الريس: خطر “داعش” يهدد المنطقة

أكد مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس على ضرورة مشاركة إيران في الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب ومواجهة التنظيم الإرهابي التكفيري «داعش» وخطره الذي بات يتهدد كل المنطقة ويتعرض لكل القواعد الإنسانية والأخلاقية.

وشدد خلال حديث لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء- إرنا، علي ضرورة أن تشارك كل القوي المحلية والإقليمية والدولية المعنية في هذا الجهد وفي مقدمة هذه القوي الجمهورية الإسلامية في إيران التي نعتبرها لاعبًا إقليميًا له وزنه وثقله.

وقال الريس: إنه من المستحسن إشراك الجمهورية الإسلامية في إيران وروسيا في كل الجهود الدولية الجارية اليوم لمحاربة هذا الإرهاب إذا كان الهدف تحقيق نتائج أفضل في مواجهة خطر هذا الإرهاب وأعماله، مضيفًا بالقول: ربما تكون هناك حاجة (للذين شاركوا في مؤتمري جدة وباريس) إلي مقاربة الأمور بطريقة جديدة علي أكثر من صعيد.

وعن اللغط الحاصل في الموقف الأميركي تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وما كشفه قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمي الإمام الخامنئي (دام ظله) في تصريحه الأخير عن أن هدف أميركا هو التواجد في المنطقة، رأي الناطق باسم «الحزب التقدمي الاشتراكي» أنه ليس هناك أحد يوفر التدخل في العراق، لا من أميركا ولا من غيرها، المتدخلون في العراق كثر وهذه ليست مسالة سرية.

وقال: أتصور أن استمرار العقدة الغربية الإيرانية وحصر التعاون أو التواصل الأميركي مع إيران في الملف النووي الإيراني ربما يكون بشكل أو بآخر بحاجة لمقاربة جديدة بسبب التحديات التي تفرضها أنشطة المجموعات الإرهابية التي تغير وجه المنطقة وهذه مسالة يجب أن تكون قيد البحث.

وأضاف رامي الريس يقول: علي كل حال لا بد أن نبدأ في مكان معين ولكن تحصين خطة مواجهة الإرهاب يفترض أن يخضع لعمل سياسي ولقراءات شفافة.

وكرر الريس التأكيد علي ضرورة إشراك إيران في الجهود الدولية لمواجهة خطر الإرهاب الداعشي، وشدد علي أن استبعاد إيران عن التحالف ضد الإرهاب هو عمل غير صحيح، وقال: إن أي طرح إقليمي فاعل للمساعدة في مواجهة الإرهاب هو أمر مطلوب، وعكس ذلك يكون القرار غير مكتمل.

وردًا عن سؤال حول بحث أميركا عن ذريعة للتدخل في العراق وسورية قال الريس: إن القوات الأميركية موجودة في المنطقة وهي ليست بعيدة عنها أصلا والمصالح الأميركية في المنطقة محفوظة أيضا من خلال عدد كبير من العناصر.

وأكد أن المخاطر المستجدة التي يستولدها الإرهاب تحتم ضرورة تنظيم جهود دولية تضم الولايات المتحدة الأميركية وقوي دولية وإقليمية أخري لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي (داعش) مما يجعل إمكانية تحقيق نتائج أفضل، وأكثر قابلية، ولكن تحديد ذلك ينتظر توضيح مفاصل هذه الخطة وتوسيع قاعدة المشاركة الدولية والإقليمية فيها.

وردًا عن سؤال، قال الريس: إن إشراك الحكومات المركزية بمواجهة الإرهاب قد يكون ضرورة لتلافي نشوء ميليشيات طائفية ومذهبية تواجه بعضها البعض، وهذا الأمر ممكن تطبيقه في العراق بعد تشكيل الحكومة الجديدة.. أما في سورية فالأمر أكثر تعقيداً لان هناك انقسام سياسي وميداني علي الأرض وليس هناك حكومة واحدة تقوم بهذا الأمر وهذا يعيدنا إلي المربع الأول.

