائيل منذ 1967 نحو 1200 كلم مربع من الجولان التي اعلنت ضمها في قرار لم يعترف به المجتمع الدولي. وتبلغ مساحة الجزء غير المحتل نحو 512 كلم مربعاً.