وشدد الناطق باسم «الحزب التقدمي الاشتراكي» المناوئ للنظام السوري ورئيسه بشار الأسد على ضرورة إيجاد حل سياسي في سورية علي قاعدة قيام حكومة انتقالية لا يوجد فيها أي رمز من رموز النظام السوري الحالي والاتفاق علي حكومة جديدة لمواجهة الإرهاب، مقرًا بالوقت نفسه بأن هذا الأمر صعب، معتبرًا أن إشراك سوريا في الحرب علي الإرهاب يعني إعادة تعويم النظام السوري الحالي، وهذا برأيه غير مفيد للشعب السوري أو لمواجهة الإرهاب.

وحول موقف حزبه من القصف الجوي في سورية في حال لم يكن منسقًا مع النظام، قال الريس:

لا يستطيع النظام السوري أن يقول إنه مع الضربات العسكرية علي أرضه، إذا نسق معه وضدها إذا لم تنسق معه تحت ذريعة السيادة، فمفهوم السيادة غير قابل للتجزئة. ورهان النظام علي إعادة تعويم ذاته من خلال هذه الحملة الدولية رهان خاسر لأن المجتمع الدولي في غير وارد انتشاله من واقعه الراهن بل هو بصدد محاربة الإرهاب.

وعن احتمال استغلال العدو الصهيوني للحملة الدولية علي «داعش» لشن عدوان جوي علي الجيش السوري وإشعال المنطقة، أجاب الريس قائلاً: إسرائيل، بطبيعة تكوينها، لا تستطيع أن تعيش دون استدامة مفهوم الحرب وهي غير منزهة عن هذا الأمر بما يثبته تاريخها الإجرامي منذ ما قبل اغتصابها لفلسطين. ولا شك أن اندلاع أية صراعات مذهبية في المنطقة يصب في خدمة مشروعها التوسعي ولو أنني لا أري أنها مضطرة في هذه اللحظة السياسية الراهنة لفتح جبهات جديدة خصوصًا أنها لم تحقق سوي الفشل في جبهة غزة فطالما أن نيران المنطقة ملتهبة دون تدخل منها، فإن من شأن ذلك أن يجعل أهدافها قابلة للتحقق بشكل غير مباشر.

من جهة اخرى، اعتبر الريّس  في حديث تلفزيوني ان “الرئيس التوافقي هو الذي يحظى بأكبر قدر من اجماع القوى السياسية عليه. وعدم وجود هذا التوافق يؤخر الاستحقاق”.

واشار الريس الى ان “بقاء السقوف المرتفعة يؤخر انجاز الاستحقاق الرئاسي”.

وشدد على ان “التطورات الجديدة في المنطقة تحتم على القوى اجراء قراءة جديدة لمواقفها السياسية”، معتبرا ان “ما يتعرض له لبنان اليوم يكاد يلامس الخطر  الوجودي عليه ككيان تاريخي”.

وتوقف عند مصير الانتخابات النيابية، مشيرا الى ان “معظم القوى السياسية تؤيد التمديد في الغرف المغلقة”، مضيفا “نحن امام مفصل مهم ويجب اتخاذ قرار حول مصير ولاية المجلس النيابي ولكن يجب عدم الدخول في الفراغ لأن ذلك سيعطل مؤسسة جديدة “.

وتابع “التمديد ضربة جديدة للنظام الديمقراطي اللبناني ولكن بقدر ما تكون هذه الضربة مكلفة ولكن الا انها قد تكون اقل كلفة من الناحية الامنية وبالتالي قد يكون التمديد أبغض الحلال”، كما قال الرئيس ميقاتي.

وفي ملف العسكريين المخطوفين، جدد الريس موقف النائب وليد جنبلاط الرافض لمبدأ المقايضة لعدم تكريسها كسابقة، مطالبا بتسريع محاكمات الاسلاميين الموقوفين في روميه.

واضاف “الدولة هي الملاذ الاخير للبنانيين ولا يجوز ضرب هيبة الدولة في هذا الموضوع”، مستطردا “من حق الاهالي التحرك ولكن ابعاد هذا الملف عن الاعلام يؤمن الاجواء المؤاتية لتسهيل مساعي التفاوض”.

على صعيد آخر، رأى الريس ان “اي محاولة لتعويم النظام السوري  من خلال التحالف الدولي لضرب الارهاب ستكون في غير مكانها”.